بقلم: كمال علوي -عندما يستبطن الفرقاء السياسيون شكل أنظمتهم المزعومة بتفكير ذي أثر رجعي يرى فيه الإسلامي أن دولة الإسلام هي الحل.. و يحن فيها القومي للتجارب الناصرية والبعثية... ويعبر فيها اليساري عن أسون فكره ضمن واقع ما قبل القرن الماضي ،فاعلم أننا لم نكتشف الديمقراطية بعد . وفي تقديري أرى أننا لم نفهم والفهم هو الدرجة الدنيا ،لذلك تستنزف كل القوى السياسية قواها لإضعاف الآخر.. وهي تتصورأن ذلك واقع في مرحلة ما من مسارها التاريخي وهي تدفع نحو تحقيق حلمها الهلامي بكل الوسائل الممكنة عسى أن يتبخر خصمها بطريقة أو بأخرى لتبني على أنقاضه ما تراه حلا لمشاكل البشرية......... إلا أن هذه الخلافات الإيديولوجية تختزل واقعيا في ظهور ثلاثة تيارات :تيار"حداثي "متطرف يقدس الغرب ويعطيه الأحقية والعلوية الرمزية الأدبية لمتابعة سلوكاتنا السياسية ويعزو كل تخلفنا لأسباب تاريخية داخلية ويطرح مسألة الحرية بالمفهوم التنويري الغربي متجاهلا التمشيات متمسكا بالنتائج. هذا التيار تبوأ موقع السلطة المطلقة سلطة نخبوية ترفع شعارات المكاسب وتشيطن الآخروتصمه بالرجعية ... أما التيارالثاني فهو تيارعائد من بعيد تاريخيا وفكريا يتغذى من عامل داخلي وهو فشل العرب في بناء أرضية تجعل منهم قوة تذكر بين الأمم ، ومن عامل خارجي وهو مواصلة الغرب التجني علينا اقتصاديا عسكريا وثقافيا .هذا التيار المتطرف يشيطن الغرب ويعاديه ويفسر جميع نكاتنا بنظرية المؤامرة وقد يصل به الأمر إلى نصب نفس العداء للمتعاملين مع الغرب ..لا يقدس العلم ومتشبث بقدرة النص الديني على التفسيروحده للوجود كله .... أما التيارالثالث فهو تياروسطي ويمثل الشريحة الأكبرمن المجتمع ومهما مال إلى أحد التيارين فإنه يطرح فكرة التعايش ويؤمن ويقدم أطروحاته بطريقة براغماتية تراعي واقعه التاريخي والجغرافي ولا تتصادم مع العالم ولا تعاديه ... يسعى رواد هذا التيارإلى الإصلاح مستلهمين من التمشي الفكري الغربي الناجح في محاولة لبناء نموذج عربي في البناء وتحقيق النقلة لشعوبهم وكسر جدارالخذلان و الإخفاق الذي رافق الأمة لقرون ...إلا أن هذا التيار بقي رهين عوامل ذاتية لشعوب ملت الانتظار وفقدت الثقة في الخطط وركنت للحلول الحينية ... كما أن الواقع العالمي يطرح أمام تمشيه عدة إشكاليات متعلقة بجدلية الشرق والغرب وموازين القوى وتحيز الغرب ضد قضايانا يجعل شعورالاحتقان ضده يتأجج في كل حين ...