يزداد اقبال التونسيين على الفياغرا شهرا بعد آخر الى حد بلوغه أرقاما قياسية أرجعها البعض الى الضغوطات التي بات يعيشها التونسي على أكثر من صعيد مما أثر على قدراته الجنسية لكن الواقع يعكس معطيات وجزئيات أخرى. ويبدو ان الحبات السحرية «سحرت» الاف التونسيين من شيخ تجاوز الستين يرغب في استعادة حيويته و»ربيع» أيامه على الفراش الى شاب يافع جذبه هذا العقار بغية المتعة فوجد نفسه مدمنا غير قادرعلى فراقه. وفي ثنايا ذلك قال امام جامع الزيتونة أن تناول «الفياغرا» حلال (أنظر الإطار( واذا كان الحصول على حبة زرقاء في عهد المخلوع بمثابة أمنية غالية تتطلب الكثير من الجهود «تحت حس مس» باعتبار ان الترخيص بترويجها لم يمنح للشركة المنتجة الا سنة 2012 فان الاقبال عليها في الأشهر الماضية فاق كل التوقعات وسجّل أرقاما قياسية سواء بالنسبة للحبات التي تروّج بصفة قانونية في الصيدليات أو في السوق الموازية . أرقام قياسية وتشير الأرقام الى ان استهلاك الفياغرا في تونس يتراوح بين 10 و15 ألف علبة من الفياغرا الأصلية شهريا ومثلها من الأدوية الجنيسة «فياتاك» وبين ألفين وثلاثة الاف علبة من الشركة المنتجة الثالثة «زولتان» أي ما يعطينا حسابيا 33 ألف علبة شهريا منذ أوت 2012 تاريخ ترويج المنتوج التونسي .وبما ان العلبة هي ذات 4 أقراص فان مجمل ما يستهلكه التونسي 132 ألف حبة شهريا . ويبدو ان ما يروج في السوق السوداء يتجاوز هذا الرقم بكثير وقد يصل 250 ألف حبة شهريا ليس لفارق السعر فقط وانما لسهولة الحصول عليه حيث أصبح متوفرا في عديد الأماكن وحتى أمام بعض المساجد .وبعملية حسابية بسيطة يتضح ان السوق التونسية تستهلك سنويا عشرات ملايين الحبات بما يدفع الى التساؤل حول مضارها وتأثيراتها السلبية الممكنة. دون وصفات طبية رغم ان القوانين تفرض وصفة طبية لاقتناء الفياغرا من الصيدليات فان عديد الرجال الذين تحدثنا اليهم أكدوا لنا حصولهم على الحبات «السحرية «دون مطالبتهم بالاستظهار بأي وصفة وهو ما شجّعهم أكثر على اقتنائها بشكل منتظم. وان كان بعض الصيادلة يبحثون عن الربح المادي من خلال ترويج أكثر عدد ممكن من الحبات فان المسؤولية الاخلاقية والقانونية كانت تحتم عليهم التفكير في المضار التي يمكن أن تنجر عن مثل هذه التجاوزات . واللافت ان هذا العقار لم يكن مقصد الذين يعانون من الضعف الجنسي ومشاكل صحية فقط باعتبار ان بعض الاحصائيات أكدت ان ثلث حالات الطلاق سببها عدم الانسجام الجنسي وانما أقبل عليها الأصحاء الذين مازالوا في عنفوانهم و»الأشداء» بل منهم من أصبح مدمنا على تناولها ولا تحلو له المتعة دونها وهو لا يعلم تأثيراتها ومضاعفاتها الصحية التي قد تظهر ولو بعد حين . تحذير الأطباء وحذر الأطباء من مضار الفياجرا وما يشبهها من عقاقير أخرى لآثارها السلبية على الخصوبة لدى الرجال فهي لا تكتفي بتنشيط الحيوانات المنوية وإنما تعمل أيضا على تهييجها كما تشير الدراسات إلى تأثيرها السلبي على حاستي الإبصار والسمع على المدى القصير والمتوسط والبعيد الى جانب مضاعفاتها بالنسبة لمرضى القلب وضغط الدم وبعض الأمراض الأخرى الى حد قد يصل السكتة القلبية. وفي المقابل دعا الأطباء الرجال الى العناية بقوتهم الجنسية من خلال نوعية غذائهم بالإضافة الى الامتناع عن التدخين والابتعاد عن الإجهاد والقلق والهموم مع التركيز وصفاء الذهن وممارسة حياة صحية والاقتران بإنسانة مناسبة وكل هذه العوامل الطبيعية ستعطي الرجل انتصابا طبيعيا ليظل ليس