"يا مواطن فيق فيق الحرية ليا وليك".. "سلطة رابعة لا سلطة تابعة".. "كرامة حرية صحافة وطنية"..."الصحافي حر حر لا نهضة لا تجمع لا مؤتمر"..."لا لتخويف الصحفي".. "لا للإعلام الحزبي"... هذه بعض الشعارات التي تنادي بحرية الإعلام والتعبير رفعها الصحفيون أمس في مسيرة سليمة تحت حماية أمنية مكثفة.. وتحت شمس حارقة، انطلقت المسيرة من أمام مقر نقابة الصحفيين التونسيين بالعاصمة سالكة شارعي محمد الخامس والحبيب بورقيبة لينتهي بها المطاف أمام المسرح البلدي بالعاصمة. وتأتي المسيرة في إطار الإحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، إذ تجمع عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين منذ الصباح أمام مقر النقابة أين انتظمت ندوة صحفية بالمناسبة، خرجت على إثرها المسيرة التي ضمت العديد من مكونات المجتمع المدني والمنظمات، وبعض المواطنين الذين ساندوا الصحفيين في احتفالهم، إضافة إلى حضور ممثلين لعدد من الأحزاب السياسية على غرار نداء تونس والجبهة الشعبية.. الصحفيون جابوا الشوارع الرئيسية بالعاصمة رافعين شعارات، مطلقين العنان لحناجرهم المنادية بحرية الإعلام والصحافة، والنأي بالقطاع عن المزايادات الحزبية والسياسية الضيقة لبعض الأطراف، والتأكيد على الإعتبار المادي والمعنوي للصحفي.. للسياسة نصيب الأطياف السياسية سجلت حضورها في هذه المسيرة من خلال بعض الوجوه التي رفعت بدورها شعارات موجهة للحكومة، حيث طالب أنصار الجبهة الشعبية بكشف حقيقة إغتيال شكري بلعيد، في حين نادت بعض الأطياف القومية بضرورة إعادة العلاقات مع سوريا، متهمة بعض القنوات التلفزية العربية بالعمالة والتآمر ضد الشعب والنظام السوري..وهو ما أثار استياء الصحفيين المشاركين في المسيرة، وقد دعا أعضاء المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين هذه الأطراف إلى الكف عن رفع هذه الشعارات حتى لا يقع تسييس هذا التظاهرة. تهميش متواصل بعض الصحفيين الذي تحدثوا ل"الصباح" أكدوا على تمسكهم بالنضال من أجل تحسين ظروفهم المادية والمعنوية خاصة بالنسبة للصحفيين الشبان الذين يشكلون الحلقة الأضعف.. وأبدى العديد منهم إستياءه من وضعياتهم المهنية الهشة والتي لا ترقى إلى مستوى المجهود الذي يقدمونه.. مطالبين الهيئات المشرفة على القطاع بالتسريع في إيجاد حلول سريعة وكفيلة بوضع حد للتهميش الذي طالهم. كما تحدث شق آخر على ضرورة التمسك بتطبيق ما ورد في المرسومين 115 و116 ورفض أي محاولة للإلتفاف على الهيئة العليا المستقلة للإعلام والنأي بها عن المحاصصة الحزبية، من أجل تحييد الإعلام والمحافظة على إستقلاليته. نداء إلى الحكومة وفي ختام المسيرة التي انتهى بها المطاف أمام المسرح البلدي، ألقى المنجي الخضراوي و سلمى الجلاصي عضوي المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين كلمة لخصت مطالب الصحفيين والإعلاميين في اليوم العالمي لحرية الإعلام وتمسكهم بحقوقهم، موجهين نداء إلى الحكومة وبعض الجهات السياسية بضرورة كف الضغط الممارس على هذا القطاع من أجل تركيعه، في تذكير بممارسات العهد البائد، والتزامها بالحياد والوقوف على مسافة واحدة من كافة الأطياف الإعلامية.