ضمن منتدى «حوارات قرطاج» نظمت رئاسة الجمهورية اول امس محاضرة للمؤرخ عبد الجليل التميمي بعنوان «الدورالوطني للمنصف باي في الدفاع عن وحدة واستقلال ومصالح الشعب التونسي» بحضور الرئيس المنصف المرزوقي الذي اكد في كلمة تقديمية ضرورة رد الاعتبار لكل التونسيين والشهداء الابرار الذين ساهموا في التحرير الوطني بنضالاتهم على اصعدة متعددة. و شدّد رئيس الجمهوريّة المؤقت على انّ تنظيم محاضرة حول المنصف باي الذي توفّي طريدا شهيدا في فرنسا يتزامن مع ذكرى وفاته ويأتي اعترافا بنضالاته. وحاول المؤرخ عبد الجليل التميمي في المحاضرة -التي قام بمهمة تنسيقها عدنان منصر - استعراض خصال ومميزات الملك الشهيد باعتباره يظل احدى محطات الذاكرة الوطنية ومثالا وانموذجا للاجيال القادمة في دفاعه على الوحدة الوطنية خلال مسيرة زاخرة بالعطاء والنضالات. واستعرض التميمي سيرة المنصف باي انطلاقا من ولادته بتاريخ 4 مارس 1881الى حد وفاته في غرة سبتمبر 1948 بمنفاه في فرنسا حيث كان من آخر البايات الحسينيين في تونس. وتمت تسميته وليا للعهد يوم 30 أفريل 1942 واعتلى العرش الحسيني يوم 19 جوان من نفس السنة خلفا لابن عمه أحمد باي. واستمر في الحكم أحد عشر شهرا حيث تمت تنحيته في ماي 1943. وقد أدلى الشيخ احمد بن صالح بشهادته حول بعض محطات المنصف باي من خلال معايشته له عن قرب في فترة حبلى بالنضال السياسي والعطاء الغزير. ولئن نوه اغلب المتدخلين في الندوة بالخصال الاخلاقية والنضالية للمنصف باي فانهم دعوا الى اعادة كتابة تاريخ الحركة الوطنية بما من شأنه تصحيح عديد المحطات مع ضرورة التعامل مع تاريخنا تعاملا موضوعيا باعتبار ان تونس شهدت خلال اكثر من قرن عديد المتغيرات السياسية التي اثرت على كتابة التاريخ.