تونس - الاسبوعي: تنطلق بعد ظهر اليوم في مختلف المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية مداولات مجالس الاقسام الخاصة بنتائج التلاميذ بالنسبة الى الثلاثية الثانية، وهي نتائج تكتسي أهمية خاصة لأكثر من إعتبار أهمها أن التلميذ يصل في مثل هذه الفترة الى أوج نشاطه وذروة إندماجه في وسطه المدرسي وبالتالي سينعكس هذا الاندماج بالايجاب على نتائج المتعلم وثانيها أن هذه الثلاثية لها ضارب مضاعف مقارنة بالثلاثية الاولي ومن ثمة يكون لها ثقل اكبر في تيسير فرص نجاح التلميذ أو فشله، وهي ذات النقطة التي تشترك فيها مع نتائج الثلاثية الثالثة (ضارب 2) مما يستوجب من التلاميذ وأوليائهم تدعيم الجهد واستغلال الفرصة الاخيرة المتاحة لتحقيق النجاح المنشود. لا للتجاهل واللامبالاة ولعل موعد لقاء الاولياء الثاني المزمع عقده في مختلف الاعداديات والمعاهد في نهاية أحد الاسبوعين الجاريين يمثل مناسبة هامة لتناول نتائج التلاميذ وسلوكاتهم وتشخيص الصعوبات التي تعترضهم حتى يتم تدارك ما يمكن تداركه بصفة نهائية ويكون النجاح مصير كل متعلم ومجتهد مثابر.. وبالتالي وجب التخلي عما ينتهجه بعض الاولياء.. وهم -كُثْرُ - تجاه هذا الموعد والتعامل معه بتجاهل وعدم اكتراث بل وأكثر من ذلك الادعاء بإنعدام امكانية التواصل مع المؤسسة التربوية وإطار التدريس. استعدادات أما المسألة الأخرى والتي تكتسي بدورها أهمية كبرى في مثل هذا الموعد من السنة الدراسية هو شروع كل المؤسسات التربوية دون استثناء في الاعداد الجيد للامتحانات الوطنية والتي تهم أكثر من مستوى وهي الباكالوريا والنوفيام والسيزيام الى جانب الامتحان التقييمي للسنة الرابعة من التعليم الاساسي الذي شرع فيه نهاية السنة الدراسية الماضية وأثار حوله الكثير من الجدل وردود الفعل.. وقد أكدت وزارة التربية والتكوين في أول تقييم لهذا الامتحان ايجابية هذه الخطوة في المنظومة التربوية التونسية بإعتبارها تعد محطة وسيطة للتقييم الموضوعي لمكتسبات التلاميذ في مختلف المواد الاساسية مما يساعد على الرصد الدقيق للقدرات التي تملكها المتعلمون في هذه المواد ومن ثمة دعم إمكانيات معالجة النقائص التي تلوح لدى بعضهم.. علما وأن نسبة النجاح العامة التي حققت خلال السنة الفارطة ناهزت 81%. رصد الفوارق ومن جهة أخرى أبرزت وزارة الاشراف أن تقييم هذا الاختبار أفضى علاوة على تحديد نسب تملك التلاميذ للكفايات المستوجبة في كل مادة على حدة (عربية ، فرنسية، رياضيات، إيقاظ ) الى رصد الفوارق المسجلة بين الجهات وحتى بين المدارس نفسها بما مكنها من ايجاد برامج خصوصية لدعم مردود كل مؤسسة تبعا لما سجلته من نتائج وهو ما من شأنه أن يسهم في دفع وتطوير المردود العام للمستوى التعليمي بالمرحلة الاولى من التعليم الاساسي .. كما بين هذا التقييم أن هذا الاختبار بعث حركية كبرى داخل الاسر والمدارس على حد السواء على متابعة دراسة منظوريهم التلاميذ والاهتمام أكثر بتحصيلهم الدراسي وفي المقابل سعي المربين الى مضاعفة مردودهم بهدف الارتقاء بنتائج تلاميذهم الى أفضل المراتب وأحسنها. ومن جانبها حرصت وزارة الاشراف وقصد تأمين نجاح هذا الاختبار التقييمي خلال هذه السنة الدراسية على تنظيم دروس دعم وتدارك مجانية لفائدة التلاميذ الراسبين بالسنة الرابعة وذلك عبر إقرار أربع ساعات في الاسبوع يتم تخصيصها للدعم الاضافي في المواد الاربع المستهدفة بالتقييم (العربية، الفرنسية، الرياضيات والايقاظ) حتى تتدعم حظوظ التلاميذ في النجاح وتتعزز قدراتهم على التملك والتمكن من هذه المواد الأساسية والتي سيكون لها بالغ التأثير في التحصيل المعرفي في مستقبلهم الدراسي. سفيان السهيلي