توفي أوّل أمس محمّد بختي جرّاء نزيف دماغي بقسم الإنعاش بأحد مستشفيات العاصمة بعد تعكر حالته الصحية بسبب إقدامه على الدخول في إضراب جوع احتجاجا على إيقافه عقب أحداث السفارة الأمريكية وقبله بيوم كان توفي أيضا بشير القلي بأحد مستشفيات العاصمة بعد إصراره هو والمرحوم محمد بختي على مواصلة إضراب الجوع الذي دخلا فيه ما أدى إلى تعكر حالتهما الصحية في الأيام القليلة الماضية. الوفاة المسترابة لمحمّد بختي وبشير القلي والظروف التي حفّت بهذه الوفاة والتي هي اليوم قيد التحقيق القضائي خاصّة وأن هناك اتهامات صريحة من عائلتيهما ومن لجنة الدفاع التي تشكّلت لمتابعة الموضوع قضائيا حول ما تعرّض له السجنيين من إهمال وغياب التدخّل الطبي الناجع في الوقت المناسب دفعتنا للاتصال بالدكتور يوسف زياد الهاشمي المختصّ في الإنعاش ورئيس جمعية الأطباء الشبان لتناول المسألة في جانبها الطبي النظري وخاصّة في مسألة ما اذا كان اضراب الجوع يؤدي الى نزيف دماغي وهو السبب المعلن والناتجة عنه وفاة محمد بختي.. النزيف الدماغي مستبعد في البداية يقول الدكتور يوسف زياد الهاشمي «هناك أنواع لاضراب الجوع ,مثل اضراب الجوع المؤطّر وهو عادة لا يسبب أضرارا صحية كبيرة لأن المضرب عن الطعام يواضب على شرب الماء مع نسبة من السكر والأملاح المعدنية التي تضمن التوازن الجسدي للمضرب عن الطعام . أما إضراب الجوع الوحشي فانه الأخطر على الصحة حيث يمكن للمضرب إذا انقطع عن الماء والطعام أن تتعكّر حالته الصحية حتى بعد 48 ساعة..ومن تداعيات هذا الإضراب هو نقص الأملاح مما يؤدّي إلى اختلال كبير في وظائف الجسد إلى جانب الفشل الكلوي الذي قد يستفحل ويصل إلى قصور كلوي..كما أن نقص البروتينات في الجسم ينتج عنه نقص كبير في المناعة يصل حدّ انهيار جهاز المناعة إلى حدّ أن تعجز المضادات عن القيام بدورها كما يمكن أن يتأثّر الجهاز التنفسي للمضرب ليصل إلى حد العجز عن التنفّس الطبيعي ومن الأشياء اللافتة التي ذكرها الدكتور الهاشمي أنه نظريا وطبيا ليس هناك علاقة بين إضراب الجوع حتى ولو كان وحشيا وبين النزيف الدماغي كما هو الحال في وفاة محمّد بختي والناجمة عن نزيف دماغي لكن قد يفضي الإضراب مثلا في حالات نادرة إلى تعفّن جرثومي ينجم عنه نزيف دماغي كما وأن الإضراب لا يؤدي إلى سكتة قلبية لكن قد يسبب أضرارا تؤدي في النهاية إلى توقّف القلب. علاقة الطبيب بالمضرب عن الطعام يؤكّد الدكتور الهاشمي أن الطبيب الذي يباشر حالة مضرب عن الطعام والذي هو ليس بالضرورة مريض عادي لذلك فان الأعراف الطبية تحتّم على الطبيب احترام إرداة المضرب في الإضراب عن الطعام وهذه المسألة في بعض البلدان مقننة بقانون كما في بريطانيا لكن الواجب المهني يحتّم على الطبيب التدخّل إذا وصل الأمر حد الدخول في غيبوبة لإنقاذ الروح البشرية عندها..لكن هناك مسألة يقول الدكتور الهاشمي أنه طالما أهملت وهي ضرورة إشراف طبيب نفسي على الإضراب عن الطعام وهو ما يوصي بتوفره في السجون خاصّة لأن المضرب عن الطعام يحتاج لكشف نفسي ويشير محدّثنا أن الطبيب النفسي بإمكانه مهنيا قطع الإضراب إذا تبيّن له أن الأسباب الكامنة خلفه هو الاكتئاب وبالتالي الهدف منه إلحاق الضرر بالنفس وليس مطالب مشروعة. منية العرفاوي