في حاجة لمثل هذه الحبات . العلاج الذي حصل صدفة الفياغرا التي تم اكتشافها بأمريكا بمحض الصدفة البحتة عام 1994، عندما كان الدكتور إيان أوسترلوه وفريق عمله بشركة فايزر يقومون بإجراء أبحاث على مادة دوائية جديدة لعلاج الذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم . واكتشفوا من خلال متابعتهم للآثار الجانبية للدواء أن المرضى حدث لديهم انتصاب عقب تناول الدواء. وقاموا بعد هذا الاكتشاف بتحويل انتباههم من تطوير علاج الذبحة الصدرية إلى علاج ضعف القدرة الجنسية والانتصاب عند الرجال. محمد صالح الربعاوي
الشيخ حسين العبيدي نعم لكن بشروط... قال الشيخ حسين العبيدي إمام جامع الزيتونة ل«الصباح الأسبوعي» ان الفياغرا كنوع من المنشطات ومقوّ فعال حلال لكن بشرط ان يتناولها الزوج لمعاشرة زوجته لان كل ما يؤدي إلى تقوية الجسم فهو مصلحة أما ان يتسرب الى الزنا فانه يصبح حرام لأنه يمس بالعرض. واضاف «الضعف الجنسي وفشل الزوج في معاشرة زوجته بصفة طبيعية قد يفضي بالزوجة بعد فترة من الصبر الى الزنا ومن هنا يصبح من الواجب تعاطي هذا العقار لان دفع المضرّة أولى من جلب المصلحة والمصلحة هي رفع الكبت عن الزوجة لكن لا بدّ من تناوله بعد استشارة الطبيب». ونصح العبيدي كل شاب أعزب بالابتعاد عن تناول الفياغرا لأنه يقوي غريزته الجنسية بشكل تزداد معه شراهته وشراسته الى حدّ الاقدام على الاغتصاب أحيانا محذرا من الاثار السلبية للادمان على هذا العقار.
عميد الصيادلة ل "الصباح الأسبوعي" يمنع بيع "الفياغرا" دون وصفة طبية.. والصيدلي مطالب بتطبيق القانون في الوقت الذي شدّد فيه عميد الصيادلة عبد الله جلال على ان "لفياغرا" ضرورية للذين يعانون من الضعف والعجز الجنسي بسبب بعض الأمراض لمساهمتها في انقاذ عديد الأسر من الانحلال فانه حذر من تناولها دون وصفة طبية للتأثيرات السلبية والمضاعفات التي يمكن أن تؤدي الى مخاطر صحية . وأكّد ل"الصباح الأسبوعي" انه يمنع على الصيادلة بيع هذا العقار دون وصفات طبية لما يمكن أن ينجرّ عن التجاوزات من مخاطر تهدّد صحة بعض الأشخاص الذين قد يكونون يعانون من أمراض لا تتماشى مع "الفياغرا" وبذلك يكون الصيدلي عرضة للعقوبات في صورة عدم احترامه للقانون .واضاف «انصح كل شخص بالتوجه الى الطبيب للخضوع للفحوصات اللازمة قبل تناول هذا الدواء حتى لا يكون عرضة لمضاعفات خطيرة تهدّد حياته أحيانا لأن» الفياغرا» من الأدوية الخطيرة التي يتحتم عدم التساهل في تناولها " . وحذر عبد الله جلال من الإقبال على هذا العقار في السوق الموازية حيث كان ومازال متوفرا في بومنديل والمنصف باي وعديد الأماكن الشعبية باعتبار انه يفتقر للمواصفات المطلوبة مؤكّدا انه لا يجب أن يغري السعر البعض ليجد نفسه يعاني بعد فوات الأوان . وانتقد محدثنا بعض الصناعيين الذين تجاوزوا أخلاقيات المهنة من خلال الدعاية لمثل هذه الأدوية بالاسم في وسائل الإعلام بل انها ممارسات مرفوضة حتى وان كان هذا العقار يبعث الروح في الانسان حيث كان من الأجدى ان تكون المنافسة في أدوية أفضل على حد تعبيره.كما أشار الى ان الإعلام لم يتعاط مع هذا الموضوع بحرفية . وحول الإقبال الهائل على هذا العقار قال عبد الله جلال ان الأرقام الضخمة لا تعكس بالضرورة ان التونسيين يقبلون ب»شراهة» على «الفياغرا» في ظل وجود 500 ألف ليبي بشكل دائم في تونس والأعداد الكبيرة للسياح الذين يفضل بعضهم اقتناء هذا المنشط الجنسي من تونس لسعره المتواضع مقارنة ببلدانهم.