بعد موسم أول حافل بالتظاهرات والأنشطة الثقافية والفكرية والفنية كان لها دور كبير في تنشيط الحركية بسبيطلة وبجهة القصرين عموما رغم الصعوبات الكبيرة على أصعدة مختلفة التي واجهتها الجهات المنظمة فقد أبى فريق المركز الثقافي الجبلي بالوساعية - سبيطلة أن يواصل التجربة ويعمل على تطويرها بما من شأنه أن يخدم أبناء الجهة ويساهم في خلق موارد التنمية بها وذلك بإعداد برنامج الموسم الثاني للمركز بصفة مبكرة ليكون تحت عنوان "على هضبة سيزيف". وعلل الشاعر عدنان الهلالي المشرف على تأطير فريق المركز اختيار هذا العنوان بما تحمله من معاني وتحيل إليه من رغبة في تحدي الصعاب والعراقيل خاصة أن جمعيّة الهضاب هي من يسهر على تنفيذه. كما بيّن في نفس الإطار أنه رغم انعدام الفضاء الذي يحتضن أنشطة هذا المركز الفريد فإنّ فريقه يعود في الموسم الثاني بنفس جديد من أجل مواصلة إنجاز المشروع. أما فيما يتعلق البرنامج السنوي للمركز فأكد محدثنا أنه فريقه سيحافظ على التظاهرات التّي أسّسها السنة الفارطة على غرار "أيّام الجبل المسرحيّة" و"عيد الرّعاة" و"المهرجان الدّولي للإكليل" و"الجبل يغنّي". فيما أوضح أنه سيقع التركيز على عمل الورشات الفنيّة وعلى تعميم أنشطة المركز على مدارس جبل سمامة كالغرابلية وقلال سمامة والرياض. تظاهرات بالجملة
من جهة أخرى بيّن عدنان الهلالي أن المركز الثقافي الجبلي بالوساعية – سبيطلة قد حدد مواعيد إقامة التظاهرات الكبرى التي يشرف على تنظيمها. فكان أن حدد تاريخ تظاهرة "أيّام الجبل المسرحيّة" لتكون من26 إلى 28 مارس 2013. فيما يقام"عيد الرّعاة" يوم الأحد الموافق ل 28 أفريل القادم. والمهرجان الدّولي للإكليل" ينتظم يومي25 و26 ماي المقبل. من المنتظر تنظيم مهرجان "الجبل يغنّي" 23 يوم جوان القادم. كما تم ضبط وتحديد الورشات التي سينظمها المركز بإشراف مختصين من أبناء الجهة في مجالات مختلفة من قبيل ورشة الفنون التشكيلية التي سيشرف عليها الأستاذ وهيب بن الشريف(أستاذ معطّل عن العمل) ومقرّها بأحد المنازل القديمة وتعمل على إعادة إحياء بعض الصناعات التقليدية بهذا الرّيف كالأواني الطينيّة وصناعة المرقوم فضلا عن تكوين الناشئة في فنّ الرسم. وتم الاتفاق على أن تضم هذه الورشة معرضا سنويا بالعاصمة إثر نهاية كلّ موسم. وورشة المسرح يشرف عليها الفنان مقداد الصالحي الذي يدعم هذا المشروع ويساعده صابر الهلالي. إضافة إلى مواصلة "كورال الجبل" بعد أن استحسن أبناء الجهة هذه التجربة في موسمها الأول ليصل صداها إلى كامل الجمهورية مما شجع جمعيّة "تونس أمانتي" برئاسة الأستاذة نادرة حديجي إلى تبنّي هذا الكورال بعد أن أهدته قرابة العشرين آلة موسيقية ويشرف عليه الفنّان مولدي بوعلاقي والأستاذ عبد الدايم الهلالي. فيما "ينشّط نادي السينما"سيني-الجبل الفنان الشاب محمّد الدبّابي الذي يعد سلسلة من الفيديوهات على تقاليد الجبل وظواهره ووجوهه ومعاناته. من جهة أخرى يعمل حاليا بلقاسم بن النّاجي على توثيق ثروات هذه الأرياف الشاسعة وسيتولى بدوره الإشراف على نادي الفوتوغرافيا الناشط بالمركز. أما بالنسبة للنادي الأدبي الذي يحمل إسم أقلام الجبل والّذي يشرف عليه عدنان الهلالي فمن المنتظر أن يشهد تطورا في تجربة الموسم الثاني للمركز. إذ من المنتظر أن يصدر مجلّة ثلاثية تحتوي إبداعات يحبّرها شبّان الجبل بالتنسيق مع مندوبية التعليم بالقصرين. علما أن جمعيّة الهضاب المشرفة على هذا المشروع الثقافي النموذجي وجدت في موسمها الاوّل دعما من عديد الجهات على غرار المندوبية الجهويّة للثقافة بالقصرين وجمعيّة الأخوّة المصريّة التونسيّة ومندوبيّة التعليم بالقصرين و"تونس أمانتي"و"جمعية إعادة بناء تونس". ولعل نجاح هذه التجربة من العوامل التي دفعت عديد الجهات والمناطق الأخرى إلى استنساخ هذه التجربة.