عبر عزالدين الفالح الكاتب والإعلامي الليبي عن تفاؤله بمستقبل أفضل لبلاده يكون فيها دور كبير لأهل الثقافة والفكر بعد أن شهدت هذه المجالات عملية تجفيف بالجملة إلى درجة التصحّر في عهد حكم معمر القذافي حسب تأكيده واعتبر بوادر الحركة الثقافية والفكرية التي ظهرت في بلاده خلال السنتين الأخيرتين بمثابة مؤشرات صحية إيجابية واستشهد على ذلك بالهامش الكبير للحرية في الرأي والتعبير في الكتابات ووسائل الاعلام في بلاده في هذه المرحلة الانتقالية التأسيسية وقال في ذات السياق:"أعتقد أن المشهد الثقافي في ليبيا سيكون متميزا على صعيد عربي. لأن كل المؤشرات والمبادرات الفكرية والثقافية التي ظهرت خلال هذه الفترة تبين ذلك. فنحن نعيش مخاضا عسيرا لكن ننتظر مشهدا جميلا وواقعا ثقافيا خصبا ومتنوعا بمقاييس إبداعية طالما أن الجميع يسعى لتكون ليبيا مثلما طمح إلى ذلك شبابها الذي دفع حياته ثمنا للحرية والديمقراطية والتطور فيها" وأرجع تفاؤله وانتظاراته، كغيره من الناشطين في الساحة الثقافية في ليبيا لواقع متطور إلى ما سجلته الساحة هناك من تعدد في المشهد الإعلامي وما ساهم فيه من خلق حراك فكري وثقافي بالأساس شجع الكتاب والشعراء والفنانين وكل القوى والطاقات على الابداع والعمل والنشاط وفتح المجال أمام المواهب والكفاءات للمشاركة في المشهد من ناحية والمساهمة في البناء والتأسيس بما يحقق أهداف الثورة. وقال في ذات الإطار:" أنا على يقين أن التغيير لا يمكن أن يكون إلا بأدوات داخلية لكن هذا لا ينفي أننا في حاجة إلى الانفتاح على تجارب أخرى مشابهة على غرار التجربة الفرنسية التي تعد مرجعا في عديد البلدان التي عرفت ثورات. كما الشأن بالنسبة لحاجة بلادنا لكفاءات عربية بالأساس في مجالات علمية وثقافية أخرى" وأكد أن تجربته في كتابة القصة مختلفة عما كانت عليه سابقا لأنه مقبل على تجربة جديدة يحرص على أن يستفيد فيها من الواقع الجديد في المقابل عبّر عزالدين الفالح عن استنكاره لما تشهده بلاده في هذه الفترة من أحداث وصفها بالمؤلمة ونزل ذلك في خانة التفاعل السياسي مع المرحلة الذي لا يزال يبحث عن توازنه وقال في ذات السياق:"نحتاج إلى وقت حتى نفهم اللعبة والمداخل السياسية ونتمرس على الاختلاف والحرية لأن المواطن الليبي بشكل خاص كالطفل الصغير في هذا المجال يحتاج إلى من يأخذ بيده. وهو تقريبا حال السياسي والمثقف والمواطن العادي" ظروف الإبداع المطلوبة من جهة أخرى عبر عزالدين الفالح عن استحسانه لما يقوم وزير الثقافة في بلاده بدعم كل المبادرات وفتح المجال أمام كل الأنماط والمحاولات والمشاريع من أجل بعث حياة ثقافية تستجيب لدواعي المرحلة وتستفيد من الخبرات القليلة والكفاءات الكثيرة في ليبيا. لأنه يرى أن الإبداع والتطور الفكري يحتاج إلى ظروف خاصة وأجواء ملائمة. واعتبر محدثنا مبادرة تنظيم بلاده لمعرض الكتاب مؤخرا وما لاقاه من نجاح واقبال دليل قاطع على مُضِيّ المشروع الثقافي في طريقه إلى الإصلاح والنفاذ على النحو المنتظر. وبيّن في ذات السياق أن القطاع السينمائي والمسرحي وغيرها من القطاعات الثقافية الأخرى تشهد حراكا غير مسبوق لكنه يؤسس حسب رأيه لواقع أفضل لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يخضع لأي محاولات تهميشه أو التحكم في مساره تحت أي غطاء مثلما كان في الزمن البائد. وبين أيضا أن ما ستقدمه الساحة الثقافية من أعمال ومشاريع خلال الفترة القادمة بدءا بشهر رمضان سيكون تأكيدا على التغيير الكبير الذي عرفته الساحة الثقافية من تغيير سواء تعلق الأمر بأعمال درامية أو غيرها من الأعمال الأخرى صورة جديدة كما أفاد عزالدين الفالح أن كل الجهود موجهة من أجل تقديم صورة جديدة لهذا البلد الذي قدمه النظام البائد في شكل عقلية "الخيمة" ليثبت شبابه وأحراره أن ليبيا تزخر بالكفاءات وقادرة على التموضع في أفضل المواقع على مستويين إقليمي وعالمي. واعتبر ما يقوم به المجتمع المدني من ناحية والقبائل من ناحية أخرى من دور في تحقيق التوازن والتوافق المطلوب في هذه المرحلة الحرجة ساهم بقدر كبير في انقاذ البلاد والمجتمع من الاندثار لاسيما في ظل تواجد أجندات لا هدف لها سوى تهديم هذا البلد ودحره في دوامة من المشاكل