تونس-الصباح تكتسي المشاركة في المعارض السياحية العالمية ولا سيما في المعارض المقامة في الأسواق الاستراتيجية للسياحة التونسية، أهمية بالغة في هذه الفترة وذلك تزامنا مع التوجه الجديد الذي شرعت في تنفيذه وزارة الاشراف والمتمثل في عقود البرامج مع متعهدي الرحلات لتحديد الأهداف المراد بلوغها والعمل على تحقيقها على امتداد 3 سنوات انطلاقا من السنة الجارية وإلى نهاية 2009. وبعد المشاركة في المعرض السياحي العالمي بمدريد "فيتور" جاءت المشاركة التونسية من 21 إلى 24 فيفري الجاري في المعرض السياحي "بيت "BIT بميلانو في السياق ذاته لا سيما وأن حضور وزير السياحة السيد خليل العجيمي وعدد من إطارات ديوان السياحية إلى جانب المهتمين بالسوق الإيطالية خصص في جانب كبير منه إلى المحادثات مع منظمي الرحلات السياحية إلى الوجهة التونسية إلى جانب الصحافة المحلية الإيطالية المختصة في الشأن السياحي وذلك للتعريف بالبرنامج والتوجه الجديد للسياحة التونسية من جهة والبحث عن الإشكاليات والصعوبات التي ساهمت في الفترة الأخيرة في تراجع السياح الإيطاليين الوافدين على الوجهة التونسية. تراجع عدد الوافدين نشير في هذا الإطار إلى أن السوق الإيطالية سجلت تراجعا في حدود 4 بالمائة حيث بلغ عدد السياح الوافدين حوالي 445 ألف سائح.وعن أسباب التراجع يشير بعض المتابعين للحركة السياحية للسائح الإيطالي الذين التقيناهم خلال فعاليات المعرض،أن من بين أسباب التراجع انخفاض الاقبال على السفر خارج إيطاليا من قبل المواطن الإيطالي بشكل عام في مقابل التوجه أكثر إلى السياحة الداخلية. هذا إلى جانب بروز وجهات جديدة تستهوى السائح الإيطالي اليوم أكثر من الوجهات التقليدية التي ألفها، على غرار جزر أمريكا اللاتينية وقد ساعد تراجع الدولار الأمريكي مقابل الأورو في بروز هذا التوجه الجديد في ميولات السائح الإيطالي. وتعتبر السوق السياحية الإيطالية من الأسواق الإستراتيجية بالنسبة إلى الوجهة السياحية التونسية وهي تحتل المركز الثالث في ترتيب السواح الأوروبيين الوافدين بعد السوق الفرنسية والسوق الألمانية.وتعد جربة والحمامات ثم المهدية وطبرقة من الوجهات المفضلة لدى السائح الإيطالي خلال زيارته لبلادنا ويبحث السائح الإيطالي عن التنشيط والتنويع في المنتوج والعرض السياحي ويفضل نظام النادي السياحي formule club ونظام all-inclusive... محادثات إيجابية وفي لقاء خاطف مع السيد خليل العجيمي وزير السياحة بعد اجتماعاته على هامش المعرض مع أهم متعهدي الرحلات، أكد الوزير أن المحادثات كانت إيجابية وأعرب عن تفاؤله بتحقيق نتائج إيجابية مستقبلا في اتجاه تجاوز النقص المسجل في السوق الإيطالية وكذلك في اتجاه تنفيذ برامج العقود في ظل وجود عدد من منظمي الرحلات وصفهم بالجديين والمتجاوبين مع التوجهات الجديدة.ونشير هنا إلى أن برنامج الوزارة الخاص بالأسواق الإستراتيجية حدد مليون سائح كهدف مستقبلي للسوق الإيطالية يجب بلوغه على امتداد الثلاث سنوات المقبلة.فماذا عن دور المهنيين في بلوغ الأهداف المرسومة وتحسين أرقام الأسواق وتحسين مردود القطاع بشكل عام؟ حضور محتشم للمهنيين طرح هذا التساؤل مرده ما لا حظناه من مشاركة محتشمة للمهنيين في المعرض لا تتجاوز أحيانا لدى البعض المشاركة من أجل المشاركة فقط في الوقت الذي تشهد فيه أجنحة بعض الوجهات السياحية الأخرى المنافسة حركية وديناميكية لافتة من المهنيين أنفسهم. لقد مر القطاع في بلادنا منذ فترة إلى أيدي القطاع الخاص وهذا الوضع يحتم أن يتحمل المهنيون مسؤولية جلب السواح والسعي للمشاركة المكثفة والفاعلة والمجدية في المعارض السياحية العالمية والتواجد إلى جانب الوجهات المنافسة للتعريف بالمنتوج السياحي والسعي إلى الابتكار ومواكبة المستجدات في مجال التسويق والترويج والمؤثرات السمعية والصوتية والبصرية التي أصبحت توظف داخل الأجنحة المشاركة في المعارض السياحية العالمية لافتكاك نصيب من السواح. بل إن بعض الوجهات السياحية المنافسة أصبحت تحتل أكثر من جناح داخل المعرض في اتجاه الترويج لكل جهة بمفردها ضمن الوجهة السياحية الواحدة وهذا ما يجب بالضبط اتباعه لمجارات النسق الحالي للمشاركة في المعارض والذي لا تستطيع الإدارة بمفردها توفيره أولا لأنه يتطلب امكانيات ضخمة وثانيا لأن الترويج للوجهة السياحية التونسية من واجب أصحاب المهنة كذلك. لكن هذا التوجه لا يزال إلى غاية الآن غائبا للأسف على المهنيين في القطاع وهو ما يتطلب توجها جديدا في التعامل مع المشاركة في المعارض السياحية تتحمل المهنة فيه نصيبا من المصاريف وهو ما ينتظر أن تنطلق الوزارة في تنفيذه خلال الفترة المقبلة عسى أن يجد تجاوبا من المهنيين.