علمنا أن أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني وبعد مجهودات حثيثة كشفوا في الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت النقاب عن جريمة قتل ضابط الشرطة محمد السبوعي، حيث ألقوا القبض على المشتبه بهما أحدهما بتونس العاصمة والثاني بولاية مدنين بينما كان يحاول الفرار إلى ليبيا. وكان الأعوان أوقفوا أمس الأول شخصين كان الضحية اتصل بهما هاتفيا، ولكن بالتحري معهما تبين أنه لا علاقة لهما بجريمة القتل، ولكن إثر استشارة النيابة العمومية بابتدائية تونس أذنت بالاحتفاظ بهما على ذمة الأبحاث في قضية أخرى، وبمواصلة الأبحاث حصر الأعوان الشبهة حول شخصين ينتميان للتيار السلفي المتشدد تبين أنهما كانا ليلة الواقعة بصدد القيام-حسب ما علمنا - بدورية للشرطة السلفية بجبل الجلود، عندما لمحوا الضحية بصدد قضاء حاجة بشرية على قارعة الطريق فاسترابا من أمره وظنا منذ الوهلة أنه بحالة سكر لذلك قررا إقامة الحد عليه. وفعلا ودون مقدمات هاجماه دون أن يكونا على معرفة مسبقة به كما أنهما لا علم لهما بأنه ضابط بالأمن الوطني وطعناه فحاول المسكين الفرار من قبضتهما إلا أنهما التحقا به وطرحاه أرضا وذبحاه من الوريد إلى الوريد ثم خربا جسده بالطعنات وأصاباه بسكين عدة مرات في اليد اليسرى حتى كادا يقطعانها ثم طعنات في الساقين وأنحاء مختلفة من جسده وتركاه جثة مشوهة بالدماء وغادرا المكان، حيث اختار أحدهما الفرار إلى ليبيا بينما ظل الثاني بالعاصمة، إلى أن تمكن أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني من القبض عليهما إثر تحريات ماراطونية ومجهودات كبيرة بذلوها. وكان الأعوان سلكوا في البداية مسلك بحث على أن واقعة القتل مجرد جريمة حق عام ولا علاقة لها بأي تيار ديني أو أي انتقام على خلفية نوعية عمل الضحية، ولكن مع تقدم الأبحاث غيروا اتجاه مسلك الأبحاث ووجهوا الاتهام نحو ما يسمى لدى بعض التيارات الدينية المتشددة ب"الشرطة السلفية" إلى أن تمكنوا من كشف الحقيقة التي سيكون لها وقع الصدمة على الرأي العام التونسي.