شيعت بعد ظهر أمس جموع حاشدة من الأمنيين والعسكريين ومكونات المجتمع المدني يتقدمها رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي ووزير الداخلية علي العريض وقائد الجيوش الثلاثة رشيد عمار جنازة شهيد الوطن الوكيل بالحرس الوطني أنيس الجلاصي الذي قتل بالرصاص على يد مسلحين بجبل السنك بأحواز بوشبكة من ولاية القصرين إلى مثواه الاخير بمسقط رأسه الكرمة عمادة الهوارب معتمدية الشبيكة، وقد ودع الشهيد الذي ضحى بحياته من أجل الدفاع على الوطن وسلامة ترابه بالورود والدموع وكلمات تأبين أثرت في كل الحاضرين. عائلة الشهيد تتحدث ل"الصباح": إثر الجنازة اتصلت "الصباح" بالدكتور عبد الله الجلاصي ابن عمة الشهيد فأعلمنا بتأثر كبير أن العائلة مازالت مصدومة من فراق ابنها أنيس ومتأثرة للغاية، مضيفا أن أنيس له ثلاثة إخوة هم أيمن(عاطل عن العمل) وأنور(تلميذ) وآمنة(طالبة) ونظرا لمحدودية الحالة الاجتماعية لوالده بشير فقد قرر الانقطاع عن الدراسة في التعليم العالي والمشاركة في مناظرة انتداب وكلاء بالحرس الوطني، قبل أن يباشر عمله بجهة حيدرة ومنها نقل في الصائفة الفارطة إلى بوشبكة أين عين رئيسا لمركز حرس الحدود فكان مثالا في الجدية والانضباط. وذكر الدكتور الجلاصي أن العائلة فقدت اليوم عائلها الوحيد وأصبحت وضعيتها الاجتماعية مجهولة وتتطلب وقفة حازمة من السلط المختصة للتخفيف من المصاب، مشيرا إلى أن أنيس دافع عن الوطن لذلك لا بد من الدفاع عن حقوقه، بإيقاف قتلته ومحاكمتهم والوقوف إلى جانب أسرته. عمليات تمشيط واسعة النطاق ميدانيا واصلت كامل نهار يوم أمس وحدات من الجيش والحرس الوطنيين عملية تمشيط ومسح كامل المنطقة الحدودية بجبل سنك بأحواز بوشبكة، أين عثرت حسب بعض المصادر على جهاز هاتف محمول ورجحوا أنه على ملك أحد المسلحين وعلمنا أن الوحدات المنتشرة بالمكان دعمت بفرقة المشاة للقوات الخاصة للجيش الوطني وفرقة مقاومة الإرهاب وطلائع الحرس الوطني بدعم جوي من مروحية عسكرية إضافة إلى استعمال الكلاب المدربة وانضمام عدد من المواطنين(صيادون) في عملية البحث عن المسلحين الخمسة الذين تسللوا إلى التراب التونسي قادمين على الأرجح من الجزائر، ولكن إلى حد كتابة هذه الأسطر لم يتم العثور على أي من المظنون فيهم أو إيقافهم، وهو ما فتح الباب لإمكانية هروبهم خاصة وأنهم يعرفون على ما يبدو المكان جيدا وخاصة الأنفاق الجبلية على الحدود التونسية الجزائرية، وهو ما استبعدته بعض المصادر الأمنية. إصابة عون أمن أمس وأثناء عملية التمشيط لموقع الاشتباكات علمنا أن أحد أعوان الحرس الوطني تعرض لإصابة بليغة إثر سقوطه عرضيا في حفرة(هفهوف) وقد نقل على جناح السرعة إلى مستشفى القصرين أين احتفظ به. فضحتهم النار وفي إطار الأبحاث المجراة في القضية علمنا أن ما نشرته صحيفة "النهار" الجزائرية نقلا عن مصدر أمني جزائري حول هوية الشخص الذي تفطن لوجود المسلحين مجانب للصواب، بعد أن تبين أن عونا تابعا لإدارة الغابات هو أول من تفطن لوجود المسلحين في جبل السنك، إذ لمحهم يشعلون بعض الأعشاب الجافة والحطب للتدفئة فسارع إلى إشعار أعوان حرس الحدود ببوشبكة الذين تحولوا في الحين إلى محيط المكان غير أن المسلحين بادروا بإطلاق النار عليهم فقتلوا رئيس المركز الوكيل أنيس الجلاصي الذي لم يكن يحمل صدرية واقية من الرصاص بثلاث عيارات نارية في الجنب.