"خيار تكتيكي" لجأت إليه أحزاب وقوى سياسية تونسية على اختلاف انتماءاتها الأيديولوجية في مسعى لتشكيل جبهات تنسيقية استعدادا للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة. وقد استقبلت الساحة السياسية الوطنية التي لا زالت ملامحها لم تكتمل بعد جملة تحالفات لقوى ليبرالية ويسارية وحتى اسلامية حيث سيكون أمامها خياران اولها المحافظة على نفسها كخيار ممنهج وثانيها تفنيد مقولات التحالفات الموسمية التي لا نسمع عنها إلا اذا كان الامر متعلق بموعد انتخابي. من الواضح ان منطق التحالفات الانتخابية هو منطق جديد عن الساحة التونسية غير ان لا بديل عنه في السباق الانتخابي القادم فالأحزاب المدنية او ذات المرجعية الإسلامية يسعى جميعها الى بلورة مشروع سياسي تبني من خلاله الاحزاب قاعدتها الايديولوجية والشعبية. ومن بين التحالفات التي من شانها ان تصنع تحولات جديدة في الساحة السياسة مشروع " الاتحاد من اجل تونس" والذي يتألف اساسا من حزب نداء تونس والحزب الجمهوري والمسار وحزب العمل الوطني الديمقراطي بالإضافة الى الحزب الاشتراكي. وقد اعتبر العديد من الملاحظين ان مشروع الإتحاد قد يعرف نجاحا اذا ما اتفق المتحالفون على تحديد مرشحه للانتخابات الرئاسية القادمة خاصة اذا علمنا ان قيادات الائتلاف المعارض تعج بالشخصيات التي من شانها ان تضطلع بهذه الخطة السامية وهو ما طرح سؤالا من تكون الشخصية الاقرب لتولي هذه المسؤولية ؟ سابقة لاوانها وفي هذا السياق اعتبر الناطق الرسمي باسم الحزب الجمهوري ان المسالة سابقة لاوانها خاصة وان التحالف مع بقية الشركاء السياسيين مازال بصدد مناقشة الاليات الكفيلة ببناء تحالف انتخابي قوي قادر على صنع الفارق وتقديم الافضل والبديل. وحول قواعد العمل السياسي المشترك بين الاطراف الحزبية المكونة للاتحاد من اجل تونس قال الشابي "انه لا معنى لتحالف إلا في اطار قائمات انتخابية موحدة والتوافق حول مرشح موحد للرئاسية." وكان المجلس الوطني لحزب التحالف الديمقراطي قد صادق يوم الاحد الفارط على قرار التحالف مع حزبي المسار الديمقراطي والاجتماعي ونداء تونس وترك الباب مفتوحا للجبهة الشعبية. "الشعبية" ترفض ومن جهته رفض الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي الدخول في جبهة انتخابية واسعة تضم نداء تونس والمسار والحزب الجمهوري. وأكد الهمامي "ان الجبهة الشعبية متمسكة بخوض الانتخابات المقبلة بقائمات مستقلة." أرضية مشتركة بدوره اعتبر الناطق الرسمي باسم نداء تونس محمد الازهر العكرمي ان هكذا حديث هو "حديث سابق لأوانه وغير مطروح في هذه المرحلة وذلك لعدة اسباب منها ما هو تشريعي باعتبار ان الهيئة المستقلة للانتخابات لم تر النور بعد ومنها ما هو هيكلي وهو انه ليس من اولوياتنا بما انه مازلنا نبحث ونبلور الارضية المشتركة بيننا وبين شركائنا السياسيين." وكان المتحدث باسم المسار الديمقراطي سمير بالطيب قد اعلن في وقت سابق عن ترحيب حزبه بقرار تشكيل جبهة انتخابية واسعة تضم نداء تونس والمسار والجمهوري مؤكدا في ذات الاطار بضرورة تسريع استئناف اجتماعات تنسيقية الاطراف الثلاثة لانجاح الجبهة الانتخابية وبدأ العمل السياسي المشترك بينهم.