انطلقت صباح أمس الأربعاء 30 جانفي بتونس أشغال ورشة الاستشارة العربية حول مشروع وضع مقاييس التعلّم التي تتواصل إلى غاية مساء اليوم 31 جانفي بحضور عدد هام من الخبراء وممثلي وزارات التربية والتعليم في الدول العربية. وقد أشرف على حفل افتتاح هذه الورشة العلمية العربية التي تنظمها الألكسو بالتعاون مع معهد اليونسكو للاحصاء ومؤسسة تعميم التعليم العالمي بروكينغز الأمريكيّة، الدكتور نجيب عيّاد رئيس المرصد العربي للتربية نيابة عن المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والدكتورة مايا برينس ممثلة مشروع وضع مقاييس التعلّم بمعهد الإحصاء باليونسكو بباريس والدكتورة منية الرايس مديرة البرنامج العربي لتحسين جودة التعليم بالألكسو. وفي الكلمات الافتتاحية للورشة تمّ عرض الاطار العام للاستشارة العربية حول مشروع وضع مقاييس التعلّم فأكدت الدكتورة مايا برينس أن هذه الاستشارة تندرج في خطة فريق عمل عالمي ينكبّ منذ مدّة على وضع مقاييس التعلّم وقد تمّ تكليفها لحضور الورشة العربية للتعرّف على ملاحظات وتوصيات الخبراء العرب في التربية والتعليم لاثراء عمل الفريق وتحسين مردوديّته. وأشار الدكتور تيسير النعيمي المدير العام لأكاديميّة الملكة رانيا لتدريب المعلمين في الأردن أن عمل الورشة سيساهم في احداث نقلة نوعية في التربية من مرحلة نشر التعليم على أوسع نطاق في البلاد العربية إلى مرحلة طموحه تتمثل في تحقيق الجودة في التعليم. وأشار الدكتور تيسير النّعيمي أن فريق العمل العالمي لتحديد مقاييس التعلم كلف الألكسو بمتابعة المسألة في البلاد العربية فكانت هذه الورشة ضمن ورشات عمل أخرى لإستشارة أهل الذكر من خبراء ومسؤولين للمساعدة على احداث تحوّل كبير من التعليم للجميع إلى تعليم نوعي جيّد إنطلاقا من البحث في ماهيّة التعلّم وكيفيّة قياس التعلم. ووضع الورشة في إطارها الزمني إجابة عن سؤال لماذا الآن ملاحظا أن المرحلة الأولى التي وضعتها المنظمة الأممية والمتمثلة في تحقيق التعلم لجميع الأطفال في العالم تنتهي سنة 2015 لتنطلق فيما بعد مرحلة تحسن الجودة في التعليم والاهتمام أكثر بالمخرجات في التعليم وفق أهداف محدّدة تعتني أكثر بالكفايات وتحسين القدرات والرفع من مستوى المهارات اعتمادا على نداء الأمين العام للمنتظم الأممي حول التعلّم وكان من الضروري بناء عملية تشاركية لمجموعات عمل في المنطقة العربية لتأسيس استراتيجية جديدة للتعلم تكون متناغمة مع الإطار العالمي في هذا المجال ضمن مسار عام إلى غاية 2020 على الأقل. يتركّز عمل الورشة على ثلاث مراحل، مرحلة ما قبل الابتدائي ومرحلة الابتدائي ومرحلة ما بعد الابتدائي لقياس مستوى التعلم وفق معايير عالمية تشمل سبعة جوانب هي الصحة البدنية والمستوى الاجتماعي والانفعالي والثقافة والفنون والقرائية والتواصل ومقاربات التعلم والمعرفة والحساب والرياضيات والعلوم والتكنولوجيا. وأكّد الدكتور نجيب عيّاد رئيس المرصد العربي للتربية أنه بمثل هذه الورشة ستتاح لقطاع التعليم فرصة فريدة للارتقاء بأهداف التعلم العالمية والحرص على أن يصبح التعلم عنصرا رئيسيا في برنامج التنمية العالمي ولأجل ذلك يجب أن يعمل مجتمع التعليم العالمي بشكل جماعي لتحديد مشروع عالمي لتحسين التعلّم واتّخاذ الإجراءات العملية لتحقيق التقدّم وقياسه.