تونس الصباح: صدر التقريرالسنوي الجديد الذي يصدره مركز تونس لجامعة الدول العربية والذي يخصص لملفات العلاقات التونسية المغاربية والمغاربية المغاربية والمغاربية الدولية.. وقد تضمن تقرير "المغرب العربي عام 2007" كما هائلا من الوثائق والبرقيات الصادرة عن مختلف وكالات الانباء المغاربية والتي أريد منها "المساهمة في تكوين مرجعية وثائقية تفيد السياسيين والاعلاميين والباحثين ورجال الفكر المهتمين بشؤون المغرب العربي" كما جاء في الكلمة التمهيدية لرئيس مركز تونس الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية الاستاذ الشاذلي النفاتي. التقريرالسنوي الجديد جاء في طبعة انيقة وفخمة من 355 صفحة من الحجم الكبير. وقد قسم واضعوهذه الوثيقة عملهم إلى 6 أجزاء رئيسية توقفت عند مختلف المحطات الاقتصادية والسياسية والامنية والعسكرية في العلاقات الخارجية لمختلف الدول المغاربية على الصعيدين الثنائي والجماعي اقليميا ودوليا. توثيق علمي ودقيق وكان طبيعيا أن يخصص الجزء الاول الذي شمل حوالي 75 صفحة للعلاقات المغاربية والمشاورات التي اجراها الرئيس زين العابدين بن علي ونظراؤه المغاربيون لتفعيل مؤسسات الاتحاد المغاربي ودفع الشراكة الثنائية والاقليمية بين الدول الخمسة. ومن بين نقاط القوة في هذا التقريرالمفصل توثيقه لمختلف الاحداث شهرا شهرا طوال عام 2007.. دون اغفال أي منها.. واتبع التقرير نفس التمشي عند التوثيق للعلاقات بين الدول المغاربية الخمسة وبقية الدول العربية ومع مؤسسات العمل العربي المشترك ومع الدول المتوسطية والافريقية ومع الولاياتالمتحدةالامريكية.. ولا شك أن مئات الصفحات التي خصصت لهذا العمل التوثيقي الهائل يمكن أن تفيد الباحثين والاعلاميين والساسة والديبلوماسيين. في مفترق الشراكات وعلى غرار التقارير السنوية السابقة خصص الكتاب فصلا لتقديم الندوة السنوية الذي ينظمها مركز تونس لجامعة الدول العربية عن "المغرب العربي في مفترق الشراكات" بحضور عدد كبير من رجال الاعلام والاعمال والديبلوماسيين والخبراء الجامعيين. وقد تميز الملتقي السنوي كما قدمه تقريرمركز جامعة الدول العربية في تونس باستعراض الرهانات المطروحة على تونس وبقية الدول المغاربية.. ومنها الرهانات الجديدة امام الاسواق المغاربية.. والمصالح الجديدة التي يمكن ان تربط دول المنطقة على ضوء عدد من اتفاقيات تحرير الاقتصاد والعلاقات التجارية الثنائية والاقليمية والدولية.. تساؤلات ومن ابرز المحاور التي عني بها التقرير: كيف يتحقق الاندماج والتكامل مغاربيا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؟ وما هو دورالاتحاد المغاربي لرجال الاعمال؟ والفضاء الاقتصادي المغاربي من خلال الدور الجديدللمصارف المغاربية في تحقيق الاندماج المصرفي والمالي واستراتيجية التنمية المغاربية من خلال استقراء افاق منطقة التبادل الحر المغاربي وفرص جلب الاستثمارات الخارجية. وقدم التقرير عرضا لاهم المداخلات التي قدمت عن العلاقات الاقتصادية المغاربية ومن بينها كلمة السيد حاتم بن سالم كاتب الدولة للشؤون الخارجية والسادة الهادي الجيلاني رئيس اتحاد الصناعة والتجارة وعبد الرؤوف بن غزالة عن اتحاد المصارف المغاربية فضلا عن عدد من كبار المسؤولين في وزارات الخارجية والاقتصاد والشؤون الاجتماعية في الدول المغاربية وعدد من السفراء الاوربيين والعرب. أين القراءة التاليفية؟ واجمالا قدم هذا التقرير اضافة كبيرة جديدة للمعنيين بالشؤون المغاربية والمراهنين على مستقبل التنمية والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والامنية في منطقة المتوسط عموما وشمال افريقيا خاصة. لكن هذا الجهد الكبير كان يمكن أن يفيد أكثرلو اقترنت الوثيقة بقسم تاليفي وتحليلي للاحداث التي عرفتها الدول المغاربية والعلاقات المغاربية العربية والمغاربية الدولية خلال العام الماضي حتى لا يقتصر الكتاب على الجانب التجميعي. القراءات التاليفية حساسة ودقيقة في منطقة تشهد منذ عشرات السنين تعقيدات بالجملة بينها مضاعفات ملف الصحراء.. لكن لا بأس من تخصيص ما لا يقل عن 5 مقالات تحليلية من الدول المغاربية الخمسة تفسر أسباب تعثر بناء الاتحاد المغاربي وتجسيم القرارات الطموحة التي صدرت عن مجلس الرئاسة المغاربي وعن مئات مؤتمرات الوزراء والخبراء الحكوميين والمستقلين والمعارضين منذ لقاء زيرالدة بالجزائر في جوان 1988 والمؤتمر التاسيسي للاتحاد في مراكش في فيفري 1989 ومؤتمر القمة الاول بتونس في جانفي 1990.