جهر مجاري المياه والأودية والدهاليز للحد من تكاثر البعوض توظيف الخرائط لتسهيل عمليات الكشف عن مكامن اليرقات وترشيد استهلاك المبيدات تونس الصباح: مع اقتراب فصل الصيف يتضاعف اهتمام وزارات الصحة العمومية والداخلية والتنمية المحلية والتجهيز والإسكان والتهيئة الترابية والبيئة والتنمية المستديمة بملف مقاومة الحشرات والبعوض.. وعلمنا في هذا الصدد أن الاستعدادات لمجابهة
هذه الظاهرة المقلقة انطلقت منذ مدة وذلك بالعمل على تسهيل السيلان العادي للمياه لتجنب ركودها وتحولها إلى مصدر لتوالد الحشرات وانتشارها.. وقد تمثلت في جهر مجاري المياه والأودية والقنالات والأحواض والدهاليز والمستنقعات والفراغات الصحية وبالوعات التطهير وأحواض السباحة والقنوات المغطاة وأنفاق مجاري المياه وتقليع الأعشاب الطفيلية. وتم التركيز خلال هذا الموسم على ترشيد استهلاك المبيدات الحشرية وذلك من خلال تحديد أماكن توالد البعوض الريفي في طور اليرقات بمآوي توالدها الممتدة على مساحات شاسعة وتوخي طرق مقاومة عضوية أو بيولوجية وتتمثل المقاومة العضوية في جهر الدهاليز والفراغات الصحية وتعهد جهر شبكات المياه المستعملة ومياه الأمطار وبيوت الهاتف الأرضية وردم المستنقعات والبرك أما المقاومة البيولوجية فتتمثل في تربية استزراع نوع من الأسماك يدعى القمبوزيا وذلك في السدود والبحيرات الجبلية وتعمل هذه الأسماك على أكل يرقات الحشرات.. وتقرر ألا يتم اللجوء إلى المقاومة الكيميائية واستعمال المبيدات الحشرية إلا في صورة تعذر القيام بالمقاومة العضوية والبيولوجية. وتتمثل المقاومة الكيميائية في القيام بعمليات لاستكشاف المخافر المحتملة لتوالد البعوض والتدخل عند الاقتضاء بالمداواة باستعمال المبيدات للقضاء على اليرقات قبل تحولها إلى مرحلة البعوض الطائر بالوسائل اليدوية العادية بالنسبة للمآوي صغيرة المساحة والمتوسطة وبواسطة الطائرة بالنسبة للمناطق الريفية الشاسعة وهي مهمة يضطلع بها مخبر بلدية تونس وتشمل تدخلاته ولايات تونسونابل وسوسة والقيروان.. وتجرى هذه التدخلات الميدانية باعتماد خرائط معدة للكشف عن مكامن الحشرات.. وبالنسبة لبقية ولايات الجمهورية فيتم التنسيق بين الوزارات والبلديات لبعث فرق جهوية تساعد على جهر الأودية ومجاري المياه العابرة للمدن وردم البرك والمستنقعات عند الاقتضاء. ويجدر التذكير في هذا الصدد أن وزارة البيئة والتنمية المستديمة عملت على إعداد جملة من الخرائط الخاصة بتوالد البعوض الريفي في طور اليرقات لولايتي نابل وسوسة وسيتم تعميم التجربة على ولايات المنستير والمهدية والقيروان وبنزرت وفي هذا الصدد يقع جرد أهم المخافر المحتملة لتكاثر البعوض بهذه الولايات ورسم خرائط مجسمة لها بهدف التحكم في عمليات مقاومتها وترشيد استهلاك المبيدات. تقييم لتقييم تنفيذ خطة مقاومة الحشرات بتونس العاصمة تم إعداد تقرير اشتمل على عدد من الجداول المفصلة للمقاومة العضوية للحشرات والبعوض من خلال جهر مجاري مياه الطرقات ومسح الحواشي وتقليع الأعشاب بعديد الطرقات الوطنية والجهوية والمحولات ومن خلال جهر وتنظيف مجاري المياه الأخرى وجهر منشآت تصريف مياه الأمطار. وفي هذا الصدد علمنا أن الديوان الوطني للتطهير اضطلع بمهمة صيانة وجهر وادي قريانة ووادي روريش ووادي قرب ووادي خزندار ووادي الطابق ووادي السلة وقنال الرمانة وقنال الحديقة وأحواض تجميع المياه بالمنازه وخزندار وحي الخضراء والحي الأولمبي والوردية وغيرها. كما شمل التقييم عمليات المقاومة الكيميائية.. وفيما يتعلق بسبخة السيجومي فتتمثل عملية مراقبتها في متابعة منسوب المياه بهذه السبخة وبالمجاري التي تصلها حتى لا ترسب الأوحال الغنية بالمواد العضوية والنفايات الصلبة التي تجرفها مياه الأمطار عبر الأودية ومجاري المياه وتعفنها بقاع السبخة وتضاعف سمكها مما يوفر مناخا ملائما لتوالد يرقات الوشواشة بكثافة عالية جدا. وبصرف النظر عن الجهود المبذولة للقضاء على الحشرات فإن المواطن يتطلع إلى قضاء صيف دون معاناة من إزعاج البعوض والوشواشة.. فهل ستحقق خطة مقاومة الحشرات رغبته هذه؟