سجلت قناة نسمة منذ إطلاق شبكة برامجها الجديدة على نسمة الحمراء أرقام مشاهدة مشرّفة وذلك حسب موقع"Audiamt.tn" حيث حافظ البرنامج الحواري "ناس نسمة نيوز" في نسخته الجديدة، على المرتبة الأولى ضمن توقيت بثه من الساعة 19:00 إلى الساعة 20:00، من خلال معدّل نسبة مشاهدة تراوحت بين 25% للحوار و30% للأنباء. وفاقت نسبة المشاهدة اليومية الجملية للمسلسل التركي"حريم السلطان" 30% منذ برمجته في وقت الذروة خلال أسبوعين فقط وأصبحت بطلتاه الكسندرا لاروسا(هيام) وماهيدفران (ناهد دوران) حديث الناس وجدلهم في تونس وهذا ليس بغريب فقد لاقى المسلسل حيث عرض نجاحات غير مسبوقة وحطم الأرقام القياسية في عدد المشاهدين وكان البيضة التي تبيض ذهبا للفضائيات بسبب الكم الهائل من الإشهار الذي يتخلل بثه. و"حريم السلطان" مسلسل تاريخي تركي مليء بالإثارة والتباينات الاجتماعية يروي جانبا من حياة السلطان التركي سليمان القانوني عاشر سلاطين الدولة العثمانية وخاصة ذاك الجانب العاطفي والأسري. الجمال.. العشق.. والدسائس واهتمام التونسيات بمشاهد هذا المسلسل على قناة نسمة اليوم كغيرهن من العربيات اللائي تابعنه على الفضائيات الأخرى لم يكن بسبب حرفية المخرج وقدرته على العمل على التفاصيل الدقيقة وتحريك الكاميرا في كل الاتجاهات مما يأسر ويبهر المشاهد ويمسك بتلابيبه ويزيد شوقه إلى المزيد ولا لنجاحه في تقديم صور بتقنيات عالية ولا لان الممثلين أدوا أدوارهم بكفاءة ووثوق وحرفية. بل إن الإعجاب يقف عند قصص الحب والغرام والعشق والدسائس والمؤامرات التي تعيشها النساء في حريم السلطان سليمان القانوني وذلك على حساب الجانب التاريخي والغزوات والحروب التي قادها هذا السلطان الذي وصلت الدولة العثمانية في عهده إلى ذروة قوتها حيث حكم 46 عاما دولة الخلافة العثمانية في القرن السادس عشر قضى30 عاماً منها على ظهر حصانه يشن الحروب والغزوات ويوسع ملك العثمانيين في القارات الثلاث. التلاعب بالحقائق التاريخية يهم الأتراك وتغليب الجانب العاطفي لحياة السلطان سليمان القانوني على الجانب السياسي والتاريخي في المسلسل الذي اعجب المشاهدات العربيات اعتبره الأتراك إساءة لتاريخ إمبراطوريتهم ولعل هذا ما تسبب في رفعهم لسبعين ألف شكوى ضده أرسلت للمجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون التركي ومن أهم المواقف المعادية والمستاءة من المسلسل لا يمكن أن ننسى موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي هاجمه واستنكر أسلوب تقديمه لشخصية "سليمان القانوني" وأجواء البلاط الزاخر بمكائد ودسائس النساء. وقد ندد بمخرجي هذا النوع من المسلسلات بصفة عامة. هناك أيضا إعجاب بجمال البطلات وبالديكور والملابس الذي يشد عددا كبيرا من المشاهدين خاصة وان المشاهد التونسي سبق ان تعرف عليهن في مسلسل " العشق الممنوع" الذي بثته ام بي سي 4 كالسلطانة الأم (نيباهات جيري) والسلطانة والسلطان(خالد ارغنش) الذي شاهد له محبو المسلسلات التركية بطولة مطلقة في مسلسل"علياء" ويذكر المشاهد التونسي للسلطانة خديجة أيضا مرورها الطيف في مسلسل"عاصي" في حين يكتشف لاول مرة البطلة مريم سارة أوزيرلي (هيام). هيام وسليمان في المغرب ب600 ألف دولار هؤلاء الأبطال لا يكتفي العرب بالإعجاب بهم وبأدوارهم وعرض مسلسلاتهم بل إنهم أصبحوا يستعينون بهم في الترويج للسياحة ويستقبلونهم في إطار حملات منظمة للقيام بزيارات لبعض الوجهات السياحية في المغرب كمدينة مراكش حيث تزعمت المسلسلات التركية في المغرب ترتيب البرامج من حيث عدد المشاهدين وقاربت نسبة مشاهدة المسلسل التركي "ماتنساينيش" مثلا الستة مليون مشاهد مما جعل الإخوة المغاربة يخصصون مبلغ(500 مليون سنتيم) مقابل الترويج لبعض مشاريع المنتجعات السياحية، لمدة قد لا تتعدى أسبوعاً واحدا. وقد نشرت جريدة "الأخبار" المغربية في عدد الإثنين18 فيفري أن مبلغ صفقة واحدة بلغ 600 ألف دولار يدفع بالعملة الصعبة خلال 24 ساعة، وضخ مبلغ 10 آلاف دولار في حساب كل من ممثل دور"السلطان سليمان" ودور الجارية "هيام" فضلا عن تلقي مرافق كل ممثل مبلغ ألف دولار، كمصروف الجيب خلال اليوم الواحد ناهيك عن تذكرة الطائرة في الدرجة الأولى ومصاريف التنقلات. أما عن مثل هذه الصفقات في دول الخليج فحدث ولا حرج. وليس حريم السلطان وحده الذي يصنع هذه الأيام ربيع قناة نسمة بل ورد ايضا في تقريرلموقع "Audiamt.tn" ان المسلسل التونسي"لأجل عيون كاترين" يليه بنسبة مشاهدة جمليّة بلغت 25%. وهذا ليس بغريب عن دراما اجتماعية تونسية جمعت خيرة الممثلين التونسيين وعلى رأسهم الفنان فتحي الهداوي وأخرجه المبدع حمادي عرافة وكتبت له السيناريو رفيقة بوجدي.