اجتمعت هذه الأيام مجموعة من الروائيين والشعراء والفنانين من جنسيات مختلفة عربية وأوروبية وآسيوية وأمريكية على فكرة تأسيس "حركة شعراء وفنانون من أجل عالم مختلف" لتكون ملاذاً للشعراء ومتعاطي الفنون بصفة عامة بعد ان أصبح تعاطي الفن تهمة قد توصل صاحبها إلى غياهب السجون وإهدار الدم وحبل المشنقة والتعنيف في البلدان العربية (الشاعر القطري محمد بن الذيب العجمي والمفكر المصري يوسف زيدان وعدد من المبدعين التونسيين وغيرهم) وإلى الهرسلة والمحاسبة في بعض البلدان الغربية. وهنا وفي إطار الهرسلة ومحاسبة الفنانين استحضر الانتقادات التي توجه هذه الايام لاوركسترا فيينا الفيلارمونية لأنه سبق أن أدارها(1954 و1968) عنصر انتمى إلى قوات النخبة التابعة لأدولف هتلر. غاية مؤسسي هذه الحركة المفتوحة أمام كل المبدعين من كل أصقاع العالم تبدو نبيلة وحالمة رغم القامات المديدة والقدم الراسخة لكل من الشاعرة الدنماركية آنا ليزا نايربربك والفنانة والروائية الإيرلندية إيفا روز والفنانة الألمانية إلك لانغ والفنان والشاعر اللبناني عمران بشنا والشاعر الأميركي جوزيف مايو رستن والشاعرة الماليزية مالايا روزس والشاعرة البنغالية مونيا خان والشاعر الأميركي نيت فلاينغ أويل والشاعر والكاتب السوري الكردي ناوزاد جعدان والشاعر السعودي سليم عبيري والشاعرة العراقية سميرة سلمان والشاعر والفنان الإيرلندي ستيف ولكر والفنانة اليابانية تريزا زوارت لدمان. نبيلة، لان هؤلاء المبدعين يؤمنون بقدرة الكلمة والفن على تغيير الواقع والمصير ويطمحون لان يوصلوا عن طريق حركتهم هذه صوت المواطن الذي يغيب ويخفت وسط الضباب الذي يعيشه الإنسان حيث وجد وسيعملون -حسب ما ورد في البيان التأسيسي لحركتهم - على إيجاد منتدى للكلمة النافذة وللأصوات الاستثنائية التي تؤسس لحاضر جميل ومستقبل مزدهر. وحالمة، لأنهم يرون ان موقعهم على الشبكة العنكبوتية سيكون مكانا يشرق فيه النور الإنساني بجلاء داخل كل الهرطقات الكبرى بالعالم وتثقف فيه وتحرر الأرواح لتسلك طرقا جديدة للأمل في أطار الحياد والاستقلالية. طبعا منتدى كهذا بأهداف بهذا النبل وبأسماء بهذه الشهرة العالمية لا يمكن إلا أن يشجعه المثقف المبدع ويعمل على الانتماء له ولكن من يضمن بقاء هذا المنتدى محايدا مستقلا ومن يحدد الحياد عن ماذا والاستقلالية عن أي تيار وهل يمكن ان يفلت من السياسيين ومن تجاذبات اليمين واليسار ومحاولات الاستقطاب خاصة وانه من الغباء أن نقول اليوم أن الفن والأدب وبقية الفنون بما فيها الغناء يمكن فصلها وتجريدها من السياسة التي طالت حتى جائزة نوبل والكنغور والبوكر العالمية وغيرها من الجوائز التي لم يعد يخفى عن احد اعتماد مسنديها على الولاءات والمواقف السياسية للمبدعين في شتى مجالات الحياة. اما عن نشر الحركة لأعمال أدبية وفنية وموسيقية بصورة مستمرة في مكان يتعاون فيه كل من الموسيقي والفنان التشكيلي والشاعر ليؤلفوا عملاً مشتركاً وعن تنظيم مسابقات وملتقيات فنية وأدبية سنوية وإعداد دراسات سنوية وترجمات شهرية إلى معظم اللغات الحية لما ينتجه المنتمون لها في فضائها المفتوح دون تلقى تمويل او هبات من احد فإننا لا نعرف كيف يمكن ان يتحقق ما سبق بدون تمويل من احد لأنه حتى وان كان النشر على الشبكة العنكبوتية وحدها وحتى وان تطوع كل الأعضاء فلا بد من ممول. علياء بن نحيلة