ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة، مقابلة دون حضور الجمهور في اطار اياب الدور الثالث للبطولة الافريقية للأندية، تحكيم مغربي بقيادة بوشعيب الأحرش، ومساعدة يوسف المبروك، ورواني بوعزة، والحكم الرابع نور الدين الجعفري الإنذارات: كمال زعيم والعربي جابر من النادي البنزرتي وحسام عاشور وشهاب أحمد من الأهلي -اقصاء المهذبي لجمعه انذارين. النادي الرياضي البنزرتي: فاروق بن مصطفى، حمزة المثلوثي، حسام الحاج مبروك ثم آدم الرجايبي، العربي جابر، فخر الدين الجزيري، شاكر البرقاوي، أحمد الحران ، كمال زعيم ثم نور حضرية، محمد علي المهذبي، كاريكازي ومروان الطرودي. النادي الأهلي: شريف اكرامي -سعد الدين سمير -سيد معوض - علاء جمعة -محمد نجيب ثم أحمد شكري -حسام عاشور -شهاب الدين أحمد ثم وبيد سليمان -عبد الله السعيد - محمد بركات -عماد متعب ثم تريزيقي - أحمد عبد الظاهر. توقفت مغامرة النادي البنزرتي في البطولة الافريقية للأندية مساء أمس بالقاهرة بعدما عجز عن تخطي عقبة الأهلي المصري، وانقاد الى الهزيمة بنتيجة (2-1)، وكأنما التاريخ أبى الا أن يعيد نفسه، اذ سبق للبنزرتي أن انهزم بنفس النتيجة في القاهرة منذ 7 سنوات أمام الزمالك في البطولة العربية بعدما انتهى الذهاب ببنزرت بالتعادل (2-2). وفي الحقيقة فان الشارع الرياضي ببنزرت كان يدرك جيدا أن مهمة أبناء الكبير لن تكون سهلة في القاهرة، أمام فريق متمرس قاريا ودوليا، ويضم أفضل نجوم المنتخب المصري، وهو ما مكنه من العودة بالتعادل من مركب 15 أكتوبر. ولكن من جهة أخرى كان مدرب الأهلي حسام البدري على وعي تام بقيمة البنزرتي الذي تألق في سباق البطولة الوطنية في موسمين متتاليين، وأزاح في الدورين السابقين لهذه البطولة الافريقية فريقي اتحاد طرابلس الليبي، وديناموس الزمبابوي، وكان قادرا على التهديف في أكثر من مناسبة في لقاء الذهاب لولا مهارة الحارس شريف اكرامي، وكان يدرك أن قبول فريقه لهدف مبكر سيبعثر أوراقه من البداية، وأن أفضل طريقة لاجتناب المفاجآت هي الضغط على أبناء الكبير في مناطقهم، مع فرض رقابة لصيقة على صانعي الألعاب لقطع الامداد عن المهاجمين فضلا عن فرض رقابة لصيقة على المهذبي الذي نال الكثير من الضرب من علاء جمعة أمام أنظار الحكم الذي لم يحرك ساكنا، وكان سريعا في رفع أول بطاقة صفراء في وجه زعيم، وتلكأ كثيرا قبل أن يرفع أول انذار للمحليين وتحديدا لحسام عاشور، ولعل ذلك من الأسباب التي جعلت المهذبي ينفعل، ويرد على الخشونة بالخشونة، وبالتالي ينذر في مناسبتين ليقصى عن الميدان قبل 10 دقائق من نهاية المباراة. وفي المقابل أثبت الكبير الذي درس الأهلي جيدا أنه كان متهيئا لهذا المخطط، اذ أعد أبناءه لهذا السيناريو، وكيف يمكنهم الخروج من الضغط، وتهديد مرمى المنافس لاجباره على الارتداد الى الخلف. ولذلك وفي ضوء هذه المعطيات دخل الفريقان من البداية في صلب الموضوع، ودون المرور بمرحلة جس النبض. أبناء البدري ظلوا أوفياء لطريقتهم في اللعب القائمة على حسن الانتشار على الميدان، واستغلال المساحات الفارغة في دفاع المنافس، وخصوصا على مستوى الرواقين لتهديد مرمى بن مصطفى، ولكنهم فوجئوا بالهجوم المركز لأبناء الكبير، والقائم على التدرج بالكرة في عمليات ثلاثية ورباعية مكنتهم من نسج عدة عمليات هجومية منسقة وسريعة أقلقت كثيرا دفاع المنافس وكادت تتوج بأهداف منذ الدقيقة 2 عن طريق الركنية، وفي الدقيقة 3 بتصويبة قوية من حران مرت محاذية للقائم الأيسر للحارس تلتهما فرص خطيرة لزعيم دق 11 و14 وحران دق 15 وكاريكازي دق 27، في حين مرت تصويبة المثلوثي القوية دق 45 بجانب المرمى، أبناء البدري الذين امتصوا هيجان أبناء الكبير خلقوا 4 فرص تهديف حقيقية دق 22 عن طريق أحمد عبد الظاهر الذي صوب من مسافة قريبة تحت العارضة لكن فاروق حول الكرة بابداع الى الركنية، وعبد الله السعيد دق23 عندما سدد بجانب القائم، وأحمد عبد الظاهر يخطئ المرمى بضربة رأسية دق 30، في حين أبدع بن مصطفى مرة أخرى في التصدي لكرة عماد متعب دق 30، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. في الشوط الثاني يسهل الحكم مهمة الأهلي بمنح عماد متعب، الذي عرف كيف يموه مستغلا رفع المثلوثي لرجله، ضربة جزاء، احتج عليها المدرب الكبير وهو ما جعل الحكم يقصيه، ليسير الفريق من المدارج، وينفذ محمد بركات ضربة الجزاء بنجاح مهديا هدف التقدم لفريقه (1-0). هذا الهدف أثار حماس الفريقين لغايتين مختلفتين، وهي الاطمئنان على مصير المقابلة للمحليين والتعديل لأبناء الكبير، وبعدما أنقذ بن مصطفى مرماه من هدف محقق اثر ازدواجية أحمد عبد الظاهر، يقف عاجزا أمام ضربة عماد متعب الرأسية دق61 الذي يرفع الفارق للأهلي (2-0). أبناء الكبير لم يستسلموا، وفي الدقيقة 64 يتحصل المهذبي على ضربة جزاء يذلل بها حضرية الفارق (2-1). وتتاح كرة المباراة لكاريكازي الذي وجد نفسه في الدقيقة 67 أمام شباك خالية، ولكنه يصوب بلين عجيب، وهو ما مكن المدافع من ابعاد الكرة في اللحظة الأخيرة. ويشدد أبناء البنزرتي ضغطهم على مرمى الأهلاوية ولكن شريف اكرامي يتألق في أكثر من مناسبة، في الوقت الذي كادت مرتدات الأهلي تحمل الهدف الثالث في مناسبتين عن طريق أحمد عبد الظاهر لولا مهارة بن مصطفى وشجاعته، لينتهي اللقاء بتأهل الأهلي واحتجاج بعض أعضاء الاطار الفني البنزرتي على الحكم، ويخرج البنزرتي من المسابقة مرفوع الرأس بعدما زعزع ثقة لاعبي فريق القرن في أنفسهم على امتداد المباراة، ولم يشعروا بالارتياح لبعض الوقت الا بعد اقصاء المهذبي.