عاشت معتمدية جبنيانة التابعة لولاية صفاقس على وقع حادثة مؤلمة بسبب فقدانها لأحد أبنائها الذي وافاه الأجل المحتوم بسلطنة عمان اثر تعرضه لحادث مرور مؤلم أسفر عن هلاكه وإصابة مرافقيه باصابات خطيرة وكانوا يستعدون للفرار من الأعصار الذي اجتاح السلطنة مؤخرا. الصباح تحولت لمعتمدية جبنيانة التي تبتعد عن مدينة صفاقس حوالي 30 كلم تقريبا للاتصال بعائلة الضحية الشاب محمد الظريف حسونة والتي وصلناها بشق الانفس بسبب الاشغال القائمة على مستوى كامل الطريق المؤدية للمعتمدية المذكورة.. التي كان الحزن العميق يخيم عليها لاسيما وأن الخبر انتشر بهاته المنطقة الصغيرة.. حتى أننا لم نجد صعوبة للوصول لمنزل الضحية الذي قادنا اليها سائق سيارة «اللواج» فاستقبلنا والده السيد مصطفى حسونة وأعمامه والبعض من أفراد عائلته برحابة صدر وبكرم «البدو» رغم الظرف الصعب الذي كانوا يعيشونه وابنهم جثة هامدة بعيدا عنهم دون أن يقدروا على جلب جثته.. وحدثنا السيد مصطفى بنبرات حزينة: لقد تحول ابني محمد وهو أستاذ في الفنون التشكيلية ومن مواليد سنة 1973 يوم 1 مارس في بعثة عن طريق الدولة منذ حوالي ثلاث سنوات تقريبا ليستقر بأحواز سلطنة عمان بمدينة صلالة لمدة سنتين تقريبا ثم انتقل الى جهة «شربسات» وكان غالبا ما يتصل بنا للاطمئنان على حالنا ونطمئن على حاله.. ويوم الواقعة أي يوم الثلاثاء 6 جوان في حدود الساعة الثانية بعد الزوال تقريبا اتصل ابني المرحوم محمد بصديقه بجبنيانة ليعمله بأنه سيتحول الى مدينة «مسقط» رفقة زميليه العمانيين للالتقاء بابن عمه عماد.. وكانت تلك آخر مكالمة هاتفية له اجراها باعتبارنا علمنا بأن المكروه أصاب الاستاذ في حدود الساعة الرابعة تقريبا اي بعد مضي ساعتين من الزمن عندما كان الثلاثي على متن سيارة في طريقهم الى «مسقط» ربما بعد أن بلغهم نبأ الاعصار الذي سيضرب سواحل سلطنة عمان وهي معلومة نسوقها باحتراز.. ذلك أنهم وبمجرد بلوغهم احدى المنعرجات الخطيرة انقلبت بهم السيارة ليلقى ابني حتفه بعد نصف ساعة تقريبا في حين تم نقل زميليه الى مستشفى «الإبرة» لاخضاعهم للفحوصات الطبية وهي نفس المستشفى التي تم الاحتفاظ داخلها بجثة ابني في انتظار التمكن من جلبها الى تونس. وواصل محدثنا كلامه بصوت منقطع لقد كان ابني محمد يستعد للزواج خلال هذه الصائفة وحددنا الموعد لتاريخ 30 جويلية.. فكل شيء جاهز.. المصوغ.. والخواتم «خوصتي العريسين» والجهاز وأغلب الاثاث.. الفرقة الموسيقية.. «الحلاقة» لقد قمنا تقريبا بكل الاجراءات المتعلقة بالزفاف الذي لم يعد يفصلنا عن موعده سوى الشهران أو أقل.. ثم أجهش بالبكاء وعن موعد حلول جثمانه من سلطنة عمان أعرب لنا السيد مصطفى عن قلقه وعائلته بسبب الوضع الذي تعيشه سلطنة عمان فتسبب في تعطيل الحركة بالمطار المغلق مما حال دون جلب جثته لدفنها يوم السبت بمسقط رأسه.. فحتى المصالح المعنية مغلقة.. اما السيدة عائشة هاني والدة الضحية فلم نتمكن من التحدث اليها نظرا للحالة السيئة التي كانت عليها بسبب فقدانها لابنها. والضحية هو شقيق لسبعة أخوة: كريم - أستاذ موسيقى مجاز.. وحسان يعمل بمصنع خياطة.. خليفة ممرض.. والمنجي منظف باحد المساجد ونجوى ولبنى ومديحة.. وفي انتظار استكمال الاجراءات لجلب جثته مازال أفراد عائلته ينتظرون وصولها على أحر من الجمر تحقيق : دنياز المصمودي