هو أبو الحسن، علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، القرشي الهاشمي، ابن عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصهره على ابنته فاطمة، وذريته منها: أمه فاطمه بنت أسد بن هاشم، وهو أول هاشمي ولد من هاشمين، ورابع الخلفاء الراشدين، واول خليفة من بني هاشم وهو اول من أسلم من الاحداث وصدق برسول الله صلى الله عليه وسلم. هاجر الى المدينة. وموقفه من الهجرة مشهور، قيل ونزل فيه قوله تعالى «ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله» (البقرة اية 207) وقد شهد علي المشاهد كلها الا تبوك فان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه على اهله. وله في الجميع بلاء عظيم ومواقف مشهورة، وقد أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء في مواطن كثيرة، وقال يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ثم اعطاها لعلي رضي الله عنه، وآخاه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما آخى بين اصحابه وقال له: انت اخي في الدنيا والآخرة وهو احد العشرة المبشرين بالجنة اجتمع فيه من الفضائل ما لم يحظ به غيره، فمن ورع في الدين، الى زهد في الدنيا، الى قرابة وصهر برسول الله صلى الله عليه وسلم الى علم جم وفضل غزير، وقد توفي رحمه الله في رمضان سنة أربعين من الهجرة، مقتولا بيد عبد الرحمان ابن ملجم الخارجي وعمره ثلاث وستون سنة، وقيل غير ذلك. كان بحرا في العلم، وكان قوي الحجة، سليم الاستنباط، اوتي الحظ الاوفر من الفصاحة والخطابة والشعر، وكان ذا عقل قضائي ناضج، وبصيرة نافذة الى بواطن الامور، وكثيرا ما كان يرجع اليه الصحابة في فهم ما خفي واستجلاء ما اشكل وقد ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قضاء اليمن، ودعا بقوله «اللهم ثبت لسانه واهد قلبه فكان موفقا ومسددا، فيصلا في المعضلات حتى ضرب به المثل فقيل «قضية ولا أبا حسن لها».. ولا عجب، فقد تربى في بيت النبوة، وتغذى بلبان معارفها، وعمته مشكاة أنوارها، روى علقمة عن ابن مسعود قال «كنا نتحدث ان اقضى اهل المدينة علي بن ابي طالب» وقيل لعطاء: «أكان في اصحاب محمد أعلم من علي؟» قال «لا، والله لا اعلمه». وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «اذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل عنه الى غيره» جمع علي رضي الله عنه الى مهارته في القضاء والفتوى علمه بكتاب الله، وفهمه لاسراره وخفي معانيه فكان أعلم الصحابة بمواقع التنزيل ومعرفة التأويل، وقد رويت عنه روايات عديدة عن شخصيته.