يتمّ الآن تهيئة مشروع هوبمثابة الحلم الذي راود العديد من مواطني باجة عموما ومتساكني معتمديّة نفزة خصوصا وهومشروع " مسلك شط "كاب نيقرو" خرقاليا " أو البوّابة البحريّة الجديدةلباجة والتي تربط بين الطّريق الوطنية رقم 52 نفزة سجنان و شاطئ " الرأس الأسود " المعروف ب " كاب نيقرو "على الشريط الساحلي التابع لولاية باجة على البحرالأبيض المتوسط. وللتّذكير فإن المسافة الفاصلة بين الطريق المذكورة والبحرتبلغ 20 كم منها 11.5 مهيأة سابقا و8.5 كم هي عبارة عن غابات وصخور ومرتفعات مغلقة تماما؛ شرعت مصالح التجهيزفي تهيئتها منذ نهاية سنة 2011 عن طريق إحدى الشركات التونسية التي سخرت لها معدّات جديدة ووظفت لها تقنيات حديثة وفرق تناوب متواترة ساعدتها على تجاوزصعوبة التضاريس ومشاكل الانزلاقات الأرضية لتصل إلى فتح منفذ يصل إلى البحر وسط الغابة عبر "خارقاليا" على عرض 13 مترا بكلفة جملية تقدر ب 3.720 مليون ديناروهوالآن في مراحله الأخيرة بنسبة تقدّم قدّرتها الجهات الرسمية ب 90 % . ومن المنتظرأن يعبّد ويفتتح خلال الأيام القادمة لينشّط المنطقة خلال هذه الصّائفة وليكون البوابة الثانية على بحرباجة بعد بوابة "شط الزوارع "التي تنوي مصالح التجهيزتدعيمها أيضا هذه السنة في نطاق تعهّد الملك البحري العام للجهة بالصّيانة والمتابعة . وفي رحلة ميدانية لاكتشاف المسلك والوقوف على مكوّاته جلب انتباهنا المنظرالطبيعي الممتد داخل غابات "نفزة" الخضراء وتحت زرقة سمائها ونحوصفاء بحرها البكرصورة تفرض عليك التوقف أكثرمن مرّة والتقاط أكثرمن صورة لأكثرمن مشهد لا يمكن أن تجود به إلا هذه الرّبوع الساكنة المتثاقلة بكل أسرارالطبيعة البكر. ونحن نقترب شيئا فشيئا من البحرتظهر لنا على بعد رؤيا العين جزيرة جالطة ومدينة طبرقة ورمال شاطئ الزوارع فيشد انتباهنا . إن الحراك الذي تشهده المنطقة على مستوى البناء والتعميربعدما كانت منطقة خالية إلا من بعض مربي الماعزمن بني زايد وبعض المستوطنين الأجانب من إيطاليا ومن محبّي الطبيعة من سكان باجةونفزة مثل أبناء "بوقفة" الذين آمنوا بالمكان واستوطنوه منذ ما لا يقل عن نصف قرن رغم الصعوبات فإن اليوم يقول أحد المتساكنين قد تغيرالأمر والناس تسارعوا في حركة استباقية لتعميرالمكان تزامنا مع تقدّم مشروع الطريق رغم تواجد أكثرمن 400 هك من الأراضي الخاصة تعود ملكيتها لثلاث عائلات بالأساس إلا أنها كانت شبه مغلقة بغياب الطريق وانعدام المرافق وصعوبة الوصول إليها؛ ولكن البناءات حاليا تحتاج إلى نوع من التأطيرباعتبار طابعها الفوضوي إذ لم تحترم فيها إلى حدّ الآن مبادئ الجواروترك الارتدادات الضرورية سواء من الأجناب أوعلى واجهة الطريق أوترك الممرات الضرورية بين المتساكنين. وعن المرافق والخدمات يضيف محدثنا أن المنطقة ما زالت في ارتباط مباشرمع مدينة "نفزة" والمدن المجاورة من حيث التموين والتزود وأن ما لا يقل عن 10 بحّارة يمارسون الصيد البحري منذ سنوات؛ وقد استفادوا بدورهم من هذا المشروع إذ صار حرفاؤهم يحضرون إليهم بكل يسرعلى عين المكان لتجميع البضاعة بعدما كانوا يعانون الأمرين لترويجها. مشروع أنجزفي كنف الهدوء والاتقان بعد الثورة وأعتقد أنه سيكون مفاجأة الموسم للعديد من الأهالي؛ لكن طموح أهل الجهة لا يتوقّف عند هذا الحدّ لأن الدولة والمجتمع المدني؛ كل من جهته؛ مدعوّون لفتح آفاق الاستثماربهذه السواحل " المتوحّشة "؛ وأول الاستثمارهوالدعاية الهادفة....؛ لذلك مواطنو باجةونفزة والمناطق المجاورة ينتظرون مشهدا احتفائيا لافتتاح هذه البوابة البحرية الجديدة على مدينة يشك عدد من التونسيين أنها ساحليّة ولها ما لايقلّ عن 25 كم من السواحل البحرية.