تعميم هذه التقنية ممكن في تونس نظرا لتوفر كل الظروف الملائمة لذلك تونس الصباح بمناسبة تنظيم الايام العلمية للتصوير بالاشعة التي ستقام يومي الجمعة 29 فيفري الجاري والسبت غرة مارس القادم صرح عدد من الاطباء في لقاء إعلامي بأنه سيتم التركيز على تقنية علاج الاورام غير الخبيثة للرحم بطريقة غير جراحية.. وأفادانا الاساتذة رشيدة صفر وفاتن صفر ونجلاء منيف وحاتم الراجحي بوجود تقنية كان اكتشافها قبل سنوات حدثا هاما عاش على وقعه المختصون في جراحة الاورام وفي التصوير بالاشعة وفي التخدير والانعاش.. فبفضلها أصبح التخلص من هذه الاورام غير الخبيثة التي تصيب الرحم وهي "العضلوم الليفي" وتعرف لدى العامة ب"اللحمة" تتم بطريقة غير جراحية إذ يقع سد الشرايين للحد من انتشار الورم وقتله.. وبالتالي يكون التخلص منه أسهل بكثير من إجراء عملية جراحية تتطلب الاقامة في المستشفى وتستدعي من المريضة مدة راحة مطولة في حين أن التقنية الجديدة تساعدها على العودة إلى سالف نشاطها بعد يوم واحد وهي لا تتطلب المكوث في المستشفى أكثر من يوم.. كما استفدنا من هذا اللقاء أن الايام العلمية ستكون مناسبة لجمع شمل المختصين في أمراض النساء والتوليد والتصوير بالاشعة والتبنيج لان التقنية الجديدة تتطلب التنسيق بين هذه الاختصاصات الثلاثة وعملها مع بعضها البعض.. فالعناية بالنسوة المصابات بمثل هذه الاورام لا تتم في قسم الاشعة فقط بل تنسحب على أطباء بقية الاقسام وهم بصفة خاصة أطباء النساء والتوليد والمختصين في التخدير والانعاش.. كما أن هذه التقنية لا تهم جميع النساء بل هناك منهن من تستحق هذه النوعية من التدخلات العلاجية.. وفي هذا الصدد فإن الطبيب هو الذي يقرر متى تستدعي حالة المريضة القيام بسد الشرايين لقتل الورم ومتى تستدعي حالتها الصحية إجراء عملية جراحية وذلك بعد أن تشخص حالتها الصحية ويتعرف على بعض الاعراض.. ومن بين أهم الاعراض التي تدل على أن المرأة حاملة لورم ليفي هي أن دورتها الشهرية تصبح أطول من العادة وأكثر نزفا إضافة إلى ظهور بعض الاوجاع وغيرها.. وعن طريق التصوير بالاشعة يمكن التأكد من وجود المرض.. الاستغناء عن الجراحة تمت الاشارة خلال هذا اللقاء الاعلامي إلى أنه قبل 15 سنة خلت كانت مداواة الاورام تتم عن طريق الجراحة ولوحظ خلال إجراء هذه العمليات الجراحية ضياع كميات كبيرة من الدم ومنذ ذلك الوقت أتت الفكرة للتقليص في حجم النزيف وسد العرق قبل العملية. وأصبحت هذه العملية تنطلق بسد العرق وفي نفس اليوم تنقل المريضة من قسم الاشعة إلى قسم العمليات.. وتبين أنه يمكن حذف الجراحة لبعض الحالات وذلك حسب ما تقتضيه حالة المرأة الصحية وحسب درجة تطور الورم وكبر حجمه وحسب عمر المرأة. لكن بالنسبة للنساء الراغبات في الانجاب فيجب على الاطباء الحذر ودراسة حالاتهن حالة بحالة لانه يفضل إجراء مثل هذه التدخلات للنساء غير الراغبات في ذلك. كما تمت الاشارة على أنه تم الشروع في تونس في استخدام هذه التقنية لكن بصفة محدودة. وفي هذا الصدد قال الاطباء: "لنا المعدات الضرورية والتجهيزات اللازمة والاطارات المؤهلة للعمل بهذه التقنية التي تتطلب الالمام بها والتعود عليها وإذا توفرت التقنيات والاطار الطبي والامكانيات يمكن تطبيق هذه التقنية بالتعاون مع أطباء النساء والتوليد والمختصين في التصوير والاشعة وأطباء التخدير والانعاش.. فهذه إضافة ونريد إعلام النساء بهذه التقنية الجديدة التي نحن بصدد تطبيقها في تونس.. ونعتقد أنه بفضل تطور الطب يمكن أن تستقطب المستشفيات التونسية مستقبلا نساء من الخارج لاجراء هذه النوعية من العلاج وتعتبر هذه التقنية متداولة في المصحات الخاصة وفي بعض المستشفيات لكنها غير معروفة ومن أهداف الايام العلمية هو التعريف بها على نطاق أوسع". وتمت الاشارة أيضا إلى أن الصندوق الوطني للتأمين على المرض يتكفل بتغطية هذه النوعية من العمليات التي تعد مكلفة وتصل إلى ألفي دينار..