أنباء عن تحصن ما بين 20 و30 مسلحا بالمغاور.. وعمليات إنزال للتمشيط فرق مختصة لكشف الألغام.. ونخبة الجيش والحرس في الموعد ماذا قال العميدان مختار بن نصر وعز الدين بلكحلة عن أحداث الشعانبي؟ أنباء عن حجز متفجرات وتعزيزات كبرى بجبال الكاف استأنفت يوم أمس وحدات مختصة من الحرس والجيش الوطنيين عملية تمشيط مركزة لجبال الشعانبي وفق خطة متكاملة تتمثل في قصف المواقع المحتملة للإرهابيين والمغاور التي يعتقد أنها محاطة بالألغام اليدوية الصنع عن بعد ثم القيام بعمليات إنزال ومسح وتمشيط للأماكن المقصوفة تعقبها وفق ما ستفرزه التطورات الحاصلة على الميدان عملية مسلحة واسعة النطاق على المسلحين المختبئين للإيقاع بهم أو قتلهم إن اقتضت المواجهات المنتظرة والمتوقعة ذلك. "قصف" مواقع الإرهابيين إذ قال العميد مختار بن نصر الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع في اتصال هاتفي مساء أمس مع "الصباح" إن وحدات الجيش والحرس المتمركزة بجبال الشعانبي استأنفت يوم أمس عملية التمشيط قبل أن تقوم باستعمال الرمايات عن بعد والأسلحة الخفيفة ل"قصف" المناطق المشكوك فيها والمغاور قصد تفجير الألغام التي يعتقد أنها مزروعة بمحيط بعض الكهوف. وأكد العميد بن نصر أن مساحة جبل الشعانبي الذي يعتبر أعلى قمة في تونس تبلغ 100 كيلومتر مربع بينها نحو 70 كيلومترا مربعا غابات ذات تضاريس وعرة، وهو ما يتطلب توخي الحذر، مضيفا أن الوحدات الأمنية والعسكرية اعتمدت إطلاق الرمايات والقذائف من الأسلحة الخفيفة على الأماكن المشبوهة لمزيد تأمين الأفراد من الأمنيين والعسكريين والحفاظ على سلامتهم. فداء الوطن في سياق متصل أكد مصدر أمني مسؤول في اتصال مع"الصباح" إن عملية"قصف" مواقع الإرهابيين الغاية منها تفجير الألغام بدرجة أولى على أن تقوم لاحقا فرقة مختصة بكشف الألغام بمسح المكان وتمشيطه بواسطه تجهيزات متطورة جدا، مضيفا أن معنويات الأعوان مرتفعة وهم مصممون على الدفاع عن الوطن ومكافحة الإرهاب والإرهابيين مهما كلفهم الأمر. يذكر أن العمليات الجارية أمس شهدت تعزيزها بفرقة من نخبة النخبة في الجيش الوطني المتمركزة عادة في بنزرت والمعروفة ب"GSF" والتي تتمثل مهمتها الرئيسية في حماية الأراضي التونسية وصد أي محاولة هجومية من قبل أي قوة تريد زعزعة الأمن ومن العمليات المعروفة التي شاركت فيها هذه الفرقة عملية سليمان 2006 والتي تم فيها الهجوم على عناصر ارهابية مسلحة كانت تتمركز في جبال عين تبرنق وسليمان. ووفق مصادر مختلفة فإن الأعوان تمكنوا من إبطال مفعول أربعة ألغام يدوية الصنع، كما تم العثور على أكياس بها مواد متفجرة إلا أن مصدرا أمنيا مسؤولا نفى حجز أية مواد متفجرة، ومن المنتظر أن يقوموا بعملية إنزال في إطار مهمة المسح والتمشيط للمكان، وفي نفس الإطار علمنا أن تعليمات صدرت لوحدات الحرس الوطني بالانتشار بمختلف جبال الكاف وتاجروين وغلق الشريط الحدودي في إطار خطة أمنية وعسكرية لغلق كل المنافذ أمام الإرهابيين وقطع أي دعم لوجستي لهم. نهاية خيط الإرهاب وفي نفس السياق كان العميد عز الدين بالكحلة المدير العام للأمن العمومي بالحرس الوطني صرح مساء أمس الأول بأن قوات الأمن نجحت في تحديد هويات أفراد المجموعة المسلحة المتحصنة بجبال الشعانبي منذ شهر ديسمبر الفارط بعد القبض على عدد من المشتبه بهم في أحداث بوشبكة، مضيفا أنهم على درجة عالية من التدرب بعد أن تدربوا خارج تونس، وشدد على أن هذه المجموعة المحاصرة ستكون بمثابة نهاية ما أسماه ب"خيط الإرهاب" في تونس وأن الأمن سيتعامل معها وفق خطط مدروسة. طواقم طبية في الجبل وفي إطار المحافظة على العنصر البشري وفق ما أفادنا به العميد مختار بن نصر- فقد تم تعزيز مكان التدخل الأمني والعسكري بجبال الشعانبي بطواقم طبية وشبه طبية وسيارة إسعاف كما تم تعزيز المستشفى الجهوي بالقصرين بطواقم طبية عسكرية. نقل 4 مصابين إلى العاصمة وفي نفس السياق قالت مصادر مطلعة ل"الصباح" إن الإطار الطبي بالمستشفى الجهوي بالقصرين أذن أمس بنقل أربعة من المصابين بواسطة سيارات إسعاف إلى المستشفى العسكري فيما سمح لبقية المصابين بالمغادرة، وبالتالي لم يبق بهذه المؤسسة الصحية أي أمني أو عسكري ممن أصيبوا في أحداث الاثنين والثلاثاء. وبالتوازي مع ذلك أدى حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة وعلي العريض رئيس الحكومة زيارة إلى المصابين بالمستشفى العسكري بتونس كل على حدة أين قاما بمواساة الجرحى الأمنيين والعسكريين ورفعا من معنوياتهم، وأثناء الزيارة دعا علي العريض التونسيين إلى التصدي للإرهاب ودعم الوحدات الأمنية والعسكرية. يذكر أن العمليات الجارية في جبال الشعانبي خلفت إصابة 13 عونا وضابطا من الحرس والجيش الوطنيين إصابات خمسة منهم خطيرة وفق آحدث إحصائية إثر انفجار ثلاثة ألغام يومي الاثنين والثلاثاء.