" تنشر هويات بعض الموتى المجهولين.. وهذه حقيقة الهيكل العظمي المدفون في قليبية" - إكرام الميت دفنه".. هذا ما جاء به الإسلام إلا أن عددا كبيرا من الموتى لا يكرم بالدفن لأيام وحتى لأشهر ولسنوات.. فقط لأنه ظل مجهول الهوية ولم يتعرف عليه أحد ولم يتقدم أحد من أهله أو من أقاربه أو من أصدقائه بعد وفاته لتسلم جثمانه، فقد علمت"الصباح" أن عددا كبيرا من الجثث المجهولة الهوية قابعة في ثلاجات المستشفى الجامعي شارل نيكول بالعاصمة تنتظر من يتسلمها، إضافة إلى عدد من الهياكل العظمية وحتى الجماجم البشرية. وحسب مصدر موثوق فإن 23 جثة آدمية مجهولة الهوية موجودة اليوم بثلاجات مستشفى شارل نيكول بينها 11 جثة لأشخاص بالغين و12 جثة لرضع يرجح أنهم تعرضوا جميعا للقتل حال ولادتهم على أيدي أمهاتهم وألقت جثثهم في أكوام القمامة أو على الطريق أو حتى في مجاري المياه. هويات أصحاب بعض الجثث جثث البالغين ولئن مازال أصحابها مجهولي الهوية ولم يتم التعرف عليهم فقد علمت"الصباح" بمصادرها الخاصة أن من بينهم مواطن يدعى عبد الرحمان بن شندر المثلوثي يقارب عمره 60 سنة، وقد كان يعمل على الأرجح حارسا لشركة ويقطن بمفرده بجهة فندق الغلة بالعاصمة، يبدو أنه توفي في شهر سبتمبر 2011، وتم التفطن للحادثة بعد إشعار الأجوار لأعوان الشرطة بفندق الغلة عن انتشار رائحة كريهة يوم 19 سبتمبر 2011، وقد تبين بعد الفحص الطبي أن الوفاة طبيعية. أما الجثة الثانية التي تمكنا من تحديد هوية صاحبها فهي تعود للمواطن مراد الفرشيشي عمره حوالي 49 سنة، عثر عليه بحالة إغماء بحديقة عمومية بالعاصمة حوالي منتصف النهار والنصف من يوم غرة أكتوبر 2012، فتم نقله إلى مؤسسة صحية (الإسعاف الطبي الاستعجالي) بمونفلوري إلا أنه توفي في حدود الساعة الخامسة من يوم 2 أكتوبر 2012، وسجل محضر بحث لدى شرطة البحيرة (نهج يوغسلافيا) لكن تبين أن الوفاة طبيعية. من بين الجثث المحتفظ بها بثلاجات مستشفى شارل نيكول أيضا جثة كهل يرجح أن اسمه عبد الله كان توفي بجهة المنارات وعمره يقارب 50 سنة، إضافة إلى إمرأة يناهز عمرها 60 سنة كانت تقطن على ما يبدو بجهة باب سويقة بالعاصمة، قبل أن تفارق الحياة بقسم الاستعجالي بمستشفى شارل نيكول. جثث 12 رضيعا مجهولة ثلاجات مستشفى شارل نيكول تحتفظ أيضا بجثث عدد من الرضع الذين توفوا جميعا على الأرجع في ظروف مسترابة وتعرض جلهم للقتل، وقد علمنا من مصدرنا أن 12 جثة لرضع تم العثور عليها ملقاة في أماكن مختلفة سواء بإقليم تونس الكبرى أو ببعض الولايات المجاورة، ويرجّح أن جل أصحابها تعرضوا للقتل مباشرة إثر الولادة قبل أن تلقى جثثهم في القمامة أو في غيرها من الاماكن البعيدة عن الأعين، ويرجح تورط أمهات هؤلاء الرضع في الجرائم المذكورة في إطار ما يعرف بالتستر عن الفضيحة إثر انغماسهن في علاقات غير شرعية، وقد فتحت محاضر بحث في كل هذه الجرائم إلا أن المصالح الأمنية لم تتوصل إلى كشفها وتحديد هويات القتلة إلى اليوم. 3 هياكل وجمجمتان في مستشفى شارل نيكول أيضا يحتفظ بثلاثة هياكل عظمية لأشخاص ماتوا في ظروف مسترابة بجهات المنيهلة من ولاية أريانة وطبربة من ولاية منوبةوقليبية من ولاية نابل، أحد هذه الهياكل والتي عثر عليها قبل أسابيع مدفونة بشاطئ المنصورة يرجح أن صاحبها شاب توفي غرقا ربما في عملية حرقان، إلى أن لفظ البحر جثته وردمت بالتراب دون أن يتفطن إليها أحد إلا بعد مدة طويلة عثر عليها وقد تحولت إلى عظام. كما يحتفظ بمستشفى شارل نيكول أيضا بجمجمتين عثر عليهما في المدة الأخيرة (خلال العام الجاري) بمجرى مياه بولاية باجة، ومن المنتظر أن تأذن النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس بعد استيفاء كل الإجراءات والتساخير وتواصل الغموض حول هويات أصحاب الجثث وعدم تقدم أي كان من أقاربهم لتسلمها بدفنها في مقابر العاصمة. صابر المكشر