بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمياه الذي أقرته منظمة الأممالمتحدة نظمت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد بالشراكة مع جمعية الموارد الطبيعية صباح أمس الأربعاء ندوة تضمنت أشغالها عدة مداخلات علمية لمختصين وباحثين حول إشكالية المياه بالجهة. وأكد المحاضرون أن المائدة المائية تتميز بملوحتها وعمقها ويفتقر كامل جنوب الولاية على غرار منزل بوزيان والمكناسي والمزونة وجنوب معتمدية الرقاب للماء في الوقت الذي ترتفع فيه استنكارات الاستغلال المكثف وغير المدروس بمناطق أخرى وتساءل البعض لماذا لم تتخذ الدولة احتياطاتها في ذلك بالتحجير ولماذا لم تقع تجربة العيون الجارية ؟ وهناك إمكانية تخزين مياه الشتاء واستغلالها حسب الضرورة خاصة أن مياه الأودية مثل واد الفكة وغيره تعبر المناطق دون الاستفادة منه والتكثيف من غراسة الأشجار المثمرة والزراعات العلفية والرعوية على ضفافها مما يسهل عملية التحكم في هذه المياه. وبخصوص الآبار العميقة فتجدر الصيانة والعناية بالمعدات المتداعية وتشجيع الخواص على إحداث آبار عميقة وذلك بالتمويل اللازم والدعم بالمنح وفي المناطق الجبلية يمكن تعميم البحيرات وتجهيزها. كما تمحورت بقية المداخلات حول تكثيف الأيام الإعلامية الخاصة بالفلاحين وتناول المواضيع الخصوصية لكل قطاع وربط الإرشاد بالبحوث ووسائل العمل وجعلها في متناولهم كما وكيفا إضافة إلى بعض المسائل ذات العلاقة بالسلوكات والممارسات الإيجابية الواجب إتباعها قصد الحفاظ على الثروة المائية والحد من ظاهرة التلوث والإفراط في الاستعمال. الحوكمة الرشيدة للماء.. من المؤكد أن تشهد تونس في غضون سنة 2050 تقلبات مناخية عديدة على غرار ارتفاع درجات الحرارة وتقلص معدل الأمطار السنوية ب 10 % في الشمال الغربي و30 % بأقصى الجنوب وستؤدي مختلف هذه التغيرات المناخية إلى انجراف بالمناطق المنخفضة وتراجع الإنتاج الفلاحي وتقلص الأراضي الزراعية فضلا عن تأثر الموارد الطبيعية الساحلية والتنوع البيولوجي البحري والهجرة وانتشار الأوبئة والأمراض والمشاكل الصحية. توصيات.. تضمنت التوصيات العامة والفرعية المنبثقة عن الندوة جملة من المقترحات صاغها الباحثون على خلفية التحاليل الاقتصادية التي قاموا بها بعد مقارنة الخطاب المعلن مع الواقع المعاش أهمها الحوكمة الرشيدة للماء في القطاع الفلاحي ومعالجة إشكالية المجامع المائية التي يطالب الفلاحون بحلها نظرا لارتباطها بمنظومة الفساد واعتماد وسائل بديلة في الري مثل تقنية الري بالموزع المردوم إذ ثبتت جدواه في قطاع الأشجار المثمرة ومن نتائجه استهلاك أقل بمرتين من الري قطرة قطرة وتحقيق إنتاجية أفضل بثلاث مرات بنفس كمية الماء، علما وأن المخزون المائي لولاية سيدي بوزيد يقدر ب 281.8 مليون متر مكعب منها 131 مليون م 3 مياه السيلان ولتعبئة هذه الموارد تم إحداث 672 بئرا عميقة و11142 بئر سطحية و34 بحيرة جبلية و713 منشأة تغذية وفرش حسب الإحصائيات الرسمية الصادرة في الغرض.