حينما تكون المنتوجات الحرفية ذات جودة عالية فلا وجود لمشكلة في التسويق الكرم الصباح: قال السيد محمد بوسعيد المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية خلال لقاء جمعه أمس بالصحفيين في صالون الابتكار في الصناعات التقليدية بقصر المعارض بالكرم: "إننا نخطئ حينما نقول إن أسعار منتوجات الصناعات التقليدية مرتفعة.. فالأسعار مرتبطة بالجودة وبالعمل اليدوي ولا يعقل أن نجبر الحرفي على بيع منتوجاته بأسعار معينة وهو الذي أمضى في إعدادها وقتا طويلا.. فالعمل اليدوي يتطلب الكثير من الجهد والوقت وهو ليس بالعمل الهين وفيه طابع فني ولهذا السبب فإن أسعار منتوجات الصناعات التقليدية يدوية الصنع مرتفعة في جميع بلدان العالم وليس في تونس فحسب لذلك لا بد من إنصاف الحرفي".
وأكد السيد بوسعيد على أن الصناعات التقليدية التونسية تتميز بجودة وجمالية تجعل الكثير من الدول تقبل عليها. وعن سؤال يتعلق بالصعوبات التي يواجهها الحرفيون في تسويق منتوجاتهم من الصناعات التقليدية أجاب المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية أنه يجب ألا يكون هناك إجماع على وجود صعوبات في التسويق.. فالمنتوجات التي تتمتع بجودة عالية لا يعاني أصحابها من التسويق. وذكر أن التسويق هو مسؤولية مشتركة بين وزارة التجارة والصناعات التقليدية والديوان الوطني للصناعات التقليدية والهياكل المهنية والحرفي والمستهلك ولاحظ أنه مازال هناك عمل كبير يجب القيام به في هذا المجال. وعن سؤال آخر يتعلق بالتصدير بين أن منتوجات الصناعات التقليدية لها ثلاثة مسالك أولها السوق المحلية والثاني السوق السياحية والثالث السوق التصديرية وفيما يتعلق بالتصدير فقد عمل الديوان على إعداد دراسات في الغرض ولاحظ أن أهم المنتوجات المطلوبة في الخارج هي الفسيفساء والفخار والخزف وخشب الزيتون والنحاس المطروق. وتحدث السيد بوسعيد عن المنتوجات المهددة بالاندثار وذكر أن عدد اختصاصات الصناعات التقليدية يبلغ 75 اختصاصا وهناك رغبة في المحافظة عليها جميعا وحمايتها من الاندثار.. وبين أنه بالتعاون مع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث يعمل الديوان حاليا على جرد المنتوجات المهددة بالانقراض وتشخيص واقعها ويتم في هذا الصدد جرد المواد الأولية والمنتوجات النهائية والكفاءات البشرية.. ومن بين الاختصاصات التي حظيت بهذا الجرد نجد حرف الألياف النباتية.. وإجابة عن استفسار يتعلق بالمجمعات الحرفية بين المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية أنه تم إحداث 35 مجمعا بهدف تأطير الحرفيين كما يعمل الديوان على إحداث القرى الحرفية قصد توفير فضاءات ملائمة للحرفيين للإنتاج والتسويق.. الاستلهام من التراث في جولة بمعرض الصناعات التقليدية بالكرم رفقة السيد محمد بوسعيد تعرف الإعلاميون على محتويات فضاء التراث والاستلهام الذي يبرز خصوصية منتوجات الصناعات التقليدية وهي فخار قلالة والألياف النباتية والحدادة الفنية.. ففيما يتعلق بفخار قلالة بين أن هناك 150 حرفيا في صناعة الفخار يستهلكون 700 طن من الطين ولهذا الغرض يعمل الديوان حاليا على انجاز دراسة بالتعاون مع ديوان المناجم لتطوير كيفية استخراج الطين بقلالة وينتظر الانتهاء منها في ظرف ثلاثة أشهر.. وأكد على وجود إقبال كبير من السوق الأوروبية على فخار قلالة نظرا لجودته. وبالنسبة للألياف النباتية فقد تمت تهيئة الفضاء بمساهمة ولايات جندوبة ونابل والقصرين وقابس ويستمتع زائر المعرض بمشاهدة قطع مهددة بالاندثار على غرار الحصيرة العنكروشة وطنجرة القصب والقرطلة والأنواع المختلفة من المروحات مثل المروحة الحاشية والمروحة التيال والمروحة الزليلة والمروحة المقروضة ومروحة الودعة بالشبابك ومروحة الكانون إلى جانب المكبات والكنستروات وغيرها.. كما تم الاعتناء بالحدادة الفنية وتم جمع عدد هام من القطع بهدف تطوير هذه الحرفة خاصة وأن تونس ستحتضن في شهر جوان القادم مؤتمرا حول استغلال الصناعات التقليدية في المشاريع المعمارية. وفي محطة أخرى من الزيارة الميدانية انتقلنا إلى فضاء البحث والتجديد ويحتوي على نتائج المسابقة الوطنية في الابتكار والتي شارك فيها 260 فردا. وتحصلت خنساء الجندوبي من باجة على الجائزة الأولى بمجموعة من الحقائب وطاقم مكتبي من الجلد والسمار وكانت الجائزة الثانية من نصيب مبروكة الحسني من سليانة ولها مجموعة من الشمعدانات المزخرفة وتقاسم الجائزة الثالثة كل من فيصل الحباشي من بن عروس وشركة أمل بالقصرين بمجموعة من الزرابي. وزار الصحفيون فضاء اللف والتعليب ويحتوي على 130 ابتكارا وحظيت بالجائزة الأولى سكينة الماجري والجائزة الثانية مريم القيزاني والجائزة الثالثة مريم الصيادي. كما يحتوى المعرض على فضاء للعرض ونجد فيه 632 عارضا وفضاء للخدمات وآخر للجمعيات..