تنطلق غدا الدورة الثامنة والثلاثون لمهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة دون شعار وستتواصل إلى غاية 7 سبتمبر المقبل في غياب عناوين فضفاضة وشعارات رنانة "مل منها أهل القطاع كما مل منها المتلقون والمحبون للمسرح" وفق ما تم التأكيد عليه خلال اللقاء الإعلامي الذي انتظم صباح أمس بفضاء كيريبيس العائلي بقربة للتعريف بالدورة الجديدة للمهرجان. اختارت الهيئة المديرة إذن أن تغيّب هذا الجانب "الصوري" للخروج من الأطر الرسمية المعهودة لينتظم المهرجان في ثوب جديد على حد قول محمد شعبان مدير المهرجان الهدف منه محاولة تجاوز "الشعور بالإحباط وانغلاق الأفق" حيث أكد أن جميع الأطراف الفاعلة سعت إلى" أن تنتظم هذه الدورة في أحسن الظروف خاصة في هذا الوضع التاريخي الإستثنائي الذي تمر به البلاد". تتضمن هذه الدورة برنامجا متنوعا ومتفرعا إلى مسابقة رسمية وعروض موازية إلى جانب سلسلة التربصات واللقاءات الفكرية بالإضافة إلى عروض مسرحية أجنبية. سبعة عروض مسرحية، من ضمن ستة وعشرين تقدم اصحابها بملفاتهم، للمشاركة في المسابقة الرسمية، وهي "صمت البيادق" لجمعية الإبتكار المسرحي بقعفور، "في أعالي الحب" لجمعية النهضة التمثيلية ببنزرت، "عطيل" لدار الثقافة العوينة، "الهوى جلنار" لجمعية مسرح البحر بالمهدية، "م لخر" لجمعية نجوم المسرح بقربة، "خيرة" لمسرح الأرض، "انتماء" لمسرح الجمهور بتونس ومسرحية "احتجاج" لمسرح أضواء المدينة بالرقاب. وستفتتح الدورة في حدود الساعة العاشرة والنصف مساء بعرض محترف لمسرحية "هلال ونجمة" من إنتاج المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف. أما بخصوص التربصات التي ستنطلق يوم 30 أوت الجاري، فستشمل ثلاثة محاور وهي المؤثرات الصوتية، الكوريغرافيا وفن التمثيل، في حين عُنونت اللقاءات الفكرية حول "ستانسلافسكي بين الطريقة والأثر"، "تحديد المفاهيم الأساسية في نظرية المسرح الملحمي" و"الموسيقي في المسرح" إلى جانب لقاء هواة المسرح مع الفنانة جليلة بكار. مسرحة الفضاء الحضري وقد برمج المهرجان عرضين محترفيْن، فإلى جانب مسرحية "هلال ونجمة" التي ستؤثث الإفتتاح سيكون لجمهور المسرح موعدا مع عرض مسرحية "الكبوط" لمركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس وذلك يوم الجمعة 7 سبتمبر، أما العروض الأجنبية فستكون من النمسا من خلال عرض مسرحي يوم 30 أوت الجاري تحت عنوان "Jack Ali"، ومن اسبانيا بعرض مسرحي في اليوم الموالي اسمه "scene de lصamour et de la mort"، بالإضافة إلى عرض مسرحية يوم الإربعاء 5 سبتمبر 2012 تحت عنوان "حب وحال" لفرقة "فرسان الرجح بأدرار" من الجزائر. وقد اختارت الهيئة المديرة للمهرجان في إطار رفع شعار "مسرحة الفضاء الحضري" أن تعرض العروض الموازية في فضاءات مفتوحة بالمدينة العتيقة على غرار دار الشاوش(دار عربي) وفضاء سيدي عبد القادر إلى جانب استغلال مستودع شركة النقل بهدف إضفاء صبغة تنشيطية احتفالية على مدينة قربة للإطلاع على تجارب فنية متنوعة تثري الزاد الفرجوي والمعرفي للمتلقي إلى جانب حث المبدعين على التحرر من الفضاءات الرسمية والمألوفة. وبالرغم من أن المهرجان قد بلغ دورته الثامنة والثلاثين، فإن الظروف المادية لاتزال تمثل عائقا أمام الهيئة المديرة وفق ماتم الحديث عنه بالمناسبة فرصدت لميزانيته حوالي45 ألف دينار من ضمنها عشرة آلاف دينار من طرف وزارة الثقافة إلا أنها لم تصل بعد إلى خزينة المهرجان حسب ما أشار إليه المتحدثون باسم التظاهرة. جدل من هنا وهناك خلال الندوة الصحفية حول السياسي والثقافي وخيارت الهيئة المديرة للفضاءات والعروض إلى جانب آليات ضمان تنظيم محكم وآمن من أي تطورات ممكنة لأي تحرك قد لا يحمد عقباه. "فلا وجود لفصل كبير بين السياسي والثقافي" فالنهوض بالقطاع المسرحي وتطويره يبقى رهين الإرادة السياسية وخيارات الدولة الثقافية ورؤيتها المستقبلية التي يجب أن تمر حتما بإصلاحات عديدة تشمل بالضرورة المسرح المدرسي والجامعي وصولا إلى مدى الإيمان بالعمل الجمعياتي والمدني خاصة فيما يهم المسرح، وهي مسائل على حد قول المتدخلين، تتجاوز فضاء مهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة لتشمل قطاع المسرح ككل.