نتطلّع للاستفادة من تجربة تونس في مجال الموارد البشرية والسياحة تونس - الصباح: تنتهي اليوم زيارة الوفد الباكستاني الطبي الى تونس والتي استمرت نحو خمسة ايام كانت مناسبة لاستكشاف المزيد عن افاق التعاون ومجالات الاستثمار بين البلدين في عديد المجالات ولا سيما في المجال الطبي وصناعة الادوية والتلاقيح . السفير الباكستاني فايز محمد خوسو تحدث ل«الصباح» عن اهداف زيارة الوفد الباكستاني الى تونس ومختلف الاتصالات التي اجراها في اطار ما وصفه بالتوجه لدعم التعاون بين دول الجنوب وتعزيز اكتفائها في احد المجالات الحيوية. وقال السفير الباكستاني ان حجم المبادلات التجارية بين تونسوباكستان لا يتجاوز 44 مليون دولار وهو ما اعتبره دون المطلوب ولا يمكن ان ينظر اليه بعين الرضا مضيفا انه لا يعكس باي حال من الاحوال العلاقات التاريخية الوطيدة بين تونس واسلام اباد مشددا في ذات الوقت على ان هذا موقف المسؤولين في تونس ايضا. وقال ان هذه المبادلات تعتمد على استيراد باكستان الفسفاط والاسمدة وزيت الزيتون والنسيج فيما تصدر لتونس الارز الذي بدا يشهد رواجا متزيدا في تونس الى جانب قطاع النسيج والجنز واكد السفير في توضيحات خص بها «الصباح» ان الهدف يرمي الى مزيد تطور العلاقات بين تونس وبلده مضيفا ان تونس وبعد دخوله اتفاقية التبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي حيز التطبيق باتت نافذة مفتوحة على العالم واشار الى اهمية التعاون ودعم فرص الاستثمار بين دول الجنوب لتحقيق احتياجاتها في مختلف المجالات وهو ما وصفه بالتحدي المستقبلي للدول المسلمة وما تمتلكه من طاقات متكاملة واعتبر السفير الباكستاني ان المسافات الجغرافية ليست حاجزا في عصرنا اليوم وان دولا مثل امريكا والصين واليابان وكندا ليست الاقرب جغرافيا الى تونس من باكستان .وحول الوفد الزائر قال السفير الباكستاني انه ضم طاقما من سبعة اعضاء يراسه مسؤول عن المصالح المختصة بالتجارة والتنمية وجمع متخصصين في صناعة الادوية وفي مجال الجراحة الطبية لعرض منتجات باكستان الطبية وما حققته من تطور في هذا المجال . وشدد السفير على ان الزيارة من شانها ان تعكس اهمية تونس الاقتصادية بالنسبة لباكستان مضيفا انه قد كان للوفد لقاء مع وزير الصحة السيد منذر الزنايدي لبحث مجالات التعاون في مجال صناعة الادوية واستيراد التلاقيح من باكستان الى جانب زيارة ميدانية الى معهد باستور والصيدلية المركزية والغرفة التجارية وقال ان هذا الوفد يعد الثالث من نوعه وقد سبقته في الاشهر القليلة الماضية وفود مختصة في مجالات الزراعة وقطاع النسيج والتجهيزات الرياضية والخزف وكان هدفها الاطلاع على السوق المحلية ومجالات التعاون والاستثمار .واوضح السفير الباكستاني ان وفدا من رجال الاعمال التونسيين يستعدون لزيارة باكستان في شهر مارس للمشاركة في معرض كاراتشي السنوي الذي يجمع سنويا بين اكثر من خمسين بلدا من مختلف دول العالم مؤكدا ان الزيارة لن تقتصر عند حد تبادل الاراء فحسب ولكنها ستبحث مجالات التعاون والتنافس والانتاج. وحول المطلوب من اجل تطوير هذه العلاقات قال السفير ان هذه المسالة كانت محور المناقشات المطروحة خلال اعمال اللجنة المشتركة في اسلام اباد التي حضرها وزير الصناعة السيد عفيف شلبي والتي تم خلالها توقيع اتفاقات عديدة في مجالات تبادل الوفود ودعم التعاون في مجال الصناعة والتكنولوجيا والاتصالات وفق ما تم التاكيد عليه خلال اللقاء الذي جمع الرئيس زين العابدين بن علي والرئيس الباكستاني برويز مشرف خلال زيارته الى تونس في جويلية جويلية2003 . النفط و الغاز والطاقة النووية وحول افاق التعاون المستقبلي والتحديات القائمة اوضح السفير ان باكستان مثل تونس لا تمتلك ثروات نفطية كبيرة واشار الى ان بلاده توفر ربع حاجتها من النفط فقط من مصادرها الخاصة ولكنه اشار في المقابل الى امتلاك باكستان ثروة واسعة من الغاز وانه يجري بحث مشروعين لبعث انبوبين للغاز الاول بين ايرانوباكستان والهند والثاني بين تركمنستان وافغانستان وباكستان وربما الهند وان الاتفاق في هذا الشان قد يتم توقيعه قريبا ربما نهاية هذا الشهر في ايران .وقال السفير الباكستاني ان بلاده في حاجة للاستفادة من التجربة التونسية في ثلاثة مجالات على الاقل اولها ان لتونس تجربة مهمة في الموارد البشرية اضافة الى تجربتها في مجال السياحة ونحن نحتاج للوقوف على هذه التجربة لاقامة مواقع سياحية في باكستان وقد اجرينا مباحثات في هذا لمجال كما ان نوعية التمور وزيت الزيتون التي تنتجها تونس تعد من افضل الانواع وهي من المنتوجات الرائجة والمطلوبة في باكستان وهو ما نريد تطويره ايضا .وقال السفير الباكستاني ان كلا من الرئيس بن علي والرئيس مشرف يتفقان في وجهات النظر حول حوار الحضارات والدعوة من اجل حماية مجتمعاتنا من التطرف ... وعن افاق الطاقة النووية السلمية بين دول الجنوب اشار السفير الى ان بلاده تشكو من نقص في الطاقة الكهربائية وان الحاجة للنفط في تزايد يومي وكذلك الشان بالنسبة لاسعار النفط التي شهدت ارتفاعا غير مسبوق وهو ما يدعو الى ضرورة تطوير هذه الصناعة من اجل توفير الكهرباء احد المشاكل الكبرى في باكستان كما اشار الى تطوير مختلف مجالات استعمال الطاقة النووية اضافة الى تطوير استعمال الطاقة الشمسية وكذلك المشاريع النووية في مجال الدفاع عن المصالح الحيوية لبلاده واختتم السفير الباكستاني بان بلاده ستشهد في 18 من فيفري الجاري انتخابات تشريعية وهو ما يعني تشكيل حكومة جديدة للسنوات الخمس المقبلة لمواجهة مختلف التحديات المستقبلية مؤكدا على ان الحرب على الارهاب ستستمر وان بلاده كانت ضحية للارهابيين منذ وقت طويل.