"الكتابة القصصية والأدب الشعبي" ذاك هو موضوع الندوة التي ينظمها النادي الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية في الملتقى الدوري عدد 18 لنادي القصة الذي يلتئم يومي 13 و14 اكتوبر 2012 وفي برنامجه إضافة إلى الندوة حفل لتكريم الأديبة هند عزوز والأديب جلول عزونة. وسيتولى كل من الأساتذة بوراوي عجينة واحمد الحمروني ومحمد يحي تقديم المكرمين وينتهي الملتقى بالإعلان عن نتائج مسابقات القصة . تنطلق أشغال الندوة بجلسة أدبية أولى يقدم خلالها الأستاذ محمود طرشونة مداخلة بعنوان "مائة ليلة وليلة" إشكالية الأصول وتتحدث الأستاذة فوزية صفار الزاوق عن مقومات القص والبطولة من خلال سيرتي عنترة بن شداد وسيف بن ذي يزن في علاقتها بالكتابة القصصية المعاصرة. ويحاضر الدكتور نورالدين بن بلقاسم عن مقومات البناء القصصي في الأمثال الشعبية وتشفع هذه المداخلات بحصة نقاش. أما الجلسة الأدبية الثانية فيستهلها الأستاذ جلول عزونة بالحديث عن "الحياة الشعبية في كتاب تحولات الحمار الذهبي لابليوس وعمر بن سالم الذي سيتناول موضوع دور المثال الشعبي في التوارد السردي " حكايات أمي صالحة نموذجا " ويختتم الأستاذ عبد الكريم الغرابي الندوة بالحديث عن بناء الرواية في تحولات الحمار الذهبي. بالنسبة لمسابقات القصة نظم نادي القصة هذه السنة مسابقتين في الكتابة القصصيّة: الأولى خاصّة بالقصّة القصيرة الواحدة والثانية خاصّة بالمجموعة القصصية. ورصد ثلاث جوائز مالية للقصّةّ القصيرة" الواحدة، الأولى مقدارها: ثلاثمائة دينار. والثانية ومقدارها: مائتان وخمسون دينارا. والثالثة ومقدارها: مائتا دينار. وسيتم نشر النصوص الفائزة في مجلّة " قصص" بالنسبة إلى "المجموعة القصصية "رصدت جائزة مالية واحدة قيمتها: ألف دينار. العدد الجديد من مجلة قصص صدر هذه الأيام العدد 161 أي عدد جويلية / سبتمبر2012 من مجلة قصص عن نادي قصص التابع للنادي الثقافي أبو القاسم الشابي وهي مجلة دورية تصدر كل ثلاثة أشهر ينشر فيها المولعون بكتابة القصة القصيرة سواء من أعضاء نادي القصة او المبتدئين الذين يلتحقون بالنادي قصصهم . وقد تضمنت مجلة قصص في عددها هذا سبع قصص هي"بين العين والعين رصاصة" لعبد الوهاب الفقيه رمضان و"زهور الغاب" لهاشم غرابية و"المهمة" لبوراوي عجينة و" الصبي ومراقب التذاكر " للحبيب بن فضيلة " ولعنة الكرسي" لأبي بكر العيادي و" غزل الغربال" للحبيب بنمحمد والشركة لفتحي البوكاري . باب الدراسات في هذا العدد أمّنه الكاتب احمد ممو حيث درس وحلل كتابات "التيجاني بن سالم رائد النظرية القصصية.. أما باب المتابعات فتناولت فيه مجلة قصص آخر الإصدارات السردية في تونس ك مجموعة "حكايات أمي الصالحة" لعمر بن سالم ومجموعة "عند منتهى الموج" للمحسن البنزرتي ورواية "علالة الزيني" لرياض خليف ورواية "للصمت معنى... وللحياة بقية " لمحمد الهادي بن صالح و" الرواية السياسية في تونس " وهي مقاربة تأليفية عن احد أهم مضامين الرواية المكتوبة بالعربية في تونس أعدها الأستاذ الهادي الغابري الذي قسم مقاربته التحليلية هذه الى ثلاثة فصول وخاتمة رأى خلالها ان أصحاب الروايات التي اختارها في دراسته وهم عبد الرحمان عبيد كاتب رواية "عواصف الخريف" محمد الهادي بن صالح صاحب رواية " الق التوبة" حياة بن الشيخ كاتبة رواية "كان عرس الهزيمة" محمود طرشونة كاتب رواية "دنيا" ورضوان الكوني كاتب رواية "رأس الدرب" لهم مواقف سياسية مختلفة عكستها كتاباتهم في شكل تعبير عن الرفض المتوتر حينا والرافض أحيانا كما يبدو هذا الرفض أحيانا احتجاجا مهادنا يكشف عن جوانب من الواقع المعيش وهو في النهاية تشخيص لفساد السلطة السياسية وتشهير بأجهزة القمع والحد من الحريات الفردية والعامة وذلك من خلال إبراز ازدواجية الخطاب السياسي ومواقف النماذج الاجتماعية المختلفة منه. وقد جاء في الدراسة أيضا أن الغابري استنتج في خاتمة دراسته ان الرواية السياسية تكشف عن خفايا هامة من حياة المجتمع التونسي رغم ما اقترن بتلك المواقف من محظور ومنع ورقابة وهو ما تطلب من كتاب الروايات التونسيين مهارات فنية لفضح المستور والتشهير به دون استفزاز السلطة السياسية والدينية وهو ما يمكن فهمه على انه رد فعل عما تعرض له المبدع من تهميش وحصار الكلمة الحرة الجريئة . يذكر ان الرواية السياسية في تونس للكاتب الهادي الغابري صدرت عن دار إشراق للنشر تونس 2012 في 260 صفحة.