مستشارو التشغيل مدعوون إلى الجري... لاقتناص جميع فرص الشغل تونس-الصباح: "التخفيض من نسبة البطالة من 14 فاصل 3 بالمائة نهاية المخطط العاشر إلى 13 فاصل 4 بالمائة سنة 2011" هذا هو أحد أهم الأهداف التي نطالعها في وثيقة الشباب والمخطط الحادي عشر للتنمية مؤشرات ودلالات التي أعدها المرصد الوطني للشباب بالتعاون مع وزارة التنمية والتعاون الدولي والمعهد الوطني للإحصاء.. ونجد أيضا حديثا عن مساع لإحداث 412 ألف موطن شغل.. ولا شك أن تحقيقها يحتاج إلى بذل الكثير من الجهد خاصة في ظل ارتفاع عدد حاملي الشهادات العليا وخريجي مراكز التكوين المهني. ولا شك أيضا أن مكاتب التشغيل والعمل المستقل التي تستقطب يوميا أعدادا غفيرة من الشبان العاطلين عن العمل مدعوة اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى مضاعفة مساعيها لتنشيط سوق الشغل ولتوفير مزيد من فرص الإدماج المهني للباحثين عن مواطن شغل لدى القطاع الخاص. ويحتاج تحقيق ذلك إلى نفس جديد داخلها.. إلى العمل الدؤوب.. دون هوادة.. إلى الجري.. والجري.. دون توقف.. وفي هذا الصدد، يلاحظ زائر هذه المكاتب وخاصة مكتب تشغيل الإطارات بالعاصمة أنها أصبحت أكثر حيوية خاصة بعد أن أضحت توظف تقنيات حديثة للاتصال وللبحث عن عروض الشغل والمناظرات والدورات التكوينية وغيرها وهو أمر جيد استحسنه رواد هذه المكاتب.. ولكن توفير مثل هذه المعدات الرقمية والتقنيات الاتصالية الحديثة والفضاءات العصرية للاستقبال لا يكفي لتنشيط سوق الشغل بل يجب أن يتحلى مستشارو التشغيل العاملون هناك بروح المنافسة فيما بينهم.. وأن يدركوا أنهم في مواقع تتطلب منهم المثابرة والجدية.. عليهم أن يتقدوا حماسا وحبا للعمل وأن يكونوا مسكونين بالرغبة في إنقاذ آلاف الشبان مثلهم من معضلة البطالة.. وأن يعمل كل واحد منهم ما بوسعه على اقتناص فرص الشغل وعلى إقامة علاقات متينة مع أصحاب المؤسسات الخاصة وحسن التحاور معهم لإقناعهم بجدوى الترفيع في نسبة التأطير وبالمردودية المنتظرة من عمليات انتداب خريجي الجامعات.. عليهم ألا يمكثوا أغلب الوقت في المكاتب في انتظار ورود عروض الشغل بل يتعين عليهم الخروج منها وتكثيف زياراتهم الميدانية إلى المؤسسات الاقتصادية للتحادث مع رؤسائها ومديريها وتصيد عروض شغل جديدة تفتح أبواب الأمل أمام خريجي الجامعات وأهاليهم الذين ينتظرون حلول الفرج على أحر من الجمر.. مهام مستشار التشغيل أوكلت مكاتب التشغيل والعمل المستقل لمستشاري التّشغيل مهمة مساعدة الشّباب والكهول من الجنسين على تنمية حظوظهم في الاندماج المهني وتفعيل مساعيهم في البحث عن شغل أو العمل لحسابهم الخاص، وذلك من خلال الإعلام والتوجيه المهني والتوظيف والإدماج والنهوض بالعمل المستقل. ففي مجال الإعلام والتّوجيه المهني يتولى المستشار مرافقة طالب الشّغل خلال مختلف مراحل التّوجيه، وذلك بهدف مساعدته على تحديد مهاراته ومكتسباته المهنيّة واختيار التّوجيه أو إعادة التّوجيه المهني المناسب وإعداد مشروعه المهني وإعداد الموازنة الّتي تحدّد كفاءاته وتفعيل مساعيه في البحث عن شغل وذلك من خلال تنمية مهاراته في إعداد السّيرة الذّاتيّة وتحرير رسالة طلب شغل وإرشاده حول سبل التّعرّف على المؤسّسات المشغّلة وتمكينه من التّعرّف على الوسائل والاختبارات المعتمدة في انتقاء المترشّحين وإعلامه بمختلف الآليات والبرامج المتوفّرة للتشجيع على تشغيل الشّباب. ويتمثّل دور مستشار التّشغيل في مجال التّوظيف والإدماج في مرافقة طالب الشّغل لتيسير مساعيه في البحث عن شغل من خلال مساعدته على توضيح انتظاراته وتطلّعاته وتحديد أهدافه المهنيّة وتوضيح العناصر الأساسيّة لمشروعه المهني ومرافقته خلال مختلف مراحل إدماجه المهني والتّعرّف على مختلف آليات وبرامج الإدماج المهني... ولتحقيق ذلك يتولّى مستشار التّشغيل تسجيل طالبي الشّغل بهدف النّظر في طلباتهم والاستجابة لها وربط العلاقات مع المؤسّسات الاقتصاديّة بهدف إعلامهم بمختلف الخدمات الّتي تقدّمها الوكالة الوطنيّة للتّشغيل والعمل المستقل ومختلف برامج وآليات التّشجيع على تشغيل الشّباب والموارد البشريّة المتوفّرة في سوق الشّغل وتسجيل حاجات المؤسّسات من الكفاءات والعمل على تلبيتها باعتماد مختلف الآليات والبرامج المتوفّرة. ويعمل مستشار التّشغيل في مجال النّهوض بالعمل المستقلّ على دعم الباعث في مختلف مراحل إنجاز مشروعه وذلك بإعلامه بالبرامج المتوفّرة للتشجيع على الانتصاب للحساب الخاص وجمع البيانات والمعلومات المتعلّقة بالفرص السّانحة لإحداث مشاريع جديدة على المستوى المحلّي والجهوي والإحاطة بالباعث خلال مختلف مراحل إعداد المشروع وانجازه وتنمية مهاراته وقدراته على التّصرف والتّسيير بتمكنه من المشاركة في دورات التّكوين المناسبة ومساعدته على تحديد حاجاته من الموارد البشريّة وتيسير مساعيه في إيجاد التّمويلات الضّروريّة والشّركاء الّذين قد يحتاج إليهم. بالنظر إلى هذه المهام يمكن فهم المسؤولية الكبيرة التي أنيطت بعهدة مستشاري التشغيل..