اعلن امس وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي خلال اللقاء الإعلامي الدوري برئاسة الحكومة تولى خلاله استعراض حصيلة الحج هذه السنة، ان حاجا واحدا فقط لا يزال تائها وبصدد البحث عنه مشيرا الى انها ليست المرة الاولى التي يتيه فيها استنادا الى انه يعاني من فقدان الذاكرة في حين توفي هذه السنة 13 حاجا ماتوا جميعا موتة طبيعية جراء امراض مزمنة او اجهاد بدني ونفسي في حين يقبع 7 من الحجيج في المستشفى. ولئن حمل البعض سلطة الاشراف مسؤولية تيه الحجيج التي تنم وفقا للبعض عن سوء تنظيم فان الخادمي اعتبر تيه الحجيج موضوعا تقليديا يحصل كل سنة وتبقى الاشكالية في العهد البائد الذي يعتم عن مثل هذه الاخبار وفق تعبيره. ولان موسم الحج هذه السنة تعرض لانتقادات لاذعة تتعلق خاصة بسوء التنظيم فقد اوضح الوزير في تشخيصه للوضع ان موسم الحج هذه السنة يمكن اعتباره مبدئيا مشهدا له محاسن كثيرة على مستوى الخدمة والمضمون والتوعية والترتيب ومع ذلك فقد شهد بعض النقائص والاخلالات المتعلقة ببعض المجالات من بينها الذاتية والموضوعية. وتمثلت النقائص الموضوعية، وفقا لما ادلى به الوزير، في عملية السكن إذ تم الاختيار هذه السنة على ثلاث مناطق وهي غزة والعزيزية والاقامة الثالثة منطقة موصولة بالحرم.
سكن اضطراري
واعتبر الخادمي ان الإشكالية كانت على مستوى منطقة العزيزية حيث اضطرت سلطة الاشراف الى استغلال هذا السكن اضطرارا استنادا الى ان الحرم يشهد عملية توسعة وتمحور الاشكال على مستوى التنقل من العزيزية الى الحرم، واعتبر الوزير انها "تجربة جديدة لا يمكن التفطن الى اخلالاتها دون معايشتها". اما الاسباب الذاتية فتتعلق ببعض المسائل التي اشار اليها الخادمي على غرار كبر السن حيث بلغ معدل اعمار الحجاج هذه السنة 62,36 سنة فضلا عن ان نسبة الحجاج الذين يفوق اعمارهم 80 سنة يمثلون حوالي 5 بالمائة، كما ان نسبة الحجاج الذين تزيد اعمارهم عن 70 سنة يمثلون 26 بالمائة علاوة على وجود بعض الحجيج الفاقدين للذاكرة. فضلا عن أن عددا من الحجاج يعانون امراضا كثيرة من ذلك القلب وضغط الدم والسكري والكوليسترول الى جانب ضعف حاستي السمع والبصر. ولدى استعراضه بعض الارقام ذكر الوزير ان اكبر الحجاج سنا هي مسنة تبلغ من العمر 101 سنة واصغر حاج شاب يبلغ من العم 23 سنة في حين كانت نسبة الرجال 51,52 بالمائة و48,41 بالمائة نساء. عدم التقيد بالتوصيات وبين الوزير ان 121 حاجا هذه السنة يتنقلون على عربة مما استوجب ان يخصص لهم 121 مرافقا، ولاحظ "عدم دراية الحجيج بأحكام الحج من ذلك المعرفة الفقهية والاسلامية الى جانب عدم تقيدهم بالتوصيات والارشادات حيث يذهب بعضهم فرادى الى الجمرات ولا يلتزمون بالحافلة المخصصة لهم ليسارعوا في ركوب اي حافلة تعترضهم، مع قلة تعاطيهم مع منتجات الحداثة خاصة في الفنادق". على حد تعبيره. بعد أن رفض الإدلاء بأي تصريح: الخادمي يؤكد: سلطة الإشراف لا تعترف إلا بالأيمة المعينين رفض نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية بشدة عقب انتهائة من تقديم جميع التفاصيل التي تهم موسم الحج الرد على اي سؤال من اسئلة الاعلاميين التي تتجاوز مسألة الحج وتحديدا سؤال يتعلق بالتصريحات الخطيرة التي ساقها اول امس إمام جامع النور على قناة "التونسية"، والتي تمثل في جوهرها دعوة للفتنة والقتل والجهاد بدعوى ان الموضوع معقد ومركب وسيعرض للنقاش في اقرب وقت. وامام اصرار جميع الاعلاميين على الاستجابة لمطلبهم استنادا الى ان التصريحات خطيرة ولا بد لسلطة الاشراف ان توضح موقفها ارتأى الوزير قبل مغادرته القاعة الاستجابة لطلب الاعلاميين واكد في هذا السياق ان وزارة الشؤون الدينية لا تعترف الا بالأيمة المعينين من قبل سلطة الاشراف. وقال: "الإمام يجمع ولا يفرق ويصلح ولا يفسد"، مشيرا الى ان الاشكال يمكن تجاوزه عبر القانون والفكر والحوار. وبخصوص دعوة التحريض على القتل، اكتفى بالقول أن سلطة الاشراف "ترفض الدعوة إلى العنف وإلى الدعاية الحزبية داخل المساجد".