استبعد زبير الشهودي مدير مكتب الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة صحة مضمون الحوار الذي أجرته مارتين قولزان صحفية بمجلة «ماريان» الفرنسية مع الأستاذ عبد الفتاح مورو الصادر صبيحة أمس بالموقع الإلكتروني للمجلة. وقال في تصريح هاتفي ل"الصباح" "أشك أن يكون الأستاذ مورو قد صرح بمثل هذا الكلام"، مؤكدا تعذر الاتصال به هاتفيا بالرغم من المحاولات العديدة بهدف التحقق من صحة إدلاءاته من عدمها"، وبالتالي لا يمكن -على حد قوله- الإدلاء بأي "تعليق أو ردّ ما دمنا لم نتأكد من الأمر من الأستاذ عبد الفتاح مورو شخصيا". ويذكر أن الحوار الصحفي قد تضمن خمسة أسئلة من أهمها كيف يمكن لنائب رئيس حركة أن يساند مبادرة (أي مبادرة الجبالي) تعارضها حركته ويطالب رئيسها بمغادرتها؟ وكيف يمكن لرجل يحب الفن والحياة أن يتعايش مع حركة تستمد "أفكارها من الوهابية السعودية" من خلال قائدها، كما كان من ضمن الأسئلة رؤية الأستاذ عبد الفتاح مورو لمستقبل البلاد التي تعيش وضعا متأزما؟ أهم ما أثار جدلا منذ نشر الحوار الذي انتشر في لمح البصر على صفحات المواقع الاجتماعية والإلكترونية الإخبارية هو مطالبة الأستاذ عبد الفتاح مورو الشيخ راشد الغنوشي بمغادرة الحزب حتى يتسنى لأشخاص آخرين إرساء السلم الاجتماعية بالبلاد بعد أن أصبح مهددا حيث أن تونس تحتاج إلى عشر سنوات من السلم لبناء تونس جديدة على شاكلة "سنغفورة" ولا شيء يمنع "ما دمنا قد حصلنا على الحرية ولم نقم بثورة حتى نضعها بأيدي السلفيين أو اليسار المتطرف". كما استنكر مورو في الحوار الصحفي ما تقوم به الحركات الإسلامية من تشويه للإسلام، وقال: "الإسلام دون تنمية ودون حضارة لا يُعدّ إسلاما." وفي ردّه على سؤال "بلدك يعيش أزمة مأساوية كيف ترى المستقبل؟" قال مورو "سيغادرون الحكم خلال أشهر" أي النهضة التي "ستبقى في المعارضة لمدة عشرين سنة فأنا مؤسسها ونائب الرئيس". مضيفا: "الشعب التونسي لم يعد يريد النهضة فلا بد للوقت أن يمر وننسى أخطاءها، ولابد من جيل جديد يوفق بين الإسلام والحداثة لأن المشكلة في تونس لا تكمن بين الإسلاميين والعلمانيين"، مضيفا "المفتاح هو الحداثة، فهل نحن قادرون على الجمع بين الإسلام والديمقراطية؟". وكشف مورو انه هو من اقترح على رئيس الحكومة حمادي الجبالي تكوين حكومة كفاءات وطنية تكنوقراط. وقال: "أنا من اقترح على حمادي الجبالي تشكيل حكومة كفاءات وطنية". انتقد مورو مطالبة القيادي في حركة النهضة الحبيب اللوز في مظاهرة السبت الماضي امام السفارة الفرنسية "بخروج العلمانيين من تونس" موضحا بانهم جزء من تونس أيضا قائلا: "من يكون في الحكم يجب أن يكون مثل رب العائلة". وأشار في ذات الحوار إلى أن الثورة في تونس لم تقم حتى يعطيها الشعب التونسي الى السلفيين أو إلى اليساريين المتطرفين واعتبر بان تونس تحتاج الى عشرة أعوام أخرى "لنتمكن من صناعة سنغافورا جديدة من تونس". وقال إنه " قد تعرض عدة مرات للعنف من قبل السلفيين الا ان الحركة لم تتخذ موقفا صريحا تجاه هذه الحركات وعبر عن تنديده بالعنف الذي تمارسه بعض الحركات الإسلامية، واعتبر ان كلا من رئيس الحركة راشد الغنوشي "و أتباعه "يؤمنون "بثقافة أحادية " للإسلام مشددا على ان الشعب التونسي متعدد الحضارات و الثقافات وان تونس وليدة خمس وعشرين حضارة مرت بها بحسب تعبيره . واكد مورو ان المشكلة الان في تونس ليس مشكلة " الخلاف بين الإسلاميين والعلمانيين لأن التونسي قادر على الجمع بين الإسلام والديمقراطية" بحسب قوله . للتأكد من هذه التصريحات حاولت "الصباح" الإتصال مرارا بالأستاذ عبد الفتاح مورو ولكن دون جدوى. إيمان عبد اللطيف
في «شمس آف آم» عبد الفتاح مورو يتهم "موقع ماريان" الفرنسي بإخراج كلامه من سياقه اتهم نائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو مساء أمس الجمعة 15 فيفري 2013 الموقع الالكتروني الفرنسي ماريان "بإخراج كلامه من سياقه"، على خلفية الحوار الذي أجرته معه صحفية من الموقع كما طلب مورو تصحيح ما صدر منه من كلام في هذا الحوار خلال مداخلته الهاتفية في "إذاعة شمس آف آم". وقال عبد الفتاح مورو انه تمّ "إنقاص وزيادة كلام على خلاف ما قال" وتابع مورو قوله: "أريد التصحيح.. وانا مسؤول عن افعالي واريد إعادة الكلام لنصابه وفي الإطار الذي ورد فيه". واوضح مورو أنه قال "لا يمكن لحركة النهضة ان تبقى معارضة لاي توجه وفاقي ويجب ان تبادر باتخاذ مواقف وفاقية تجنب البلاد الوقوع في ازمة مواطنة.. وراشد الغنوشي والقادة المسؤولين عن التباطؤ الحاصل اليوم والواقع الوطني لا يمكنه الانتظار وأطالب القيادة إما ان تتخذ موقفا أو تتخلى وتترك المجال لمن يتخذ موقفا لصالح الوحدة الوطنية"، عوضا عن "يجب على راشد الغنوشي مغادرة النهضة والنهضة مكانها في المعارضة وستبقى فيها طيلة 20 سنة"، حسبما ورد في الموقع الفرنسي ماريان. وختم مورو قوله ب:"كلامي اقتطع من سياقه ليفهم على خلاف المقصود واضع كلامي في السياق الذي قلته".