من أولى مؤشرات الحراك السياسي بعد موعد 23 أكتوبر الذي انتظره جل الساسة والعامة، هو امكانية أن تشهد عدد من الكتل النيابية داخل المجلس الوطني التأسيسي تغييرا محتملا قد يحمل معه تحولا في الخارطة السياسية لعدد من الأحزاب داخل المجلس. وإذ يبدو واقع الحديث عن تغييرات محتملة داخل "المعارضة المجلسية" فان الكواليس داخل الحكومة تشير إلى تغييرات ممكنة أيضا داخل الحكومة حيث سيتم قريبا وحسب عديد المؤشرات الإعلان عن تحويرات وزارية. وكان رئيس الحكومة حمادي الجبالي أعلن في وقت سابق أن الحكومة قد تعرف تعديلات متوقعة على تركيبتها الحالية. وبالرغم من عودة الحديث عن تحويرات محتملة في الحكومة إلا أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى جس نبض في كثير من الأحيان حسب ما تعتقده المعارضة حيث صرحت عدة قيادات فيها "أن التحوير القادم قد لا يحمل تغييرا لشكل الحكومة ذلك إننا نبحث عن تغيير لمن فشل في إدارة شؤون البلاد والتقليص في كتيبة الحكومة التي تجاوز عدد مستشاريها ووزرائها الخمسون شخصية." وكانت أخبار سابقة تحدثت عن تغييرات على رأس عديد الوزارات منها التعليم العالي والخارجية والتجارة والداخلية والبيئة إلى جانب سد الشغور على رأس وزارة المالية وكذلك وزارة الإصلاح الإداري. هذا إلى جانب التقليل من عدد الوزارات بالجمع بين بعضها والغاء وزارات وكتابات دولة. وبخصوص التغييرات المحتملة داخل الكتل النيابية فقد علمت الصباح من مصادر سياسية مطلعة أن عددا من نواب المجلس التأسيسي قد يقدمون استقالاتهم من كتلهم النيابية. وأكدت مصادرنا أن الكتلة النيابية الديمقراطية قد تشهد بحر هذا الأسبوع أول استقالة لأعضائها تتمثل في النائب فؤاد ثامر عن حزب الجبهة الوطنية التونسية وممثل جهة قابس بالمجلس. وفي اتصال بالأمين العام للحزب لم ينف شاكر العواضي ولم يؤكد الخبر واكتفى بالقول انه في صورة الاستقالة فان فؤاد ثامر لن يلتحق بالكتلة النيابية لحركة نداء تونس التي ما زالت لم تكتمل بعد وتنتظر عضوية واحدة ليصبح لها 10 مقاعد وبالتالي تشكل كتلة. وعن أسباب الاستقالة في حال حصولها قال العواضي انه تم التعاطي مع ثامر كمعطى رقمي ضمن لعبة المعارضة داخل التأسيسي في حين أن التفاعلات السياسية خارج رحاب المجلس بين حزبنا وبين بقية الشركاء السياسيين بالمعارضة بالرغم من التزامنا بالمبادئ العامة الموحدة للعمل المشترك بيننا. كما لم تخف الكواليس السياسية إمكانية استقالة النائب المولدي الزيدي من كتلة نداء تونس والتي كان قد التحق بها في الآونة الأخيرة ويذكر أن الزيدي كان احد الأعضاء المكونين للكتلة النيابية للعريضة الشعبية.