تونس-الصباح : مع تفاقم حوادث المرور في بلادنا وضحاياها سنويا إلى جانب الخسائر المادية التي تتحملها المجموعة الوطنية، أصبح الربط يتم بصفة آلية في أذهان الكثيرين بين مستوى امتحان رخصة السياقة وارتفاع حوادث المرور مع كل ما يطرحه هذا الربط من إشارات ضمنية وعلنية للتجاوزات المسجلة في طرق الحصول على رخصة السياقة عن طريق الوفقة والرشوة والتدخلات... هذا إلى جانب القصور المسجل في نظام الامتحان في حد ذاته الذي لا يكفل تقييم حقيقي لمؤهلات المترشح وقدرته على التحكم في السيارة في وضعيات وحالات مختلفة. الانكباب على هذا الموضوع لإدخال إصلاحات على نظام الحصول على رخص السياقة من قبل وزارة النقل وصلب الوكالة الوطنية للنقل البري الذي انطلق منذ فترة، بدأت ثماره في الظهور من خلال بعض الإجراءات الصادرة في الآونة الأخيرة.وقد علمنا في هذا السياق أن الوكالة الوطنية للنقل البري شرعت في تنفيذ مرحلة تجريبية تخص تداول الممتحنين (بكسر الحاء) بين مراكز امتحان الحصول على رخص السياقة ويهدف هذا الإجراء إلى ضمان المزيد من الشفافية والقضاء على ما يمكن أن ينشأ من علاقات حميمية بين الممتحنين والمترشحين لرخص السياقة قد تؤثر على موضوعية التقييم. وفي انتظار تعميم تجربة تداول الممتحنين على كامل مناطق الجمهورية،نشير إلى أن المرحلة التجريبية التي تم الشروع في تنفيذها تشمل التداول بين ولايات بن عروس وأريانة وتونس ومنوبة وولايات بنزرت وزغوان ونابل. تغيير في مناطق الجولان توازيا مع تداول الممتحنين علمنا كذلك أن الوكالة الوطنية للنقل البري ومن خلال مراسلات موجهة إلى إداراتها الجهوية ،شرعت في تطبيق مناطق جولان جديدة معتمدة للإختبار التطبيقي لإمتحان رخص السياقة وتشير الوكالة في هذا السياق إلى أن هذا الإجراء يهدف إلى الرفع من مستوى رخص السياقة وتطبيق نظام الجودة، من خلال إعداد مشروع مناطق جولان ونقاط عبور وقع ضبطها مسبقا لتقييم مؤهلات المترشح. ويشمل مشروع مناطق الجولان ونقاط العبور مرحلتان :مرحلة أولى تكون فيها حركة المرور سهلة حتى يتسنى للمترشح كسب الثقة في النفس من خلال الشروع في الإختبار بطريقة سهلة وبسيطة وتدوم هذه المرحلة من 8 دقائق إلى 10 دقائق.في حين تتدرج المرحلة الثانية نحو حركة مرور كثيفة في نسق تصاعدي من خلال إختبار المترشح في طرقات داخل مواطن العمران ومفترقات مجهزة بعلامات أو إرشادات ضوئية ومفترقات ذات اتجاه دوراني وتقاطع الطريق مع السكة الحديدية إلى جانب امتحان المترشح في المرتفعات والمنحدرات والمنعطفات والمنعرجات على اليمين واليسار وتدوم هذه المرحلة من 8 دقائق إلى 12 دقيقة. والهدف من المرحلتين هو تقييم مؤهلات المترشح وقدرته على التحكم في السيارة داخل وخارج مواطن العمران وفي سرعة منخفضة (أقل من 50 كلم/س) وفي سرعة 80كلم/س. مقترحات أخرى قيد الدرس نشير كذلك إلى وجود مقترحات أخرى قيد الدرس والمتابعة من قبل مصالح الوكالة الوطنية للنقل البري في اتجاه إلغاء الإحتكاك المباشر بين مدرب السياقة والمهندس والمترشح من خلال التفكير في استبدال مطالب الترشح الحالية بمطلب يوجه عبر البريد الإلكتروني والرد أيضا على هذه المطالب من قبل وكالة النقل البري عبر الأنترنات. تتجه النية كذلك إلى تخصيص سيارات تابعة للدولة لإجراء امتحان رخص السياقة لضمان حقوق متساوية لجميع المترشحين وضمان أكثر شفافية في اجراء الامتحان... ماذا عن تنظيم المهنة؟ ودائما في سياق الحديث عن رخص السياقة نشير من جهة أخرى إلى موضوع تنطيم مهنة تعليم السياقة الذي له انعكاس دون شك على نظام رخص السياقة بصفة عامة.ووفقا لما أشار إليه عدد من أصحاب مدارس السياقة فإن المهنيين ينتظرون بفارغ الصبر صدور الإجراءات الخاصة بتنظيم المهنة التي تأخرت كثيرا من وجهة نظرهم خاصة وأن مشروع تنظيم المهنة يعود إلى سنة 2004. ويأمل المهنيون ان يساهم التسريع في صدور الإجراءات الخاصة بتنظيم المهنة في الحد من الدخلاء ومن ظاهرة كراء الرخص وانتشار ظاهرة اللجوء إلى دول أجنبية (تحديدا الأردن) للحصول على شهائد مدربي سياقة ومعادلتها في تونس الأمر الذي يؤثر من وجهة نظر أصحاب مدارس السياقة على كفاءة مدربي السياقة...