لقد عاشت و ما تزال بعض مساجد و جوامع الوطن القبلي هجمات مريعة و انتهاكات خطيرة استهدفت جل أئمتها القدامى و ذلك منذ شهر مارس 2011 إلى تاريخ هذا اليوم حيث تم إخراجهم أثناء أدائهم لواجباتهم الدينية بطرق تعسفية مشينة و مهينة لا حياء فيها و لا احترام لا فقط للأيمة فحسب بل للمصلين أحيانا و تعويضهم بأئمة مزعومين متطرفين لا يملكون من شروط المهنة إلا غرابة المظهر والمضمون حسب ما أثبتت الأيام أن من تم تنصيبهم قد شذوا عند القيام بالمهام و حادوا على اتجاه القبلة الذي حددته المحارب منذ قرون و أصبح كل إمام من هؤلاء يقف عند كل صلاة في اتجاه مغاير للمحراب و المصلون في الاتجاه الصحيح. أما كيفية أداء الصلاة بالنسبة للأيمة الدخلاء فهي القيام بعملية قبض اليدين بطرق عجيبة و رفع اليدين عند ذكر كلمة "الله أكبر" ما يخال للمتتبعين أن تكبيرة الاحرام ليست واحدة بل هي أكثر من ذلك و الحال أن الصلاة صحيحة حتى لو لم يقم المصلي برفع اليدين. وقد وقع استعراض العضلات وتبادل اللكمات في بعض المساجد مما زاد من انتهاك حرمتها والمس بقدسيتها واستباحة منزلتها. وقد تعرض البعض من تلك المساجد في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري إلى السرقة تم فيها الاستيلاء على مبالغ مالية متفاوتة و كذلك على عدد من الزرابي و الثريات و غيرها من التجهيزات الإلكترونية الأمر الذي اضاع هيبة تلك المساجد وأدخلها في خانة الأماكن العادية. فمتى يا ترى تتطهر بيوت الله هذه و تصان و تتخلص من الشوائب التي علقت بها والفوضى العارمة التي اجتاحتها حتى تقام فيها الشعائر الدينية أولها ذكر الله في جو من الخشوع و الطمأنينة.