احتضنت أمس احدى الوحدات السياحية بمدينة مدنين الملتقى التشاوري التونسي الليبي تحت شعار "ملتقى الجسد الواحد" برعاية ائتلاف النشطين في قضايا العمل الانساني والتنموي وحكماء واعيان غرب ليبيا. خصص لتدارس وضعية المعبر الحدودي براس الجدير الذي مازال مغلقا الى حد اعداد هذه المراسلة في الاتجاهين. هذه المبادرة حضرها كل من واليي مدنينوتطاوين وسفير تونس بليبيا الذي التحق بالاجتماع بعد انطلاقه والوفد الليبي المتكون من 29 شخصا برئاسة الدكتور حسين المرجين بالاضافة الى عدد من الناشطين في المجتمع المدني بمدينتي مدنين وبن قردان بالاضافة الى الكاتب العام للمكتب الجهوي لحزب حركة النهضة بمدنين وعضو المجلس التاسيسي عن حركة النهضة وممثل الحزب الشعبي للحرية والتقدم. ومن خلال مواكبة "الصباح" لهذا الملتقى تعددت الآراء والمقترحات بهدف تجاوز كل الصعوبات التي تعترض سير نشاط المنفذ الحدودي براس جدير من معتمدية بن قردان. لجان مشتركة وفي لقاء خاطف مع حسين مرجين رئيس ائتلاف الناشطين لقضايا العمل الانساني والتنموي وحكماء وأعيان غرب ليبيا اكد انه تمّ الاتفاق ان يتحول قريبا الى طرابلس وفد يضمّ عددا من مكونات المجتمع المدني لولايتي مدنينوتطاوين رفقة مسؤولي الجهتين ممن لهم علاقة بنشاط المعبر بهدف استمرار التواصل والمشاورات بشان بعض القضايا المتعلقة بمشاكل العبور ومسائل التهريب. كما تم الاتفاق على تكوين لجنة بالمعبرين سواء داخل التراب التونسي او التراب الليبي بهدف ايجاد حلول لمختلف الشكاوى وتذمرات المواطنين التونسيين والليبيين على ان تتم متابعة اعمال هاتين اللجنتين المتكونة من ممثلين من وزارة الداخلية وبقية الاطراف ذات العلاقة من طرف مؤسسات المجتمع المدني لكلا البلدين. وفي ما يتصل بالقضايا الاخرى على غرار التهريب افاد الدكتور حسين مرجين انه سيتم تناولها في لجان التحاور المشتركة خلال لقاء طرابلس الذي سيتم في الايام القريبة القادمة. اما والي مدنين فقد ثمن اللقاء مؤكدا على اهمية دور المجتمع المدني واهالي الجهة في دعم مجهودات السلطة الرسمية لتجاوز هذه الصعوبات التي تمر بها العلاقات التونسية الليبية على مستوى معبر راس جدير الذي يعتبر شريانا حقيقيا للبلدين مضيفا ان المجتمع المدني يمثل الضامن الحقيقي لاستقرار الوضع على مستوى المعبر من الجهتين.. وبخصوص بعض التجاوزات التي تقع من حين لآخر سواء داخل التراب الليبي او داخل التراب التونسي اكد الوالي على اهمية المجتمع المدني من خلال سعيه للمحافظة على المصلحة العامة وبالتالي يمكنه التصدّي لكل هذه التجاوزات والممارسات ذات الصلة بالمصالح الخاصة والضيقة وضرورة تغليب المصلحة العامة والمتمثلة في استئناف المعبر لسالف نشاطه في التبادل التجاري وتطويره. وبخصوص الصعوبات والتشكيات المتصلة باهالي بن قردان بالسماح لهم بجلب السلع من ليبيا افاد والي مدنين بان هناك اتصالات مع الاطراف ذات العلاقة والتي يقوم بها ممثلون عن المجتمع المدني الليبي والتونسي على حدّ السواء لتجاوز هذه الصعوبات. كما تحدث عن اهمية تشكيل لجنتين الاولى ببن قردان والثانية داخل التراب الليبي لمتابعة الوضع الحدودي ومعالجة كل المشاكل الطارئة في الإبان. غياب أطراف فاعلة والتقت "الصباح" بالكاتب العام لجمعية الوفاء والكرامة بمدنين الذي افاد انه تمّ استدعاء الجمعية من طرف الجانب الليبي وان الجمعية لا تعرف إلى حدّ إعداد هذه المراسلة من هي الجهة التي استضافت هذا الوفد الليبي بالرغم من ان الجمعية قيل لها ان المجتمع المدني التونسي هو الذي استضاف هذا اللقاء ملاحظا ان اهم الجمعيات الفاعلة بالجهة حسب قوله لم تكن حاضرة اضافة الى الغياب الكلي للمنظمات على غرار اتحاد الصناعة والتجارة واتحاد الشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان. ولاحظ محدثنا تواجد عدد قليل من اهالي بن قردان وممثلي المجتمع المدني في هذا اللقاء والذين يعتبرهم الحلقة الرئيسية لفض هذا الاحتقان الموجود على الحدود التونسية الليبية. نشير في الاخير إلى ان العديد من التعاليق والتساؤلات حول هذا اللقاء قد اثيرت بشأن جدواه، وهل فعلا سيتمكن المجتمع المدني سواء التونسي او الليبي من ايجاد حلول جذرية وتعويض الحلول التي تم اقرارها في المدة الفارطة خلال زيارة رئيس الحكومة الى طرابلس مع نظيره الليبي؟ ميمون التونسي
لجنة مشتركة لمعالجة قضايا التهريب صدرت عن اللقاء التونسي الليبي المنعقد والذي اختتم بعد ظهر امس بمدنين مجموعة من التوصيات والمتمثلة في دعوة الحكومتين الى القيام بواجبها لرفع معاناة اهالي المناطق الحدودية في التنقل والسماح للمسافرين باصطحاب كافة السلع ما عدا المواد التي تحتاج الى موافقة الرقابة الغذائية والادوية وتكوين لجنة مشتركة للتدخل السريع لحل الشكاوى من الجانبين وبعث منتدى تونسي ليبي ومعالجة قضايا التهريب بتشكيل لجنة متابعة من الطرفين من المجتمع المدني الحاضر في هذا الملتقى واحترام كرامة المواطنين من الجانبين وتكوين لجنة ثنائية برأس جدير من معتمدية بن قردان للمعالجة الفورية لكل القضايا الطارئة ودعم الاستثمار الليبي في المناطق الحدودية ودعم معبر وازن ذهيبة بولاية تطاوين والدعوة لاحترام سياسات الدولة التونسية والدولة الليبية وتعهداتها.