وجّه الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس محمد شعبان صبيحة الأمس في كلمة ألقاها أمام العمّال المنتمين لنقابة المستشفى الجامعي الهادي شاكر خلال إضرابهم ليوم أمس الإربعاء رسالة صريحة إلى وزير الصحة بضرورة الإبتعاد عن المغالطات وضرب الحقوق المكتسبة للعمّال. وأضاف شعبان "لا يمكن للوزير أن يتحدّى الإتحاد والأعوان سيناضلون رغم الفتن والتفرقة" وشدّد على من وصفهم بأعداء الإتحاد العام التونسي للشغل بأنّ قوّة العمّال ولحمتهم بمنظّمتهم العتيدة ستجعل "الإتحاد عصيّا على كلّ عدوّ له". تحكيم الضمير.. وفرض الكرامة إضراب أعوان المستشفى الجامعي الهادي شاكر الذي تم تنفيذه يوم أمس سبقته جلسة انعقدت بمقر الولاية مساء الإثنين لم يحضرها الشق الإداري وهو ما رأى فيه الطرف النقابي تهميشا لمفهوم المفاوضات ومواصلة للتصعيد، وأكّد عضو النقابة الأساسية أحمد بن عياد بأنّ إضرابهم يندرج في إطار ممارسة الحق النقابي ومفهوم حق الإضراب في ظل مواصلة سياسة التهميش والمماطلة المتبعة من الإدراة لمطالبهم التي تتمحور مثلما أفاد حول رفضهم سياسة الأمر الواقع المتمثّلة في تنصيب المدير العام إلى جانب التراجع عن تطبيق محاضر الجلسات السابقة الممضاة وضرب الحقوق المكتسبة للأعوان، بالإضافة إلى مسألة حياد الإدارة وموضوع الإنتدابات والمركّب الإجتماعي للاعوان وغيرها من المطالب المتعلّقة بالساعات الإضافية وزي الشغل.. واعتبر محمد شعبان الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس في كلمته التي توجّه بها إلى العمّال بأنّ معركتهم هي معركة "فرض كرامة وأنّ الإضراب ليس هدفا في حدّ ذاته ولكن إن أرادوا ذلك فستكون سلسلة من الإضرابات" أمام ما وصفه "بتعنّت وزير الصحة في العلاقات الشغلية والذي بلغ التحدّي". ووضّح شعبان بأنّه ليس لدى الإتحاد أعداء أو أغراض شخصية ولكن قوّة العمّال في النضال لا في التدجين سيّما وأنّ "عدد المنخرطين في المنظمة الشغيلة قد بلغ الضعف" وذلك في ردّ من الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل على من يشكّكون في ثقة العمّال في الإتحاد العام التونسي للشغل، داعيا العمّال في كلمته إلى أن يحتكموا إلى ضميرهم المهني والتفاعل مع المواطن كإنسان له حقّ عليهم. وتمنّى شعبان أن تكون الرسالة قد وصلت بوضوح لأنّ نضالهم سيكون من أجل الحقوق المكتسبة للعمّال وإبعاد المدير العام للمستشفى بسبب عدائه للعمل النقابي واتباعه للتفرقة بين العمّال. مواصلة لتأطير الثورة أمام ما وصفه الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل من ممارسات خطيرة تهدف إلى تقسيم الشعب والفتنة بين أبناء الوطن الواحد أكّد محمد شعبان بأنّ ما شهدته بطحاء محمد علي من أحداث يوم 4 ديسمبر2012 في احتفالية شهيد ومؤسس الإتحاد العام التونسي للشغل فرحات حشاد من قِبل من وصفهم "بميليشيات النهضة" هي سابقة خطيرة حاول من قبل الصياح والمزالي انتهاجها في فرض سيطرتهم على الإتحاد لكنّهما فشلا في ذلك مفيدا بأنّ "استعمال المساجد هو عنوان فشل حركة النهضة" وأضاف بأنّ الإتحاد ومثلما أطّر الثورة منذ بداياتها سيواصل على نفس النهج إلى جانب قواعده العمالية من أبناء الشعب واستدلّ في كلمته بمسيرة 12جانفي2011 التي عجّلت برحيل المخلوع والتي خاضها الإتحاد على أساس مبدئي لا سعيا منه إلى السلطة. الحوار..أم ماذا؟ من جديد عاد ملف المستشفى الجامعي الهادي شاكر ليطفو على السطح في جهة لعب فيها الطرف النقابي والقواعد العمّالية الدور الحاسم في الإطاحة برأس الدكتاتورية، سيما ما رافق هذا الملف من سلسلة اعتقالات ومحاكمات للنقابيين تلتها سلسلة من البيانات والندوات الصحفية من كلا الجانبين باتت الخبز اليومي في عاصمة الجنوب لما يقارب الستة أشهر.. والسؤال المطروح في ظل غياب للحوار الجدي ونحن على خطوات من تفعيل مفهوم عقد اجتماعي بين الأطراف الإجتماعية المفاوضة والسلطة يبدو أنّ التجاذبات القائمة ستكون حاسمة في اتخاذ قرارات لا تبشّر ملامحها بإيجابيات تُذكر بخصوص العلاقات الشغلية ومفهوم الكرامة والحق النقابي بين الأطراف الإدارية والسلطة عموما والشق النقابي الإجتماعي المفاوض.