نظمت الهيئة المديرة لجمعية المعهد الرشيدي صباح أمس الاثنين بمقر الرشيدية بالقصبة لقاء إعلاميا حضره كل أعضاء الهيئة المديرة الجديدة وترأسه الموسيقار الأستاذ مراد الصقلي لعرض مشروع برامج الجمعية للسنتين المقبلتين وتقديم أعضاء الهيئة الجديدة. تتركب الهيئة المديرة الجديدة لجمعية المعهد الرشيدي منذ انتخابات 18 جويلية 2012 من السادة والسيدات الهاشمي بلوزة وسلوى بن حفيظ وسنية بن عمار والهادي الموحلي وراضية ريزا ومعز قوجة ولطفي الرحموني ورضا الماجري ومنية بن طاهر وهاجر العربي ومحمد الأمين القواش ولكن هذا الأخير انسحب لان القانون لا يسمح لمن كان في الهيئة التنفيذية لحزب سياسي بان يتولى منصبا في هيئة الجمعية. وما يمكن ملاحظته هو ان ثمانية من اثني عشرة عضوا لم يسبق لهم الانخراط في الرشيدية وان من بينهم المحاسب والمحامي والقاضي والأستاذ والموسيقي اي ان اختصاصاتهم متنوعة ويمكن ان تستفيد منها الرشيدية. فروع للرشيدية في كل الجهات نظمت الهيئة الجديدة سلسلة من اللقاءات واتفقت على بعض الأهداف العامة سرد بعضها رئيس جمعية الرشيدية مراد الصقلي ومن أهمها ان تستعيد الرشيدية دورها الريادي في المحافظة على الهوية الموسيقية التونسية والمحافظة حسب ما أكد عليه الصقلي:" تعني أيضا التجديد لا ان تبقى متحفية بحتة". وان تكون للرشيدية تقاليد عمل واضحة وعمل محكم وان تحافظ الهيئات القادمة على مكتسبات الهيئات المتخلية بما يضمن التواصل والمحافظة على التوجه العام وخطط العمل أي ان يكون لها بعد مؤسساتي حقيقي وموارد مالية قارة تنضاف إلى المنحة التي تحصل عليها من وزارة الثقافة ومن مداخيل العروض ولو انها ضئيلة جدا. هذه الموارد الإضافية ستتأتي من معاليم تسجيل التلاميذ الذين سيدرسون الموسيقى في الرشيدية ومن المنخرطين وهنا لاحظ مراد الصقلي باستغراب ان عدد منخرطي الرشيدية لا يتجاوز 100 منخرط وقال: " سنعمل على ان يرتفع هذا العدد وعلى أن نفتح أبواب الرشيدية للمولعين بالموسيقى وعلى تنظيم وهيكلتها إداريا وسنعمل على بعث فروع لها في المناطق الداخلية للبلاد في كل الجهات " هذه الفروع ستعمل على جمع وحفظ تراث الجهات التي تنتمي لها ثم تقدمها في إطار حفلات تنظمها الرشيدية في تونس او في المناطق الداخلية للبلاد أي ان حفلات الرشيدية لن تقتصر على العاصمة بل ستجوب كل الولايات. مهرجان مصغر للتراث الموسيقي التونسي هناك أيضا بعد تشريعي لما اتفق عليه أعضاء الهيئة المديرة للرشيدية حيث سيتم تنقيح القانون الأساسي وسيتم دفع أجور للموسيقيين المنخرطين عندما يقدمون العروض وكلما استوجب الأمر ذلك. بالنسبة للجانب الاتصالي فكرت الهيئة الجديدة في موقع واب وفي معارض قارة لأعلام الرشيدية وللإصدارات الجديدة لغاية ترويجية وفي محاضرات وندوات وعروض موسيقية ومهرجان مصغر يدوم ثلاثة أيام يخصص لعرض الموسيقى الأندلسية والموشحات والمالوف والتراث الموسيقي التونسي بصفة عامة. أما