أوضح الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر أمس في تصريح ل"وات"، ان الاتصال الهاتفي الذى اجراه رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي مع ولي العهد القطرى تميم بن حمد ال ثاني يوم الخميس تناول بالخصوص الجهود التي تبذلها دولة قطر لدعم تونس في هذه المرحلة ودورها في تحقيق المصالحة الفلسطينية.. ويأتي تصريح منصر ردا على تقارير اعلامية تحدثت عن "تكتم" مصالح الإعلام برئاسة الجمهورية عن نشر فحوى المكالمة.. خصوصا أنها جاءت مباشرة بعد تصريح الرئيس المرزوقي المثير للجدل يوم الأربعاء الماضي بمناسبة تسلم صك أول دفعة من الأموال المنهوبة بالخارج، حين هدد بمقاضاة كل من يتعمد "التطاول" على دولة قطر.. وذهب بعض المحللين إلى القول بأن المكالمة الهاتفية ربما كانت على خلفية ردود الفعل الغاضبة في معظمها ازاء تصريح رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي خصوصا على المواقع الاجتماعية، بل إن البعض ومنهم قياديون سياسيون معروفون اعتبروا تهديد المرزوقي لكل من يحاول "التطاول" على قطر اهانة للتونسيين ولتاريخ تونس ومكانتها.. وساهمت تلك التصريحات في تأجيج التعاليق الساخرة والمتهكمة على دولة قطر ورموزها في تحد واضح لتهديدات المرزوقي.. حتى أن بعض النشطاء الفايسبوكيين أحدثوا صفحة "حملة التطاول على قطر" التي حصدت، في ظرف يومين أكثر من 28 ألف محب.. وبغض اللنظر عن ردة فعل بعض التونسيين على تصريحات المرزوقي، إلا أن صفحة التطاول على قطر، تضمنت اساءات واضحة ممعنة في التطاول على دولة قطر وعلى حكامها.. كما تضمنت الصفحة تعاليق ساخرة غير أخلاقية، يغذيها مناخ حرية التعبير الواسع والمفرط في البلاد الذي قد يراه المكسب الوحيد الذي حصل التونسي بعد الثورة، وقد يراه البعض الآخر سوء فهم لمعنى الحرية المطلقة وغير المسؤولة.. المرزوقي في موقف محرج واضح أن السلطات القطرية أزعجتها ما تداعيات تصريحات المرزوقي، وربما تفاجأت من ردود الفعل غير المتوقعة على المواقع الاجتماعية الالكترونية.. كما ان المرزوقي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، خصوصا أنه قد يكون حسب ما يراه بعض المراقبين والسياسيين والإعلاميين "ضحية" تصريحاته غير المدروسة والمتسرعة التي سرعان ما يتلقفها خصومه السياسيين من المعارضة للتنديد بها وانتقادها..واتهامه بمحاولة مهادنة حركة النهضة والتقرب منها..خاصة حين قال إن الشعب التونسي سيثور ضد المعارضة "المتطرفة" في صورة انقلابها على الحكم.. لكن عدنان منصر أشار في تصريحه إلى ان هذا الاتصال جاء على اثر تسلم تونس اول دفعة من الاموال المنهوبة واعترافا بقيمة المساعدة الفنية عبر الاممالمتحدة وخاصة من خلال ما قام به المحامي المكلف من الاممالمتحدة من دور في متابعة استرداد هذه الاموال ملاحظا ان هذا المحامي يشغل في نفس الوقت خطة المدعي العام القطرى. وبين الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية انه تم التطرق كذلك الى المشاريع الاجتماعية التي انجزتها مؤسسة قطر الخيرية وغيرها من المشاريع التي تنوى اطلاقها خلال الزيارة المرتقبة لوفد من هذه الموسسة لتونس في غضون الايام القادمة.. واشار الى ان اخر تطورات المصالحة الفلسطينية والجهود المبذولة لرأب الصدع بين الفرقاء الفلسطينيين والذى سبق ان اقترحت قطر بشانه عقد قمة في الايام القادمة بمصر بمشاركة تونس كانت كذلك ضمن فحوى اتصال رئيس الجمهورية بولي العهد القطرى. يذكر ان رئيس الجمهورية أكد خلال موكب تسلم تونس اول دفعة من الاموال المنهوبة على دور قطر في استرجاع هذه الاموال وتصريحاته بالمناسبة بان "من سيتطاول على قطر سيتحمل مسووليته اولا امام ضميره قبل ان يتحمل مسووليته امام القانون".. شكلت موضوع جدل واسع لدى الأوساط الاعلامية والسياسية.. رئيس الجمهورية التونسية ليس في أبهى أيامه.. خاصة مع تزامن تصريحاته الأخيرة وحملة "التطاول على قطر" مع مشروع لائحة سحب الثقة من المرزوقي والدعوة الى اعفائه من مهامه والتي امضى عليها 73 نائبا.. وهو ما ستكون له تداعيات سلبية على صورة رئيس الجمهورية.