تشارك السينما التونسية خلال منتصف مارس الحالي في عدد من المهرجانات العربية وهي الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الثانية وتطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط وأيام بيروت السينمائية حيث يمثل بلادنا في هذه اللقاءات العربية الدولية عدد من السينمائيين والأفلام. ولئن كان مهرجان الأقصر بمصر والذي سيفتتح ليلة الغد الاثنين 18 مارس الجاري ويختتم في الرابع والعشرين من الشهر نفسه، سيكرم الناقد السينمائي ومؤسس أيام قرطاج السينمائية الطاهر الشريعة فإن التظاهرة المغربية بتطوان اختارت المخرج رضا الباهي ليكون أحد مكرميها الخمسة إلى جانب كل من المخرج الاسباني فرناندو طرويبا سبق له أن تحصل على الأوسكار- والنجم المصري أحمد حلمي والمخرج المغربي سعيد الشرايبي والممثلة المغربية ثريا العلوي. من جهة أخرى يمثل فيلم النوري بوزيد الأخير"مانموتش" تونس في مسابقة الأفلام الطويلة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ويعكس هذا العمل رؤية بوزيد للثورة التونسية وتداعياتها وهو من بطولة سهير بن عمارة ولطفي العبدلي وبراهم العلوي كما سبق له أن توج بجائزة أفضل مخرج في الدورة الماضية من مهرجان أبوظبي السينمائي فيما يشارك شريط "نحن هنا" لعبد الله يحي المتوج في مهرجان خريبكة الدولي للفيلم الوثائقي بالمغرب في مسابقة الأفلام الوثائقية. وتنظم المخرجة مفيدة التلاتلي للجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة لمهرجان الأقصر إلى جانب كل من تسيتستى دانجاريمباجا من زيمبابوي والمصرية ليلى علوي والسينمائي المالي شيخ عمر سيسوكو والمخرج يسري نصر الله. ومن النجوم التي تشارك في افتتاح مهرجان الأقصر نذكر الممثلة درة زروق التي سيقع استضافتها كذلك ضمن قائمة ضيوف الدورة التاسعة عشر لمهرجان تطوان لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط خاصة وأن أحدث أفلامها ستكون ضمن برمجة العروض الخاصة وهو فيلم حفلة منتصف الليل من إخراج محمود كامل. وفي إطار العروض الخاصة كذلك في مهرجان تطوان المزمع تنظيمه من 23 مارس إلى 30 من الشهر نفسه تمت برمجة شريط معز كمون "اخر ديسمبر" وهو من بطولة ظافر العابدين كما يترأس السينمائي إبراهيم لطيف لجنة تحكيم الأفلام القصيرة. أمّا مهرجان "أيام بيروت السينمائي" من 15 إلى 24 مارس الحالي في دورته السابعة فيكتفي بعملين من السينما التونسية القصيرة وهما "صباط العيد" لأنيس الأسود و"بابا نويل" لوليد مطار وتعد هذه المشاركة متواضعة مقارنة مع الحضور العربي في التظاهرة اللبنانية خصوصا منها الأعمال السينمائية المصرية والمغربية والجزائرية. ويروي فيلم "بابا نويل" لوليد مطار حكاية مهاجر تونسي غير شرعي يقيم في فرنسا وتم توقيفه أثناء عمله حيث يقدم شخصية "الأب نويل" في إحدى المحلات التجارية فيما يطرح أنيس الأسود في "صباط العيد" مشكل الخصاصة والفقر ودورها في قتل أحلام الطفولة وذلك من خلال قصة الطفل نادر العاشق لرياضة العدو لكن والده لا يملك ثمن الحذاء الرياضي الذي أعجبه.