لم يكن أمس يوما عاديا بالنسبة للعائلة الرياضية في تونس من شمالها إلى جنوبها التي تفاعلت مع الإضراب العام لقطاع الإعلام أيّما تفاعل فهاتف "الصباح" لم يتوقف عن الرنين حيث عبّر المتصلون كل بطريقته عن رأيهم في الإضراب وخاصة الملحمة التي تعيشها "دار الصباح" والإعتصام المفتوح الذي بلغ يومه 51 كذلك الشأن بالنسبة لإضراب الجوع في يومه 14..فكيف كانت آراء الرياضيين في هذا الشأن: عامر البحري: (الكاتب العام القار للترجي الرياضي): شكل من أشكال النضال "كان من الضروري أن يتم الإضراب بعد أن أحس الصحافيون بتضييقات عند ممارستهم لمهنتهم والتدخل في الخط التحريري للمؤسسات الإعلامية فالدفاع عن حرية الإعلام التي أهدتها لنا ثورة 17 ديسمبر -14 جانفي واجب مقدس، والأكيد أن الإضراب سيحدث رجّة لدى المواطن ويلفت انتباههم إلى المكانة الهامة التي يحظى بها قطاع الإعلام. وأعتبر أن الاحتكام إلى الإضراب العام هو شكل من أشكال النضال حتى تبقى الأقلام حرة تعكس مشاكل المواطن وتنقل هواجسه بمصداقية تامة دون تزوير للحقائق، فحرية السلطة الرابعة يجب الدفاع عنها بشتى الطرق النضالية المتاحة". الناطق الرسمي للافريقي عماد الرياحي: يوم أسود !... "لا شك انه "يوم اسود" في الاعلام بكل مكوناته ومجالاته واقول اننا فقدنا اقلاما نزيهة تقدم الاخبار الصحيحة التي تبني ولا تهدم ومقابل ذلك استرحنا من اقلام اخرى لا هم لها الا الاثارة عوضا على الانارة وخاصة أولئك الذين تعودوا بث البلبلة في الصفوف وخاصة ضد النادي الافريقي... اما في المجالات الاخرى فانني اؤكد انه لا طعم للحياة دون اعلان ولذلك اشد على ايادي كل الاعلاميين النزهاء واقول لهم صبرا وثقوا ان مطالبكم ستتحقق ان عجلا او آجلا رغم كل الصعوبات والعراقيل... لاعب النادي الصفاقسي شاكر البرقاوي: «يوم دون إعلام كطعام بلا ملح» «يوم دون إعلام كطعام بلا ملح لأن الإعلام أكثر من ضروري ولا سيما في عصرنا الحالي فهو الوسيلة التي تجعل الإنسان على بيّنة مما يجري من حوله وحتى في أماكن خفية وهو عامل مهم خاصة إذا كانت له علاقة مباشرة مع المعنيين بالأمر على غرار اللاعبين أو الممرنين إذ يوفر لنا المعلومات التي نحن في حاجة ماسة لها حتى نواكب ما يجري في الساحة الرياضية وغير الرياضية بأدق التفاصيل... كما أنه يساهم في الارتقاء بنا إلى الدرجات العليا من خلال نقده البنّاء بالخصوص ويساهم في توجيهنا الوجهة الصحيحة متى كانت الكتابات موضوعية... أملي أن لا يتكرّر حتى نصف يوم بلا إعلام لأن الإعلام أكثر من ضروري في حياتنا». اللاعب السابق للنادي الإفريقي بسام المهري: فقدنا خبزنا اليومي "احساس صعب ان تفقد خبزك اليومي.. وغياب المعلومة في مختلف المجالات ترك اثرا بليغا في نفوسنا، الراي العام يتابع كل تفاصيل قطاع الرياضة خاصة ونحن على ابواب انطلاق البطولة وغياب وسائل الاعلام كان له وقع سيء علينا.. نحن واعون بقيمة الاعلام في حياة التونسي فهو يحتل مكانة كبرى وقد اصبح التونسي بعد الثورة يقف في طابور لاقتناء او قراءة الصحف للوقوف على الجديد في بلادنا.. يمكن اعتبار اليوم انه بلون واحد بعد ان كنا نشاهده بمختلف الالوان.. غيابه احدث رجة كبيرة ونحن ندعم تحركه فلا حرية بدون حرية الاعلام". المدرب والمحلل أحمد المغيربي: غادرنا خريطة العالم "عيب ما يحدث اليوم في تونس.. وبلد لا اعلام فيه لا وجود له على خارطة العالم.. انا جد متأسف لما آل اليه حال الصحافة.. نتحمل مسؤولية اخطائنا والفاهم يفهم.. ربي يستر". المدرب مختار التليلي: في اتحادكم قوة "اضراب الصحافيين اليوم يدل على انه رغم العراقيل الموجودة والمساعي لتكميم افواههم الا انهم اكدوا للجميع ان لا احد يمكنه ان يوقف توقهم لاعلام حر نزيه مهما كان اسمه وحجمه والغطرسة والدكترة الجديدة لن تجدي نفعا معهم.. انا مع اعلام حر ونزيه، ولكن كما اطالب بتنحية البوليس من "دار الصباح" فانا اطالب ايضا باقصاء الاعلاميين غير الشرفاء والذين لا يزال البعض منهم يصول ويجول في بعض التلفزات ويتحدث في اعراض الناس".. تونس "خايبة برشة" بدون اعلام انا تعبت فقد تعودت على التنقل بين الاذاعات لتلقي