أفادنا أنور أولاد علي رئيس هيئة الدفاع عن الموقوفين في أحداث بئر علي بن خليفة أن عددا من الموقوفين دخلوا منذ أكثر من أسبوع في إضراب جوع احتجاجا على ظروف سجنهم. وعن عدد المضربين عن الطعام، أجابنا أولاد علي: «صراحة ليس لديّ معلومة دقيقة حول عددهم نظرا إلى وجود من علقّ إضرابه، ولكن ما أؤكّده لكم هو أنّه لا يزال ،إلى اليوم، من بينهم من هو مضرب عن الطعام منذ أكثر من أسبوع، ومن المنتظر أن أزورهم اليوم أو غدا على أقصى تقدير للاطمئنان عليهم والسعي إلى إقناعهم بتعليق الإضراب، فيكفينا فقدان محمد بختي وبشير القلي». وأكّد محدّثنا أنّ ظروف سجن الموقوفين على خلفية أحداث بئر علي بن خليفة وأحداث السفارة الأمريكية تحسّنت كثيرا بعد وفاة الشابين المنتميين إلى التيار السلفي محمد بختي وبشير القلي، لكن بعد توقف زيارة الحقوقيين إليهم وعدم تطرّق الإعلام لظروف سجنهم، «عادت حليمة إلى عادتها القديمة»، على حدّ قوله. فقد ذكر المحامي أولاد علي أنّ الموقوفين طالبوا بسجنهم بمفردهم بعيدا عن مساجين الحق العام والشواذ والمدخنين، «فهذا من أبسط حقوقهم، لكنّ إدارة السجن رفضت ذلك». ترحيل موقوف ل«برج العامري» كعقاب.. وأشار محدّثنا في هذا الصدد إلى تعرّض أحد الموقوفين للعنف من قبل أعوان الأمن على خلفية رفضه البقاء مع مساجين الحقّ العام في نفس الزنزانة، «وهو ما أدى إلى الاعتداء عليه بالضرب وترحيله إلى سجن برج العامري كعقاب له»، على حدّ قول المحامي أولاد علي الذي أفادنا أنّ وزارة العدل ووزارة حقوق الإنسان تدخلتا لإرجاع الموقوف إلى سجن المرناقية مع بقية أصدقائه على خلفية طلب تقدّمت به هيئة الدفاع. وأكّد أنور أولاد علي ل«الصباح الأسبوعي» أنّ الوضعية النفسية للموقوفين متردّية، قائلا: «من بينهم من قام بجرح يده ووضعه النفسي متردّ للغاية لأنّه طالب بإيقافه في سجن قريب من عائلته، وهذا الشاب يختلف عن غيره من الموقوفين لأنّه حسّاس جدا، فقد وصل إلى مرحلة ارتداء لحاف ككفن له». وشدّد في هذا الإطار على تقصير إدارة السّجن في توفير الإحاطة النفسية للموقوفين. يذكر أنّ أحداث بئر علي بن خليفة جرت في غرّة فيفري 2012، وصرّح وزير الداخلية السابق علي لعريض خلال ندوة صحفية انعقدت في 13 فيفري 2012 بأنّ «الهدف من أحداث بئر علي بن خليفة كان إنشاء إمارة إسلامية في تونس». وأمام تذمرّ الموقوفين وعائلاتهم من عدم النطق بالحكم إلى حدّ اليوم، قررّت المحكمة العسكرية الدائمة بتونس يوم 3 أفريل الجاري تأجيل النظر في قضية أحداث بئر علي بن خليفة استجابة لطلب محاميّي الحق الشخصي لفائدة المتضرّرين في الحادثة وهما عون من الحرس الوطني وعون من الجيش الوطني