إيمان الطريقي (حرية وإنصاف) ل"الصباح الأسبوعي" هل يعقل معاقبة المضربين عن الطعام ب"السيلون"؟ بعد عدد من الزيارات مؤخرا الى السجون ومعاينة حالة الموقوفين والمضربين من الموقوفين من التيار السلفي ،أعدت جمعية «حرية وإنصاف» تقريرا كاملا حمل العديد من المطالب التي ضمنها المضربون عن الطعام من الموقوفين.كما انتقدت إيمان الطريقي رئيس الجمعية في حديثها ل«الصباح الأسبوعي» تعاطي الحكومة خاصة الوزارات المعنية بالملف مع إضراب الشباب السلفي الموقوف على خلفية عدد من الأحداث التي جدت ببلادنا (أحداث العبدلية والسفارة الأمريكية(... واعتبرت ان العبرة ليست بعقد ندوات او حوارات تغيب عنها مكونات المجتمع المدني ذات الصلة للتباحث في قضية هذا الشباب، حيث قالت :»الوم على تعاطي حكومة عانى مسؤولوها في السابق الظلم والحيف والممارسات المهينة مع قضية الموقوفين من الشباب السلفي وعن وفاة شابين منهم بسبب الإضراب عن الطعام الذي كان ناتجا عن انعدام سبل الحوار والتواصل الحقيقي بين المضربين عن الطعام داخل السجون وباقي الأطراف الحكومية" وعن قضية طلب العزلة الذي نادى به الموقوفون شددت الطريقي على انه من غير المنطقي أن تتم معاقبة مضربين عن الطعام وعددهم وقتها 5 بالحبس الانفرادي (السيلون)، وبعد 40 يوما في عزلة دون ان يكون معهم من يعتني بهم علما ان الحالة الصحية للمضربين التي تزداد سوءا يوما بعد اخر وتتطلب وجود من يهتم بهم. واكدت قائلة:" كنا اول امس في زيارة للسجن للشباب السلفي الموقوف الذي طلب العزلة التي طالب بها سابقا سجناء النهضة- والحق في غرفة الطعام والالعاب الرياضية وفي اداء صلاتي الجمعة والغائب. انه من حق هذا الشباب الحصول على الانفراج المؤقت لحين بت القضاء في قضاياهم خاصة وان حالة المضربين تزداد يوما بعد اخر سوءا". جمال الفرشيشي
وزير حقوق الإنسان ل"الصباح الأسبوعي" "قمنا بكل ما نقدر عليه.. لكن ليس كلّ شيء بأيدينا " حملّت عائلتا محمد بختي وبشير القلي ولجنة الدفاع عنهما عديد الأطراف مسؤولية ما حدث للشابين، ووزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية أحد هذه الأطراف التي لاقت انتقادا. «الصباح الأسبوعي» التقت بوزير حقوق الإنسان سمير ديلو فور وصوله لمطار تونسقرطاج من قطاع غزة، وردا على هذه الانتقادات، قال ديلو: «لا يملك أحد حقّ مناقشة أو محاججة عائلة شهيد، لكن هناك تفاصيل أخرى سنعلن عنها عندما يحين الوقت». وعن تقصير الوزارة، قال ديلو «لقد قمنا بكلّ مانقدر عليه لإنقاذ الموقوفين رغم أنه ليس لنا عليهم لا الولاية الطبية ولا الإدارية». وذكر ديلو أنه كلف عضوا من الديوان للحديث مع الموقوفين، حيث جلس معهم لأكثر من ساعتين محاولا إقناعهم بإيقاف إضراب الجوع، لكنهم رفضوا فكل شيء ليس بأيدينا". خولة السليتي
اليوم منظمات وجمعيات وطنية ودولية في زيارة لسجن المرناقية علمت "الصباح الأسبوعي" من مصدر مسؤول أن وزارة العدل تفتح سجن المرناقية اليوم أمام الجمعيات والمنظمات الحقوقية الوطنية ("حرية وانصاف" و"مناهضة التعذيب" والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان..)والدولية ("هيومن رايت وتش» و»امنستي «..) داعية اياهم لزيارة المضربين عن الطعام من التيار السلفي لمعاينة ظروفهم وللاستماع لهم ومحاولة ايجاد حل لاقناعهم بالعدول عن الاضراب عن الطعام. وتاتي هذه الخطوة في اطار التعهدات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها بلادنا والتي تعنى بملف التعذيب ومعاملة السجناء ومدى قانونية تغذية شخص مضرب عن الاكل بشكل قصري. بدورها ستنظم وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية اليوم بمقر الوزارة مائدة مستديرة حول موضوع تاهيل ضحايا الاستبداد والتعذيب وقد دعت إليها كل الجمعيات المعنية .