الاخبار الا انني لم اجد الا كلمة "نحن مضربون من اجل حرية الاعلام".. ولكن في المقابل هناك امر ايجابي للغاية وهو اتحاد كل الصحافيين حول نقابتهم واعطوا اشارة واضحة وصريحة انه لا احد بامكانه ان يضرب وحده.. والحقيقة انه لو لم تتحدوا لقضي عليكم. رئيس مستقبل المرسى ماهر عيسى: متضامنون معكم "انزعجت كثيرا عندما تصفحت الصحف الالكترونية ولم اجد شيئا فقد تعودت على متابعة الشان الرياضي لحظة بلحظة.. نرفض ان يطوع الاعلام لخدمة اي طرف نريد اعلاما حرا ونزيها، ارجو ان يقع التسريع في احداث لجنة مستقلة للاعلام.. نحن كرياضيين متضامنون معكم لما فيه خير هذا القطاع الحساس". المدرب محمود الورتاني: خرجنا من التاريخ "انا اساند كل التحركات التي تقوم بها نقابة الصحافيين لقد حان الوقت ليأخذ الاعلام موقعه الحقيقي في البلاد واهم عنصر هو الاستقلالية التامة.. الاضراب فرصة للتونسيين للوقوف على مدى اهمية هذا القطاع في حياتنا اليومية.. احسست باليتم في غياب المعلومة عما يدور حولي، كاننا خرجنا من التاريخ".. المدرب رضا عكاشة: أيام السنة أصبحت 364 يوما "اضراب الصحافيين بمثابة حذف يوم من أيام السنة لتصبح 364 يوما لان المواطن العادي تعود على متابعة البرامج ونشرات الأخبار وقراءة الصحف بانتظام.. وقد وجدت نفسي مجبرا على متابعة مباريات أول أمس كما أنني تفاجأت لما تتعرّض له حرية الكلمة في تونس من اضطهاد على عكس مصر التي تعتبر حرية الاعلام فيها أفضل ولو بنسبة قليلة وقد تألمت عند سماعي خطاب الصحافيين أمس بمناسبة الاضراب وأعرف جيدا أن اتحاد الشغل الذي أعلن مساندته ل"دار الصباح" لا يدخل معركة وهو خاسر. وأنا متفائل بأن هذا الوضع لن يدوم لأن حرية التعبير من حق كل صحفي وكل وسيلة اعلامية. وشخصيّا أعتبر نفسي قارئا وفيا لجريدة "لوطون" منذ الصغر". لاعب مستقبل قابس ياسين بوشعالة: لا حياة بلا إعلام "لا أعتقد أن هناك حياة بلا اعلام ولم يخطئ من أطلق عليها اسم السلطة الرابعة لأن وسائل الاعلام بمختلف أنواعها هي الوحيدة التي تبلغ المعلومة إلى المواطن البسيط بكل مصداقية وأنا كلاعب أتضامن مع هذا الاضراب وأعلن مساندتي المطلقة لكل الاعلاميين في هذه المعركة بينهم وبين آخر معقل من معاقل الدكتاتورية. وأعتقد أن الاعلام له شأنه ووزنه ومن حق كل اعلامي ممارسة مهمته بكل حرية ومصداقية وحيادية لأن تركيعه يعتبر معضلة كما أعلن عن تضامني كلاعب وكنائب رئيس الاتحاد الوطني للاعبين التونسيين أيضا لاضراب "دار الصباح". كما أن الاعلام بدوره مطالب بأن يكون مستقلا وبمنأى عن كل التجاذبات السياسية". نائب رئيس جامعة كرة القدم ماهر السنوسي: فراغ رهيب أحسسنا أمس بفراغ رهيب في غياب نشرات الأخبار والبرامج التلفزية والاذاعية وأعتقد أن اليوم سيكون شعورنا بالفراغ أعمق ولكل من تعوّد على تصفح الجرائد بصفة يومية وأعتقد أنه لا يوجد تونسي لا يقرأ صحيفة أو صحيفتين في اليوم. وأعتقد أن أفواه اغلب التونسيين ان لم يكن كلهم كانت مكممة في السابق ولكن اليوم بعد أن تحررنا وقضينا على الدكتاتور والدكتاتورية فلا مجال لتلجيم الأفواه لأن الاعلام يجب أن يبقى حرا ونزيها والاعلام بدوره له ضوابط عليه احترامها بدون التعدي على حرية الناس". نائب رئيس الأولمبي الباجي سامي العمدوني: لا لتبعية الإعلام "الإعلام أصبح ضرورة حياتية على غرار الماء والهواء لذلك لانستطيع الاستغناء عنه وبالتالي فيوم بلا إعلام هو يوم اسود، يوم مظلم دون أدنى الضروريات.. وعلى هذا الأساس مساندتنا مطلقة ولا مشروطة للإعلاميين على أمل تحقيق مطالبهم نحو إعلام حر ونزيه ومحايد وجاد بعيدا عن التبعية العمياء.. نضالهم شرعي ومطالبهم هادفة... حارس النجم والمنتخب أيمن المثلوثي: مطالبون بالوقوف إلى جانب الإعلام "من الصعب أن نعيش يوما من دون اعلام لأن الاعلام له علاقة وطيدة بالمواطن والسياسي والرياضي والعكس بالعكس. كما أن مهمته الأساسية هي إيصال المعلومة الصحيحة إلى كل انسان ومواطن بسيط. وأعتقد أن العالم أجمع مطالب بالوقوف إلى جانب حرية الاعلام ودعمها. كما أن الاعلاميين مطالبون بدورهم بممارسة حرياتهم حسبما تقتضيه أخلاقيات المهنة.