ربطنا صفقة الطائرات العشر.. باستثمارات "إيرباص" في تونس◄ - سنقوم بتطوير الأسطول من طائرتين سنة 2012 إلى 14 طائرة سنة ◄ - 2017رغم الإغراءات.. وللتاريخ ستبقى "سيفاكس" شركة تونسية 100 %في ظل اقتصاد تونسي هش وثورة تراجع خلالها جل المستثمرين عن الدفع بأموالهم نحو المجهول.. تقدم محمد الفريخة صاحب المشروع التكنولوجي الرائد "تالنات" ليؤسس شركة طيران أطلق عليها تسمية "سيفاكس آر لاينز" جاءت لتعزز مجال النقل الجوي وتنهض بمطار صفاقس/طينة الدولي الذي بقي أداؤه محتشما ان لم نقل دون نشاط رغم أهمية حجم فرص استغلاله الاقتصادي من قبل رجال الأعمال والمؤسسات المنتصبة بولاية صفاقس والولايات المجاورة لها. "سيفاكس آر لاينز" وبعد أقل من سنة على انطلاق نشاطها في أفريل الماضي بطائرتين فقط.. تقدم على قفزة نوعية وهامة من خلال ابرامها منذ أيام لصفقة اقتناء 10 طائرات جديدة في اطار مخطط نشاط جديد وهامّ.. حول هذه الصفقة والعلاقة مع الناقلة التاريخية "الخطوط التونسية" ومستقبل النقل الجوي في تونس كان لنا هذا اللقاء مع السيد محمد الفريخة: يبدو أن "سيفاكس" تسير بخطوات عملاقة في مجال النقل الجوي، فبعد أقل من عام على بداية نشاطها تبرم اتفاقية وصفت ب"التاريخية" لاقتناء 10 طائرات جديدة. فهل يمكن أن نعرف المزيد عن فحوى هذه الاتفاقية؟ - هي اتفاقية مع شركة "إيرباص أندستري" تقتضي اقتناء "سيفاكس" 10 طائرات إيرباص مجهّزة بمحركات "سي آف آم" من مجموعة "سافران". كذلك تم التوقيع على مذكرتي تفاهم لإطلاق مشروعين تكنولوجيين هامّين بتونس. وتتمثل الاتفاقية الأولى في اقتناء شركة سيفاكس ل10 طائرات إيرباص منها 6 طائرات من نوع A320neo. مع إنشاء وحدة استنباط وإنتاج أنظمة إلكترونية لقطاع الطيران في تونس، ومن المنتظر أن يبدأ تسليم أول طائرة في غضون سنة 2015 ليتواصل إلى غاية سنة 2020. بمعنى ان المخطط سيمتد على مدة 5 سنوات سنقوم من خلاله بتطوير الوجهات نحو أوروبا والمغرب العربي والخطوط البعيدة على غرار كندا والصين. ومن أجل خطة العمل الموضوعة سنقوم بتطوير الاسطول من طائرتين سنة 2012 الى 14 طائرة سنة 2017. كلفة الاتفاق مع ايرباص حول اقتناء الطائرات العشر في حدود 600 مليون دولار.. مبلغ ضخم فهل يمكن ان نعرف طرق التمويل؟ - إدراج الشركة في البورصة سيكون جزءا من التمويل الى جانب ان مثل هذه العمليات الكبرى يضمن فيها المصنّع الذي يوفر لك الضمانات والتمويل وهو ما تم من خلال ضمان التمويل عبر قروض من بنوك اجنبية اغلبها فرنسية كذلك نبحث اليوم عن سبل التمويل الاسلامي. تقدم ونمو في "سيفاكس" قابلته مشاكل وصعوبات لدى الناقلة التاريخية.. فبماذا تفسر ذلك خاصة ان هناك اتهامات بأن "سيفاكس" تمثل جزءا من مشاكل "الخطوط التونسية؟ - قطاع النقل الجوي شهد سنة 2012 نموا ب7 % وهو ما يعني ان الفضاء يتسع للجميع. والحديث عن منافسة "سيفاكس" ل"الخطوط التونسية" حديث مغلوط فشركات الطيران التونسية يجب أن تعمل صفا واحدا للدفاع عن مصلحة البلاد فالخطر آت من الخارج وليس من الداخل. فقطاع النقل البحري في تونس مثلا كان يضمّ 9 شركات تونسية خاصة الى جانب "شركة البحرية التونسية" بقيت منها 3 فقط ولا يحتكر الناقل الوطني سوى 5 % فقط من النشاط مقابل 3% للشركات الخاصة و92% للشركات الاجنبية. وبالنسبة ل"سيفاكس" فهي مؤسسة تونسية تشغل مئات التونسيين وتوفر العملة الصعبة للبلاد وليس من حقي الحديث عن الوضع الراهن في الخطوط التونسية رغم ان هذه المؤسسة الوطنية العريقة تهمني مصلحتها بشكل كبير. يبقى المشكل الرئيسي بينكم وبين "الخطوط التونسية" هو حصولكم على خط تونس/باريس وهو الشريان الحيوي للناقلة الوطنية ودخولكم عليه أثّر على نشاط الشركة. - عدد مسافري "الخطوط التونسية" على خط باريس تطور سنة 2012 بنسبة 35% فكيف يتحدث البعض على اننا ننافس الشركة الوطنية في هذا الخط.. فحرفاء "سيفاكس" على خط باريس ليسوا بحرفاء "الخطوط التونسية" خاصة ان محطتنا ليست واحدة فنحن نتخذ من مطار شارل ديغول محطة و"الخطوط التونسية" مطار أورلي. كذلك هذا الخط مستغل من قبل الفرنسيين ب50 رحلة اسبوعيا عبرالشركات الفرنسية "آغل أزير" و"ترانزافيا" في حين لا يستغله التونسيون الا ب35 رحلة. وهذا الخط طالب به أبناء تونس في فرنسا بعد ان وجدوا انفسهم مضطرين لامتطاء الطائرات الفرنسية صيفا. وأؤكد هنا على وجود تكامل بين الناقلتين وليس تنافسا. تصريح السيد رابح جراد رئيس مدير عام "الخطوط التونسية" الاسبوع الماضي بخصوصكم وخصوص شركتكم وصفه البعض ب"القوي والحاد" حيث اتهمكم بالمنافسة غير الشرعية وباستغلال دراسات خاصة بالخطوط التونسية حول الخطوط البعيدة في مشاريعكم المستقبلية.. فكيف تقيمون ذلك التصريح وأيّ ردّ لكم عليه؟ - أكن كل الاحترام والتقدير للسيد رابح جراد وعملنا معا على اعلاء المصلحة الوطنية وجمعتنا طاولات مفاوضات واحدة خاصة مؤخرا في بروكسيل. واعتقد ان تصريحات جراد جاءت مبنية على معلومات خاطئة. فخط تركيا مثلا اساسه انه ليس لتونس خطوط بعيدة عكس المغرب والجزائر ومصر و"الخطوط التونسية" وضعت مشروعها للخطوط البعيدة منذ سنة 2003 ولكنه لم ينفذ لذلك بادرت بالمشروع وعندما تبدأ "الخطوط التونسية" وجهاتها نحو هذه الخطوط لن يمثل ذلك مشكلا بالنسبة لنا وبالنسبة اليها. أما حول اتهامنا باستغلال دراسة للخطوط التونسية حول الخطوط البعيدة فهذا امر غير مقبول باعتبار ان الدراسة قديمة كذلك هل من الصعب اجراء هذه الدراسة فأي كان بإمكانه الدخول الى موقع مختص ومعرفة عدد السياح الكنديين الذين قدموا الى تونس ومعرفة عدد الرحلات وعدد الطلبة التونسيين الذين يعودون صيفا، لمعرفة اهمية الخط وعدد الرحلات الممكنة.. وحاليا اعطتنا الدراسة ان خط تونسكندا يمكن ان يستغل مرتين في الاسبوع على الاقل. وبالعودة الى السيد رابح جراد أؤكد انني لن أتحدث بالوساطة مع هذا الصديق وسنجلس معا لوضع النقاط على الحروف. وأجدد قولي أن "الخطوط التونسية" لا يجب أن تخاف من "سيفاكس" بل من "القطرية" و"المغربية" مثلا.. وهل تعتقدون انكم قادرون على النجاح في ظل هذه المنافسة؟ فكيف لشركة وطنية ضخمة ك"الخطوط التونسية" أن تعجز عن فرض نفسها في ظل هذا الواقع الجديد وتخطط "سيفاكس" ليكون لها مكان؟ - لقد أسست "تالنات" منذ 17 سنة بمجهود شخصي ووصلت اليوم لريادة المؤسسات التكنولوجية في افريقيا والوطن العربي.. بدأنا ب6 مهندسين واليوم نشغل 700 مهندس.. وفي مفاوضاتي مع "ايرباص" كنت مع شركات تفاوض على صفقات لاقتناء مئات الطائرات.. وفرضت نفسي بينهم بأفكاري ومشاريعي.. "سيفاكس" انطلقت من فكرة بسيطة وطموح صغير وبفضل ادراج "تالنات" في البورصة وفرت رأسمال "سيفاكس" وقدمت خطة عمل واقعية وهكذا كان المشروع الذي سينجح بالتأكيد. وأضيف هنا أنه مثلما بقيت "تالنات" شركة تونسية 100% فان "سيفاكس" ستبقى كذلك وربما تكون الوحيدة فطلبات الشراكة الاجنبية متوفرة لكن "سيفاكس" ستبقى تونسية وهو السبب الوحيد لإدراجها في البورصة. النجاح هو هدفي و"تالنات" احسن دليل على ذلك فالشركة انطلقت برأسمال 100 الف دينار واليوم يفوق ال100 مليار. أنا لا أطلب أي شيء فقط العمل وتقديم الاضافة لهذا البلد.. فرغم أن للشركة حقوقا يمكن ان تطالب بها وتدخل كلها في اطار العمل فاني لا أرغب في ذلك حتى لا يفهم بأني بصدد التصعيد. وما هي هذه الحقوق التي ترفضون المطالبة بها.. وهل يوجد اليوم وفي ظل ما تشهده البلاد ان يكون لأحد حق ما ولا يطالب به؟ - بعض الخطوط تجنبنا الدخول فيها حتى لا نتهم بأننا بصدد منافسة "الخطوط التونسية" كذلك استغلال الخطوط الداخلية على غرار خط قابس مثلا فالشركة ساهمت في مضاعفة نشاط مطار صفاقس 10 مرات وهذا في حدّ ذاته مكسب هام اقتصاديا وتنمويا فلماذا لا نمنح حق العمل على الخطوط الداخلية لتطوير نشاط مطاري قابس وطبرقة مثلا.. وايضا "الهاندلنغ" أي الخدمات الارضية فقد تقدمنا برخصة في القيام بهذه الخدمات ومازلنا ننتظر الموافقة إلى حدّ اليوم. وأقول في الاخير أن "الخطوط التونسية" هي المؤسسة الوطنية التي يجب أن نساندها بالعمل والافكار.. ومن الضروري ان تعمل الشركة الأم و"سيفاكس" و"نوفال آر" جنبا الى جنب في اطار التكامل واستراتيجية موحّدة والمصلحة الوطنية تبقى فوق كل الاعتبارات. ◗ حاوره: سفيان رجب