يحظى القطاع السياحي بولاية قابس بعناية كبيرة من طرف الجهات والهياكل على المستويين المحلي والجهوي وبالخصوص من والي الجهة الأستاذ عبد الكريم مصباح الذي يتابع مختلف الملفات الخاصة بالقطاع. وبفضل هذه العناية فقد صادق المجلس الجهوي في دورته الأخيرة على المرحلة الثالثة والأخيرة لمشروع المدينة الاستشفائية والسياحية بالحامة وعلى مختلف مراحل القرية السياحية بشاطئ "الحمروني" بقابس الجنوبية والجهود متواصلة لاستغلال الإمكانيات العريضة المتوفرة بالولاية كالسواحل والواحة البحرية والجبال والصحراء والمياه الاستشفائية والمعالم والمواقع الأثرية والتراث العريق, والصناعات التقليدية والمخزون الحضاري والثقافي الذي تزخر به الجهة غير مستغل لحد الآن على النحو الأفضل والكامل لتوظيفه لدعم السياحة الثقافية. فقابس كما أكد عديد المؤرخين والرحالة "كسترابون" والإدريسي والتيجاني وغيرهم غنية بالآثار وقد أثبتت الحفريات التي أجريت في الزارات بالخصوص العكاريت عن أثار تعود إلى ما يزيد عن 5 آلاف سنة قبل الميلاد ووجود شواهد لمعالم مازالت ماثلة كالمدرسة المرادية وجوامع سيدي عبد السلام وسيدي إدريس وموسى الجمني والقرى الجبلية بمطماطة بنمط معمارها المميز والطريف (مغاور) بالإضافة إلى المعالم المندثرة نتيجة غياب الحماية والصيانة كقصر العروسين وحصن قابس وقلعتها وأبوابها ... والحمامات الرومانية ومجاريها بالحامة وغيرها كثير كما تتمتع الولاية بمخزون هام وثري من الصناعات التقليدية من السعف (القفة والمروحة والمظلة والسجاد) والصمار والصوف (زرابي، كليم...أغطية ولباس) وشعر (بيت شعر، غراره، مخلاة...) العديد منها قد اندثر وأخرى مهددة بالاندثار. من أجل استغلال أفضل انطلاقا من أهمية هذا المنتوج وانعكاسه الايجابي على القطاع السياحي بالخصوص فلا بد من دعمه واستغلاله. وهذه بعض المقترحات لتحقيق ذلك: -وضع خريطة للمواقع الأثرية والقيام بحفريات حسب أهمية المواقع. -تفعيل دور جمعيات صيانة المدن لتلعب دورها في صيانة المعالم والتعريف بها بالداخل والخارج. -تشريك وسائل الإعلام ووكالات الأسفار للتعريف بالمعالم الأثرية. -تشجيع طلبة المعهد العالي للفنون والحرف بقابس للتفاعل مع المعالم الأثرية. -بعث متاحف بالقرب من المناطق الأثرية يتم فيها عرض القطع الأثرية النادرة والملابس والأدوات التقليدية للمحافظة على ما تبقى منها. -ضرورة المحافظة على النمط المعماري المميز بكل منطقة. -تحويل المواد الإنشائية التي تزخر بها الجهة كالحجارة والطين والبانتونيت والتي أثبتت التحاليل جودتها العالية وفعالياتها في تصنيع عديد المتوجات . -بعث وحدات للتصبير والتجميد والتكييف والتحويل وصنع الاجبان والياغورت والزيوت الروحية ومواد التنظيف. -بعث وحدات مساندة وخدمات للنشاط الصناعي كالصيانة والهندسة والدراسات والإعلامية والمناولة . -الاستثمار في مختلف المجالات السياحية من خلال بعث وحدات فندقية ومطاعم سياحية مصنفة وترويج الصناعات التقليدية بالداخل والخارج وإحداث أكثر ما يمكن من المتاحف.