ان المتأمل في مضمون هذا المقال وكذلك الذي سبقه في هذا الركن تحت عنوان "مؤشرات لا تخدع !"،قد يتبادر الى ذهنه بل وربما يذهب الى حدّ الإعتقاد جازما بأنني لا أبحث إلا عن تقديم صورة قاتمة وحالكة عن الرياضة التونسية . لا يا سادتي انه اعتقاد خاطئ لانني لا اروم ذلك بتاتا ،وغاية ما في الامر ان هناك حقائق ثابتة تفرض نفسها عليك وتدفعك لإثارة ما تلوّح به من مخاطر ،بما خفى منها وما ظهر . ومن هذه الحقائق المقيتة والموجعة ما كنت نبهت اليه من ضرورة التصدي الى ظاهرة الاجواء المتعفنة بين الاندية ومكونات المنظومة الرياضية بكل هياكلها . أما اليوم فإنني أرى لزاما عليّ ان اثير مسألة الحالة المزرية لملاعبنا ،لان السكوت عن ذلك لا يمكن وضعه إلا على كاهل التقصير وتجاهل امهات القضايا الرياضية التي لا تحتمل غضّ الطرف عنها . فملاعبنا أصبحت في حالة يرثى لها وأقل ما يقال عنها انها في أبشع المظاهر. لذا والحالة تلك فالمطلوب اليوم وبالتأكيد التعجيل بتشكيل لجنة وطنية لإنقاذ الملاعب، نعم هكذا تكون تسميتها "اللجنة الوطنية لإنقاذ الملاعب". وهذه اللجنة ينبغي أن ترصد لها ميزانية ضخمة، لأن مهمتها لا تتمثل في الصيانة و التعهد، وإنما في القيام بمعالجة شاملة لا تهمل أية جزئية مهما كانت. فمجرد الصيانة لم تعد تجدي الآن نفعا، ولابد من عمل جبار يكون في طليعة الأولويات الراهنة. أليس كذلك؟