فتحي الهداوي، علي بنور، درصاف مملوك ،زكية بن عياد، فتحي المسلماني، حسام الساحلي، خالد هويسة، جلال الدين السعدي ،إكرام عزوز،روضة المنصوري، سفيان الداهش، محمد اليانقي، توفيق الغربي.. هذه النخبة من الأسماء التي لمعت نجوما في سماء الدراما والسينما التونسية والعربية (فتحي الهداوي ودرصاف مملوك..) تبدو ضمانا جيدا لمسلسل رمضاني يشد الجمهور إذ سبق لهؤلاء أن اشتغلوا مع المخرج الحبيب المسلماني في أكثر من مسلسل-بالنسبة لأغلبهم- وخبر قدراتهم على الإقناع والتلبس بالشخصيات التي يقدمونها وخبروا هم أيضا أقصى ما يمكن ان يطلبه منهم للنجاح في الأداء المقنع كما انه من بينهم من سبق له ان شارك في تأثيث فقرات سهرات رمضان على مدى سنوات عديدة ونجح في نيل الرهان وهذان العاملان يسدان باب التذرع بالفشل في الكاستينغ في صور فشل المسلسل لا قدر الله. جمال الدين خليف مؤلف وكاتب سيناريو مسلسل"الزوجة الخامسة" الذي تنوي التلفزة التونسية عرضه خلال سهرات رمضان 2013 ليس اسما جديدا في الدراما التونسية التلفزية والإذاعية حيث سبق له أن كتب للتلفزة التونسية ستة مسلسلات أهمها "المتحدّي"و "الناس حكاية "و"غالية " و"حياة وأماني" كما كتب سيناريو أغلب الأشرطة البوليسية في سلسلة "ابحث معنا" إضافة إلى أربعة أشرطة تلفزية أخرى أهمها "البحار" و"توقف النزيف" و"أقرب طريق للترقية". لا خيار إلا النجاح ولكل هذه الاعتبارات بإمكاننا ان ننتظر منه التميز هذه المرة وتجاوز أخطاء الماضي ولعلنا هنا لا نظلمه اذ نقول انه لم يعد مسموح له بالخطأ لأنه صاحب تجارب ولا خيار أمامه إلا المحافظة على النجاح الذي سبق أن حققه. يمكننا كذلك ان نتفاءل خيرا بحسن التصرف في أموال المجموعة الوطنية عندما نجد اسم المخرج التونسي الحبيب المسلماني الذي سبق له ان قدم الكثير من المسلسلات التلفزية انطلاقا من أولى تجاربه "بنت الخزاف" التي تبقى علامة مضيئة في الدراما التلفزية التونسية وصولا إلى مسلسلات مثل "عنبر الليل" و"ظفائر" و"حسابات و عقابات" و"بين الثنايا"و "عطر الغضب" و " أيام عادية "و"عودة المنيار "و" الليالي البيض " و" عاشق السراب".. كما قدم للسينما التونسية الشريط السينمائي الطويل الوحيد الموجه للأطفال في تاريخ السينما التونسية وحتى العربية عموما.. وهو"صبرا والوحش" سنة 1986. المسلسل الذي سيمتد على 15 حلقة سيتناول مواضيع ومواقف قيل إنها:"كانت خطا أحمر ولا يمكن الحديث عنها قبل الثورة ولازال بعضها كذلك" وهي الزواج العرفي بكل أشكاله بما في ذلك الزواج بالقاصرات والتحرش الجنسي في المؤسسة ومكان العمل والمعاملة السيئة للزوجة (ماديا ومعنويا وجنسيا) من منطلق أن الزوج هو صاحب الحق المطلق والتعامل مع المرأة على أساس أنها" أنثى"وأنها "متعة" لا على أساس أنها ند وشريك كامل الحقوق والمخدرات والسوق السوداء وتجارة الممنوعات وما ينجرعنها من جرائم خطيرة وعندما يقف وراءها أحد الرموز الذين لا تطالهم يد العدالة والتدخل في سير القضاء وفقدان بعض القيم والأخلاقيات في مجتمع يسوده الفساد على كل المستويات بالإضافة إلى المحسوبية والأكتاف واستغلال النفوذ." للمحاور المستهلكة زاوية النظر وطريقة المعالجة وهنا إذ نتساءل عن المقصود بالمجازفة بتناول مواضيع غير مسبوقة نرى انه بقطع النظر عن الزواج العرفي بكل أشكاله بما في ذلك الزواج بالقاصرات الذي لم يقع تناوله دراميا بل سبق ان تطرق له المخرج معز كمون مثلا في فيلمه "كلمة رجال" فان بقية المحاور والمواضيع تم تناول اغلبها في مسلسل"نجوم الليل" الذي بثته على مواسم قناة حنبعل ومسلسل"مكتوب" كما ان بعض المحاور تم تناولها في مسلسلات القناة الوطنية وبعضها أخرجه الحبيب المسلماني نفسه كالتحرش والمعاملة السيئة التي تلقاها المرأة في مجتمعنا والمخدرات والسوق السوداء وتجارة الممنوعات واندثار بعض القيم والمحسوبية والأكتاف واستغلال النفوذ. ولكن ولأنها مواضيع الساعة والظواهر البارزة والمتفشية في مجتمعنا اليوم يبقى التطرق لها هام جدا وأكيد والتميز والتجاوز سيكون طبعا في زاوية النظر وطريقة المعالجة والإضافة ونحن نعيش اليوم هامشا من حرية التعبير لم يكن متاحا لا للحبيب المسلماني ولا لغيره. الحبيب المسلماني الذي طالما صرح لبعض وسائل الإعلام بان قضايانا الحقيقية ليست المخدرات والدعارة والخيانة الزوجية بل ان الأهم منها هو ان يتعرف الشباب التونسي على تاريخ تونس ونضال رموزها سياسيا وثقافيا واجتماعيا مطالب اليوم بالإقناع و تفيسر سبب اختياره لهذه المواضيع دراميا حتى يستحق مسلسله قرار القناة الوطنية تأخير بث النشرة الرئيسية للأخبار إلى الساعة التاسعة ليلا لتوفير أحسن ظروف البث وحتى يتسنى له الدخول في المنافسة مع بقية القنوات. ولعل"الزوجة الخامسة" يكون المسلسل الذي طالما حلم به الحبيب المسلماني.