نظّمت جمعية الخطابة والعلوم الشرعية بصفاقس مسيرة تعبوية حاشدة عشية أمس السبت ضمّت عشرات الآلاف من مواطني صفاقس في خطوة رأى فيها الملاحظون أنّها إجابة عن مسيرة الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس المنتظمة يوم الخميس بمناسبة الإضراب العام الجهوي. المسيرة التي قادها أئمّة وخطباء مساجد وجوامع صفاقس تحت شعار"الفتنة أشدّ من القتل" انطلقت إثر صلاة العصر من الجامع المتاخم لباب الجبلي منتهية أمام مقر إذاعة صفاقس مرورا بشوارع الشهداء والحرية ومجيدة بوليلة رُفعت شعارات مناوئة للتجمّعيين ومطالبة بتطهيرالإتحاد رغم التوصيات بالتهدئة ونبذ الفرقة والتعصّب من منظّمي التظاهرة التي شاركت فيها جمعيات ومنظمات ووجوه مدنية وسياسية وأعضاء من المجلس التأسيسي. الفتنة أشد من القتل نفى الإمام الخطيب لجامع أبي الحسن اللخمي رضا الجوادي ما راج في الصفحات الإجتماعية من دعوته إلى الإقتتال والفتنة والكراهية بين التونسيين خلال خطبة الجمعة للجامع الذي يؤمّه العدد الأكبر من المصلّين في صفاقس مؤكّدا في تصريح خصّ به "الصباح" أنّ الأراجيف والقرصنة الإلكترونية تقف وراء باب الفتنة وأنّ الخطبة موضوع الجدل منشورة على صفحته الرسمية لا المقرصنة والتي كان دعا فيها إلى العمل وتجنيب البلاد الفوضى وضرورة التهدئة والحفاظ على السلم المجتمعية والوئام المدني، فيما أكّد أنّه معتز بانتمائه للإتحاد العتيد ولكن تحامله ليس ضد قيادته النزيهة وإنّما ضد كل من يسعى إلى توظيفه والإنزياح به إلى مسارات سياسوية فوضوية مجهولة تتنكّب عن ما أسّسه شهيد الحركة النقابية حشاد ورفيقه الشيخ محمد الفاضل بن عاشور مصرّحا أنّ مسيرة السبت انما تندرج في سياق الدعوة إلى الوحدة والألفة والسلم والحوار بدل العنف والتآمر والتخريب والفساد المفضوح لبعض القيادات النقابية المناشدة للمخلوع والتي يتمترس وراءها التجمعيون الذين يريدون العودة من شبّاك الإتحاد بعد أن أطردهم الشعب من أبوابه. الإتحاد ليس حصان طروادة من جهته صرّح رئيس جمعية الدعوة والإصلاح الشيخ الحبيب اللوز بصفته المدنية والمواطنية كما جاء على لسانه خلال المهرجان الخطابي الذي انتظم أمام الإذاعة ونقلت زيتونة الأثير جوانب منه أنّ الثورة مستمرة ولا يمكن لأحد التآمرعليها لذلك فهو يدعو الرشداء من القيادات النقابية إلى التعقّل والخير والحكمة للتفطّن لما أسماه بالمؤامرة التي تحاك ضدّ الربيع العربي وتستهدف تونس في ذات السياق عبر الفتنة والشحناء والبغضاء والكراهية بمظلة صهيونية مفضوحة وأجندة تخريبية معلومة داعيا الإتحاد إلى الإلتزام بالقضايا الإجتماعية والنقابية لا التوغّل في المزايدات السياسوية حتى لا يصبح الإتحاد "حصان طروادة" كما جاء على لسانه من قبل بعض الطغم السياسية مشيدا بالإتحاد الذي سيبقى حسب وصفه مفخرة للتونسيين ومستقلا لأجل تونس. ودافع الحبيب اللوز في ذات السياق عن روابط حماية الثورة مستنكرا الأصوات الصادرة من الإتحاد مطالبة بحلّها والحال أنّه يتوجّب الإعتراف بفضلها في التصدّي للمؤامرات والدسائس والثورة المضادة مستبعدا بذلك نجاح إضراب 13ديسمبر لإضراره بمصالح الشعب وتغلّفه بمصالح سياسوية مفضوحة.