مصدر بلدي ل«الصّباح»: السّوق ستعود للنشاط في ظرف 10 أيام قرمبالية - الصباح: اندلع في الليلة الفاصلة بين يومي الثلاثاء والاربعاء 25 و26 مارس الجاري حريق هائل بداخل السوق البلدي بقرمبالية وتحديدا على الساعة الثانية والنصف من فجر يوم الاربعاء وقد أكد مصدر رسمي ل«الصباح» بأن الاسباب تعود لوجود خلل كهربائي يتمثل في احتكاك الاسلاك الكهربائية داخل السوق الذي يضم 43 محلا لبيع الخضر والغلال والتوابل والمواد الالكترونية... وقد شملت الاضرار 26 محلا منها 22 لبيع الخضر والغلال و3 محلات لبيع التوابل وما تبعها ومحل وحيد لبيع المواد الكهربائية. وقدر حجم الخسائر بحوالي 9 آلاف دينار لمحلات التوابل أحدها بحوالي 4 آلاف دينار وأما الحجم الاكبر فقد تكبده صاحب محل بيع المواد الالكترونية الذي قدرت خسائره بحوالي 10 آلاف دينار والبقية أضرار طفيفة لكون السوق لا تشتغل يوم الثلاثاء والباعة ليس لهم سلع وقد أتت ألسنة النيران على بقايا خضر وغلال ومواد خشبية وبلاستيكية مثل الصناديق وغيرها... أحد المتضررين يروي ل«الصباح» من بين المتضررين المدعو أحمد بن حسن الذي روى ل«الصباح» ما يلي: «أنا تاجر توابل وفواكه جافة وغيرها بلغ حجم الخسائر بمحلي حوالي 4 آلاف دينار وقد أبلغت بالحريق في حدود الساعة الثالثة والنصف فجرا عندما هاتفني الصانع الذي يشتغل معي والذي بدوره أبلغ بالخبر عن طريق شقيقته التي يقع منزلها بجوار السوق عندها تحولت مسرعا إلى مكان الحريق ووجدت حالة من الهلع وسط الظلام الدامس بعد قطع الكهرباء والدخان الكثيف وأعوان الحماية المدنية يقومون بعملية الاطفاء ومن حسن الحظ أن محلي يفتح إلى الخارج ففتحت الباب وعندها وجدت النيران التهمت المحل من الخلف فكانت الاضرار قد أتت على آلة ميزان كبيرة الحجم وكمية من اللوز ومشروبات عصير وتن وبلاستيك وزيوت غذائية...» وقد سألنا محدثنا: هل أن محله مؤمن فأجاب بكل أسف قائلا: «لا، غير مؤمن وكل المحلات غير مؤمنة وهذا تقصير منا نحن الباعة وحان الوقت لنحسس بعضنا البعض بذلك». البلدية تؤكد أنها حذرت الباعة من مخاطر الكهرباء أكد مصدر مسؤول ببلدية قرمبالية ل«الصباح» بأنه تم منذ فترة طويلة ولأكثر من مرة تحسيس الباعة داخل السوق بضرورة تركيز عدادات كهربائية خاصة بكل محل إلا أنه إلى يوم وقوع الحادث لم يسجل إلا استجابة 8 منهم فقط من مجموع 43 بائعا. وقد تبين لمصالح المراقبة البلدية أن بقية الباعة يستغلون التنوير بطرق عشواية بالتواطؤ مع بقية الباعة الذين جهزوا محلاتهم بعدادات كهربائية بمعنى أن 8 عدادات تستغل في إنارة 43 محلا من خلال التزويد المشترك في ما بينهم. وأضاف مصدرنا مؤكدا أن ذلك تبين خلال الزيارة الميدانية التفقدية التي قامت بها لجنة تتركب من الشرطة البلدية وأعوان القسم الفني وأعوان التراتيب البلدية وذلك صبيحة يوم الاثنين 24 مارس الفارط أي يوما قبل اندلاع الحريق. وقد أكد مصدرنا أنه تم التنبيه على جميع الباعة بضرورة الاسراع بتسوية وضعياتهم من خلال تركيز عدادات كهربائية بمحلاتهم مع العلم وأن البلدية قامت في سنة 2007 بتهيئة السوق من الداخل من خلال تسقيفه الكلي بحوالي 20 ألف دينار. التدخل السريع خفف من حجم الخسائر حال بلوغ خبر اندلاع الحريق تدخلت فرقة الحماية المدنية بقرمبالية وفي وقت قياسي تم التغلب على الحريق وأمكن انقاذ بقية المحلات وتجنب كارثة إذا ما امتدت النيران إلى المحلات المحيطة بالسوق، كما تدخلت المصالح الفنية للشركة التونسية للكهرباء والغاز بالقطع الفوري للتيار الكهربائي لتجنب المخاطر وتم ذلك بحضور السلط المحلية من معتمد ورئيس بلدية وكاتب عام للجامعة والمصالح البلدية الأخرى... وقد تم إطفاء الحريق بالكامل عند الساعة الرابعة والنصف من صباح يوم الاربعاء أي في ظرف ساعتين تقريبا وكادت العملية أن تكون أسرع لو كانت أبواب السوق مفتوحة مما اضطر أعوان الاطفاء إلى الاستنجاد بالسلاليم للصعود إلى سقف السوق والقيام بعملية إنزال عمودي للتعجيل بعملية الاطفاء. أين اختفى الحارس الليلي؟ خلال اندلاع الحريق وعند قدوم أعوان الحماية المدنية وبقية الاطراف المذكورة وأصحاب المحلات الذين هبوا عند سماع الخبر، اختفى الحارس الليلي المكلف بحراسة السوق وهو ما أكدته لنا السلط الرسمية والباعة الذين يتعاملون مع هذا الحارس وهم مسؤولون على انتدابه وهم من يقومون بخلاص أجرته الشهرية وهو ما أكده لنا عدد من الباعة الذين التقيناهم ويذكر أن مفاتيح أبواب السوق عند الحارس الليلي وهو ما أثر على نجاعة عملية الاطفاء. والي نابل يعاين حل السيد والي نابل عند الساعة السابعة صباحا بمكان وقوع الحريق واطلع على الاضرار الموجودة وقد التقى بعدد من الباعة المتضررين واستمع إلى مشاغلهم وواساهم مسديا تعليماته للسلط المحلية بقرمبالية لتسريع عملية إعادة تهيئة الفضاء حتى يستأنف الباعة نشاطهم بمحلاتهم في أقرب وقت ممكن. وقد أكد لنا مصدر بلدي بأن السوق سيعود للنشاط خلال 10 أيام على أقصى تقدير والعمل جار ليلا نهارا من طرف عملة البلدية بالتنظيف والتبييض وإعادة التهيئة الشاملة من الداخل. إجراء وقتي وكإجراء وقتي ومن أجل الاخذ بيد المتضررين مكنتهم البلدية من الانتصاب بمحيط السوق منذ عشية يوم الاربعاء وقد كان لهذا الاجراء الوقع الكبير والأثر العميق في نفوس المتضررين وقد لاحظنا ذلك خلال زيارة ميدانية قمنا بها يوم الخميس. فتح تحقيق أمني بإذن من السيد وكيل الجمهورية بقرمبالية وبمعاينة من حاكم التحقيق تم فتح تحقيق أمني وقد تكفلت به الفرقة العدلية للأمن الوطني بسليمان التي باشرت أعمالها لتحديد المسؤوليات في اندلاع هذا الحريق الذي لا يزال حديث الخاص والعام بقرمبالية.
