أعلن وزير الصحة عبد اللطيف المكي في لقاء صحفي أمس أنه سيتم توخي الأساليب القانونية تجاه د. لطفي المرايحي لرفضه مد الوزارة بالوثائق المؤيدة لتصريحاته السابقة حول ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الإلتهاب الفيروسي الكبدي من صنف-ج- بمنطقة تالة. وقال إن تصريحات المرايحي من شأنها ادخال البلبلة في صفوف متساكنيها والحال أن كل الدراسات والمعطيات المتوفرة تظهر أن الوضع الوبائي لهذا المرض متطابق مع المعدل الوطني ولا تشكل تالة وضعية خصوصية في المجال حسب المتحدث- الذي أوضح أن الخطوة التي ستقدم عليها الوزارة تأتي دفاعا عن الرأي العام خاصة أهالي تالة وليس دفاعا عن الوزارة. ولاحظ الوزير أن التصريحات التي قدمها المرايحي وردت بصفته الحزبية وليس كطبيب ما يثير التساؤل. وكان فريق من الخبراء والإطارات الطبية تداول على الكلمة خلال اللقاء الإعلامي لتسليط كامل التوضيحات والتفاصيل حول ما وصفوه بحقيقة الوضع الوبائي بمرض الإلتهاب الكبدي من صنف ج بتالة وعلى النطاق الوطني وعرض استراتيجية وبرامج التكفل الوقائي والعلاجي له. يذكر أن عدد الحالات التي تم تشخيصها من صنف- ج- بتالة تبلغ حسب الإفادات الرسمية 97 حالة وهي أقل بكثير من النسبة المعلنة في الدراسة التي استند لها د. المرايحي والتي أجمع المتدخلون بأنها تخضع لعينة لا تمثل مطلقا كل المواطنين بالجهة ولا يمكن بالتالي تعميمها. كما أن التوزيع العمري للإصابات بتالة يظهر أن 87 بالمائة من الحالات تزيد أعمار أصحابها عن الأربعين سنة، وتم التأكيد على أن مختلف المعطيات التي تم تجميعها تثبت أن الوضع الوبائي مماثل للنسبة الوطنية وبأن الصنف -ج -لا يتواجد فقط في تالة بل بالشمال الشرقي ككل،فيما ينتشر الصنف ب-بالجنوب الشرقي. وخلافا للالتهاب الكبدي من صنف ب الذي تتوفر مقاومته على التلقيح الذي شرع في اعتماده منذ أواسط التسعينات فإن الصنف ج- الذي يفتقد للعلاج الوقائي عبر التلقيح تتكفل الدولة بعلاج المصابين به بصفة مجانية بنسبة 75بالمائة من المرضى ويجري حاليا الإعداد لتسويق دواء ثلاثي جديد.علما أن كلفة العلاج باهظة جدا لهذا المرض.والجهود منصبة مستقبلا على تباحث سبل التكفل المجاني لعموم المرضى. وللتعمق في تقييم الوضع الوبائي العام بالأمراض الفيروسية من هذا الصنف سيتم إجراء دراسة وطنية دقيقة تكون مرجعية في دعم المراقبة الوبائية. وشدد المتدخلون على أن العدوى لا تتم عبر العلاقات الجنسية كما تضمنته بعض التقارير الصحفية وإنما عبر بعض العادات الشعبية التي تعتمد "التشليط" أو عبر استعمال الادوات الطبية غير المعقمة.وبالتالي لا تتم العدوى إلا عن طريق الدم.