بالنسبة للتكوين فقد أكد مراد الصقلي على ان:" من سيدرس في الرشيدية يجب ان يتخرج وهو مختص ومتكون في التراث الموسيقي التونسي حيث سنمكنه من تربصات في العزف والغناء وسنعيد طرق التلقين الشفوي ليحفظ التلميذ الغناء قبل أن يتعلم الصلفاج. والمحافظة على اللهجة الموسيقية التونسية ستكون في الرشيدية عبر النوادي التي ستفتح في وجه العموم باشتراكات رمزية وستستقطب الكتاب والشعراء والمثقفين بصفة عامة هذه النوادي ستنظم لقاءات تلقائية يتحدث فيها روادها ويبحثون في إمكانية المحافظة والتجديد في التراث الموسيقي التونسي. كما ان توفر الموارد المالية الكافية للرشيدية سيجعلها تكون فرقة خاصة بها من العازفين والمغنين حيث انها ستتمكن من دفع أجورهم خاصة بعد ان وعدت وزارة الثقافة بالترفيع في المنحة. وستستعين الإدارة الجديدة للرشيدية بزياد غرسة وفتحي زغندة وعبد الكريم صحابوا وغيرهم من الموسيقيين الذين سيتقدمون بمشاريع موسيقية تحتوي على نسبة هامة من الإنتاج الجديد وتحيي المالوف والموسيقى الشعبية والطرقية وستنتقي الرشيدية ما تراه مناسبا لخصوصيتها هذا ما تم الاتفاق عليه في لقاء موسع ضم الهيئة الجديدة للرشيدية وملحنين من مختلف الأجيال مثل فتحي زغندة وزياد غرسة وعبد الكريم صحابو والشعراء خالد الوغلاني وعلي اللواتي وسوف عبيد وغيرهم علما بان انطلاق الموسم سيكون في شهر جانفي 2013. أربعينية للمرحوم الناصر زغندة أما أول نشاط ستقوم به الرشيدية فسيكون أربعينية المرحوم الناصر زغندة وسيتضمن الاحتفال لمستي وفاء للراحلين حسيبة رشدي وجميل الجودي وذلك يوم 19 اكتوبر الجاري وقد لاحظ مراد الصقلي انه تبين له بما لا يدع مجالا للشك ان الموسيقيين ومهما اختلفوا لا يكنون الكره او العداوة لبعضهم البعض حيث حضر الجميع ما ان تمت دعوتهم وساهم الكل بآرائهم واقتراحاتهم وابدوا حرصهم على ان تشع الرشيدية من جديد. اما الندوة السنوية التي تلتئم في نهاية شهر جانفي فستتضمن كل ما هو فرجوي وركحي وستشارك فيها جمعيات كثيرة ومن بينها الجمعية التونسية للبحث في العلوم الموسيقية. وفي إجابة عن سؤال ل"الصباح"عن تدعيم الموارد المالية للجمعية والتبني قال مراد الصقلي انه تم تجاوز إشكالية غياب النص القانوني للتبني حيث انه يمكن التعامل مع المؤسسات حسب اتفاقية-او عقد- تسجل في القباضة المالية وأضاف انه :"تم الاتصال ببعض الشركات الكبرى وبعد اجتماعات ومفاوضات لاحت لنا بوادر طيبة جدا حيث أننا وجدنا تقريبا من سيتبنى البعض من أنشطة الرشيدية كما أننا سنبذل مجهودا اكبر في التسويق وفي التسجيل. أما بالنسبة لما صرح به الفنان نوفل بن عيسى فقد قال الصقلي ان بن عيسى على حق في ما يتعلق بإشكالية "الحق في الانخراط "والمفروض ان يحصل الموسيقيون على اجر كلما اقتضى الأمر ذلك. أما بالنسبة للإشكاليات القانونية مع الهيئات السابقة والكلام لمراد الصقلي:"فالمحاكم موجودة ونحن كهيئة سنلتزم بقراراتها".