إحتضن مسرح الهواء الطلق بالمكتبة الجهوية بزغوان مساء الأربعاء 8 اوت سهرة رائقة انتظمت بمناسبة ذكرى رحيل الشاعر العربي الكبير محمود درويش وحضر جمهور محترم الامسية التي قدمت أصواتا جديدة وجيلا جديدا من عشاق شعر درويش واقترحت قراءات مختلفة لشعره راوحت بين الموسيقى والشعر والكوريغرافيا والارتجال.. السهرة افتتحتها الطفلة لينة الطبي ذات الثماني سنوات والقت نص"الجميلات هن الجميلات" بنبرة طفولية أكدت انهم فعلا "سيولدون ويولدون" على حد قول الشاعر.. وسيولد عشاق جدد لشعر درويش الذي لم يرتحل الا الى ذاكرتنا وذاكرة الارض حيث حفرت أشعاره, وتلت قراءة لينة أغنية "احن إلى خبز أمي" بصوت منال حمداني الرائع وهي تلميذة الثانوي التي تميزت بحضور لافت في السهرة وأطربت في"سنرجع يوما" و"عصفور طل من الشباك مما يبشر بصوت جميل قادم بتان. الفنانان الشابان شكري فرايحية وموفق حناشي ارتحلا بالفرجة من الركح الى وسط الجمهور حيث اقترحا ثلاث لوحات مسرحية اشتغلا فيها على نصوص "ابد الصبار" و"كم مرة ينتهي أمرنا" و"إلى آخري وإلى آخره" من مجموعة "لماذا تركت الحصان وحيدا" وهي مشاهد تحكي هروب درويش مع عائلته من قرية البروة الى جنوب لبنان. لئن غابت فرقة العاشقين الفلسطينية هذا الصيف عن قرطاج بسبب الأوضاع الدراماتيكية في سوريا فان أغانيها كانت حاضرة في ذكرى درويش ورددها الحضور مع عدنان الهلالي و منال حمداني وعازف الكمنجة اللافي الخشناوي الذين قدموا باقة جميلة من تراث العاشقين وفلسطين مثل "هبت النار" و"يا مهيرتي" و"يا مواويل الهوى" وعلي الكوفية" التي ادى على إيقاعها الجميع الدبكة الفلسطينية ملوحين بالكوفية الشهيرة. الشعراء كان حضورهم لافتا في سهرة "وردة ..لفلسطين" التي أعدها الفنان عدنان الهلالي واكتسحت قوافي مليكة عبد النبي وماجدة الظاهري ومحمد صديق رحموني وأنور اليزيدي الفضاء في سهرة نشطها الشاعر الفلسطيني ذو الحضور المتميز طلال حماد الذي نثر اشعار درويش في المكان كبتلات النسري. اما عازف الكمنجة الشاب خليل جماعة فقدم صحبة الشاعر صديق رحموني معزوفة فلامنكو "تحية من لوركا إلى درويش" وتولى الثنائي البلجيكي فرنسواز لالاند ودانيال صوال إلقاء ترجمة فرنسية لقصيدة "ابد الصبار" من "لماذا تركت الحصان وحيدا" فتقاطعت هذه النبرات واللغات المختلفة في سهرة نسرينية احتفت كما يجب بكونية نص شاعر فلسطين الخالد. فكان الاحتفالية بيتا شعريا صدره شذى النسري وعجزه شعر درويش. أما جمعية الأخوة المصرية التونسية فتولت تكريم الروائية البلجيكية فرنسواز لالاند والكاتب الصحفي شكري الباصومي ولجنة الدفاع عن حقوق الأدباء الشبان والمخرج مراد بالشيخ(حضرت زوجته وهو المتواجد في موسكو الآن). ذكرى رحيل درويش في بلاد النسري أشرفت على إعدادها جمعيات أحباء المكتبة والكتاب ومهرجان النسري وأحباء المكتبة والكتاب بزغوان وفنون المتوسط بنابل وقد ساهم مبدعو زغوان ومثقفوها في إنجاح السهرة التي تميزت بتلقائيتها وانفلاتها من ضوابط الرسميات حيث رقص الجميع الدبكة الفلسطينية في اختتام هذه المحطة الجديدة لمشروع "جسر سفيطلة" الذي أطلقه ربيع سبيطلة الدولي وستكون له محطات أخرى داخل البلاد و خارجها.